الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 05th June,2006 العدد : 156

الأثنين 9 ,جمادى الاولى 1427

منصبها مغر.. ومهامها أصعب
طالبو يد الجمعية أصحاب تجارب ودكاترة وشباب طموح

إعداد: محمد المنيف
لم يعد خبر تأسيس أوإنشاء جمعية للتشكيليين أمرا سريا أوخبرا غير قابل للنشر بعد أن تشكلت له لجنة تحضيرية لوضع لائحة النظام العام للجمعية، ولم يعد الأمر في حدود الأوراق أوالخطابات أورسائل الجوال التي تحمل التهاني والتبريكات بقدر ما أصبحت اليوم حقيقة ماثلة يجب الاستعداد لها، ولخطوات مسيرتها بشكل أكثر أهمية وتحملا للمسئولية، فالجمعية بالنسبة للتشكيليين في حال الالتفاف حولها ودعمها والإصرار على نجاحها تعني الكثير وتحقق الكثير أيضا لمختلف الفنانين وفي مختلف مناطق المملكة.
خصوصا في هذه المرحلة المهمة في بناء جسد الثقافة على مستوى الوطن وليس الفرد وهذه هي أهم أهداف الجمعية والمنتسبين إليها، لهذا فالخطوات القادمة أكثر تشويقا وتفاعلا وتفاؤلا بأن أصبح للفنان مرجع واسم يعتز به ويعتز بأن يحمل عضويته وينتمي إليه.
(إغراء وشعور بالمنافسة
كذلك لا يمكن إغفال ما سيتم من خطوات قادمة في مسيرة تأسيس الجمعية التشكيلية بعد إقرار نظامها واعتماده رسميا وما يتبعه من تحديد المهام وانتخاب مجلس الإدارة أوعضوية اللجان وما يعنيه الوصول إلى المنصب من تحقيق المنافسة والاعتزاز بكسب الأصوات التي تحقق للفنان الوصول إلى هذا الموقع، وفي أهم خطوات تأسيس الجمعية، فالأمر يبعث الكثير من الشعور بإمكانية الدخول في أقرب مسافة من خدمة الفن التشكيلي يقدم من خلالها المرشح ما لديه من جهد وخبرات وقدرات يساهم بها في بناء حضارة، ولهذا، فالمرحلة القادمة سيكون للساحة التشكيلية تحول كبير في مفهوم إدارة فنهم والتعامل معه ومع كيفية اختيار من يدير إبداعهم بحرية كاملة يعتمد فيها صاحب الصوت على ثقته بمن يقوم بالتصويت له واختياره من بين الكثير من الأسماء، وهذا أيضا يضع المرشح أومن تم التصويت له في دائرة المسئولية والأمانة وانتظار ما يؤمل فيه من تفعيل لدوره فيما يخدم الفنانين والفن التشكيلي).
الخطاب وطالبو الود
أجزم بأن عشاق الجمعية وطالبي القرب لها كثيرون، ولها الحق أن تعتز وأن تتدلل أمام هؤلاء الذين يشكلون الساحة على مدى سنوات طويلة قدرت بالأربعين عاما، أو قيل ثلاثين، وكلا التقديرين متقاربان، وكلاهما أثرى الساحة بالأسماء، والقدرات، فأصبح لدينا الموهوبون، وأصحاب التجارب والمؤهلون، ولهذا نتوقع أن نرى التجاوب الكبير من هؤلاء الباحثين عن مورد ماء لإبداعهم بعد أن كانوا يتعطشون لمثل هذه الجمعية، فالواقع التشكيلي السعودي ينعم بالكثير من المنتمين لهذا الفن في مختلف مناطق الوطن ومدنه ومحافظاته، وهم من سيقبل على طلب العضوية وعلى ترشيح اسمه للدخول في عضوية مجلس إدارتها وهم من يضع في اعتباره ما يمكن أن يتحقق لهذا الفن في مستقبل أيامه.
هذا الكم الكبير، وبهذا المستوى من التأهيل وهذا الحضور الذي بدت ملامحه وأصبحنا نرى ثماره منذ أن تأسس معهد التربية الفنية وتبعه أقسام التربية الفنية في كليات المعلمين والمعلمات، وفي كليات التربية الفنية بالجامعات وصولا إلى ما تزخر به الساحة من مبدعين غير متخصصين أضفوا الكثير للساحة وقدموا أعمالا تستحق الإعجاب كل هذا يدفعنا للاعتزاز والفخر بإبداع له تاريخه ومسيرته ومساهمته في تربية الذائقة في مجال التعليم أوخارج في مختلف المناشط الثقافية .
نعود للقول: إن للجمعية التشكيلية الحق في أن تتدلل وأن تغري كل هؤلاء الفنانين اوالمهتمين بالفن من المتذوقين.
(بين إغراء المنصب وصعوبة المهام
من المؤكد أن نشعر بالمزيج بين المنصب وصعوبة المهمة، ولكن الثقة في من عاش وعايش الساحة من التشكيليين على مختلف قدراتهم ومؤهلاتهم يجعلهم قادرين على استخلاص ما يشكل تحديا يتبعه سعي لتحقيق الأهداف، فالمهام أكبر من إغراء المنصب، وفي حال قدرة من تولى المنصب إنجاز تلك المهام فسوف تكون سفينة الجمعية في مأمن من الغرق، ومأمن من كل ما حرم منه الفن التشكيلي على مدى سنوات طويلة حاول كل الفنانين فيها لملمة أوراقهم التي كادت أن تتبعثر وتذوب في ثنايا الأنشطة الأخرى من مسرح وفنون شعبية وكتاب وقصة التي شاركتها المسكن والمعاش في جمعية الثقافة والفنون لتصبح اليوم في حرية وبعيد عن ازدواجية الإدارة أوالجهل في مفهومها كإبداع يستحق الاستقلالية التي تسمح لها بوضع الأطر والأنظمة التي تضمن لهذا الفن ولفنانيه حقوقهم وتوثق الإبداع، وتسعى لجمع ما ضاع منه، ولنا في المرحلة السابقة من المواقف ما يجعلنا في أعلى درجات السعادة بتأسيس الجمعية، فكثير من أعمال الفنانين تعرضت للضياع والأخرى للسرقة، وبيعها في الأسواق الشعبية وكثيرا ما بحث الدارسون عن مرجع يؤمن لهم المعلومات عن أي فنان أوبرامج تقام للفن التشكيلي، ولم يجدها إلا بشق الأنفس والجهد الجهيد إضافة إلى فقدان الموهوبين سبل تطوير إبداعهم وأهم من هذا وذاك التقصير في فهم معنى المشاركات الخارجية واعتماد من كلف بها على أسرع السبل حتى ولوكان ذلك على حساب سمعة الفن بأن يختار للمشاركة أعمالا أقل من أن يشارك بها في معرض متواضع في الداخل فكيف تواجد في معارض دولية .
إن ما نتوقعه أونجزم بتوفيق الله أن يتحقق للفن التشكيلي من جمعيته المستقلة ما يجعل الفن التشكيلي في موقعه الصحيح اللائق به، كما يراه مختلف شرائح المجتمع، ويتتبعون فيه كل خطوة يخطوها برزت في مختلف المعارض المحلية والدولية).
المتحف وقاعات العرض التشكيلية ومثل ما حلمنا بالجمعية وتحقق الحلم لنا أيضا أن نحلم بالكثير منها بعد أن تتشكل، وتبدأ انطلاقتها وتعرف مسارها وترسم مسيرتها، ومن تلك الأحلام إقامة متحف للفن التشكيلي السعودي وليكن لكل الإبداعات البصرية الحالية أوالقادم منها مما يشمله التطوير والتحديث في حدود قيمنا وتقاليدنا، فالمتحف من أهم المطالب، ومن أبرز مهام الجمعية مهما تأخر إقامته، ووضع له موقع في جدول مهام مستقبل الجمعية إذ إن لدينا الكثير من الأعمال التي توثق بدايات هذا الفن ورواد خطواته الأولى منهم الفنانون والفنانات الأوائل السليم والرضوي وصفية بن زقر ومنيرة الموصلي وغيرهم بجانب كثير من التجارب المتميزة التي تحمل روح ورائحة الوطن بأساليب عصرية جمع فيها فنانوها ملامح التراث الوطني بالأسلوب الحديث مع ما لدينا من فنانين مؤهلين بدرجة الدكتوراه في مجال المتاحف سيكونون عونا في حال إنشاء هذا المتحف، كما أن في افتقار مدننا الكبيرة لقاعات العرض التشكيلية ما يجعلها مطلبا آخر لتأصيل العلاقة بين هذا الفن وبين الجمهور عوضا عن القاعات الحالية التي تقام فيها المعارض وفي قطاعات ليس لها علاقة بهذا الفن وليست تلك القاعات مؤهلة للمعارض التشكيلية.
(الحلم وتباشير المستقبل، أود هنا أن أختم ما جاء في حقيبتنا لهذا الأسبوع بما قاله الفنان الرائع إبداعا تشكيليا وخلقا عبد الله الشيخ حينما حضر للمشاركة في اجتماع اللجنة التحضيرية لتأسيس الجمعية التشكيلية قائلا (أشعر أنني في حلم أتمنى ألا أستيقظ منه) هذا الفنان الكبير وبعد هذا العطاء والعمر الزمني والفني يعني الكثير بهذا القول، ويشير به إلى ما سيتحقق للأجيال القادمة من سبل الإبداع في حضنهم الحقيقي، مضيفا أن سعادته الكبيرة بهذا الإنجاز من وزارة الثقافة والإعلام ممثلة في وكالة الشئون الثقافية وبمتابعة من الدكتور عبد العزيز السبيل أعادت له حيويته واستبشاره بمستقبل حافل بالعطاء).


monif@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
مداخلات
الملف
الثالثة
اوراق
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved