الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 05th June,2006 العدد : 156

الأثنين 9 ,جمادى الاولى 1427

الأدب الإسلامي ونماذج التلقي..(نقطة تفتيش) لمحمد الحضيف.. نموذجاً..؟ (2-2)
محمد الدبيسي

(الجهاد) المفردة الضمنية التي راوحت فصول الرواية.. (مكرٍ مفرٍ) في احؤوائها.. والتعبير عن تبدياتها القسرية.. عبر نموذجها الذهني الثابت في الذاكرة المعاصرة (أفغانستان)..؟ (أفغانستان) الفضاء الذي اجترح الكاتب كهوفه وقفاره وإنسانه.. أوكار رموزه السياسية.. وأحزاب قومياته وعرقياته.. وأرض معاده البينية التي تصله بباكستان.. ،.. كراماته (العظمى) ومعجزات مجاهديه الأبرار.. ؟ وكأن ثمة تناص بين سياقات الرواية.. وكتاب (آيات الرحمن في جهاد الأفغان) الذي راج في أوساط الإسلامويين في الثمانينيات.. واستثمره منظروهم كسلاح تعبوي.. زج بأبنائنا إلى وحل الثارات بين الأحزاب ونيران الاحتراب.. ؟ حيث شكَّل (الكتاب) مرجعية تاريخية وثوقية.. احتال الكاتب- (فنياً طبعاً)-.. على استثمار طاقاتها الأسطورية.. في سك الأبنية النصية للعمل.. فقادته النية إلى سوء منقلب (الكتابة).. عندما تُجند لها الأفكار الاستباقية.. ونوايا الحياد الجهادي..! (....).. جسوراً على تصفية الحسابات الفكرية بين المختلفين في مشروعية الأصل.. لاشرعيته... ؟ عبر تنابز مكشوف... وتحريف رمزي فج وسمج لأسماء من لاتروق تفسيراتهم لمشهد الجهاد المزعوم.. للروائي (محمد الحضيف)... ؟ لتسقط الرواية في فلك الإلغاءات والإقصاءات الفكرية للمشتغلين في حقل الأيديولوجيا الإسلاموية.. ويتعرى وهن أدوات فريقين كل منهما يمتلك (الحقيقة المطلقة).. ؟ وليقتات النص الثأري على وعورة الخطاب الآني.. وانفلاتات الانفعال المأزوم بفكر لا يمكن أن ينتج قيماً جمالية ترتقي لذائقة وذهنية.. يمكنهما الفصل بين الإبداع والايديولوجيا.. ؟.. فالعمل الذي صنَّفه كاتبه (رواية).. ونقش على غلافها مناقب مبادئية.. انفرطت حبكة مشروعيتها الفنية.. منذ شرع كاتبها في تحويلها إلى كتالوج تقارير (إخبارية).. لما كان من أمر (حصار قلعة جهانجي) وبياناً بأسماء التسعين عربياً ممن قُتلوا فيها..؟ وسماتهم الشكلية ولون سحناتهم ومقدار طول لحاهم.... إلخ.... وفي النهاية هم تلك الأرواح الزكية التي سقت دماؤها أرض الإيمان في (أفغانستان).. ؟ والرواية بحكم سياق النظرية الجهادية التي تحاول تنضيد مثالاتها الحركية؛احتشادات الإسلامويين في صيغتهم الجماهيرية العامة.. يتباشرون برفع لواء فريضتهم.. عبر تقطيع الصياغات الإخبارية وافتراضاتها التقريرية.. وتوظيفها في سياق تنفيسي محقون بفكرة الحقيقة الواحدة.. واليقين الفردي... ؟ (نقطة تفتيش) البريئة من دلالات شعرية واكتناز إيحائي رمزي في هكذا (عنوان).. لا يمكن أن تعثر على نقطة بداية لها.. أو بؤرة إشكالية تنتظم سياقاتها.. أو لحمة تلم شتاتها المكشوف.. حتى في الدراما المفتعلة لرحلة (أحمد) في البحث عن شقيقه المجاهد (عبدا لله).. وما ينكشف له في هذه الرحلة السحرية بين (بيشاور وخوست وجلال أباد وجهانجي وكويتا).. من معجزات بطولية وكرامات إلهية وخوارق نضا لية.. أُختص بها الأفغان... ؟ لتتشكل وحدة المنظور والالتزام الحرفي.. بفوقية الفكرة.. وتلتزم خطاً تجريدياً.. وُظِّف بإخلاص من لدن (الكاتب والإعلامي الإصلاحي السعودي) (محمد الحضيف) الذي استهلك مخزونه من الصور البيانية والاستعارات المكشوفة.. لتتحول أفغانستان على صفحات روايته إلى (جنة الأرض).. ؟ وقد خذلته آليات اشتغاله وأدواته.. وفهمه لمصطلح (رواية) وصدق عشقه للرياض..!في أن يكتب روايةً عن (الرياض).. ؟ كما أراد من صنيعة فكره وقلمه (نقطة تفتيش).. ؟ ليقع في خطل الفهم بالفارق بين: المفهوم والخطاب..!وشرك الالتباس بين (جهادين).. أحدهما في أفغانستان والآخر في الرياض..؟؟ أغراه تداول جماهير موقعه الالكتروني لانفلاتات وعيه المغوار.. والتقارب البيني بين إبداعه القصصي.. وذوائقهم الشرهة.. في نهم حثيث بالمباشر والخارجي والعابر.. فلم يقدم رواية.. ولم ينتصر للرياض.. ؟ ولأن الدكتور و(الكاتب والإعلامي الإصلاحي السعودي) (محمد الحضيف) نموذج لنوعية من الروائيين فإن قراءه كذلك... ؟ نوعية من المتلقين.. كانوا صادقين في التعبير عن انعكاس (نقطة تفتيش).. على خواطرهم المتعطشة لنوع نادر من فصيلة المرابطين،ولأخبار وأسرار المجاهدين الأخيار.. ؟ ومن ثم احتلت (الرواية) مكانها اللائق في ذوائقهم.. وأثَّرت في وعيهم.. وأينعت فرحاً وحزناً وغيرةً ودهشةً وولاءً وبراءً.. فكتبوا له بعض التقريضات.. نسوق بعضها كدوال على تعدد نماذج التلقي:-
** (أسرتني روايتك خمسة أيام بلياليهن،أدور في فلكها وأعيش أحداثها)
**(لم أصح من سكرة نصوصك يادكتور)
** (بارك الله فيك يادكتور محمد مزيداً من الإبداع.. زدنا ياأبا المنذر)
** (دمت أستاذي قلماً شامخاً يتقزم عنده الرويبضة السفهاء)
**(روايتك.. نتاج أدبي رائع طاهرة من رجس فكر نتن أو نجس شهوة مستعرة).. واكتفى من هذه الشواهد.. ب(الأخيرين)؛ كإشارة صريحة.. على المداورة المكينة، بين الكاتب والمتلقي في المنبع والمصب.. ،وعلى خصوصية (نقطة تفتيش) النصية.. كنموذج للأدب الإسلامي..! فلمثل هذه النوعية من الاجتهادات التعبوية؛ جمهورها المخلص ومتلقوها الغُير.. الذين يقرأونها بوصفها تحاكي مايرقد في أذهانهم.. من عُقد الالتباس بالظواهر.. والمقاربة البرانية المحقونة بأفكار كالتي ينافح عنها الكاتب..! (نقطة تفتيش) بوصفها اختزالاً للذائقة.. واختصاراً لمندوحة الأفكار الإسلاموية.. وخضم المعترك الجهادي.. تتبقى صيرورتها في وجدانات قرائها.. وتجسد تصور كاتبها لفلسفة الفن وقيمة الكتابة.. ؟ ولله الأمر من قبل ومن بعد.


Md1413@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
مداخلات
الملف
الثالثة
اوراق
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved