الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 5th July,2004 العدد : 66

الأثنين 17 ,جمادى الاولى 1425

ومض و نبض
(أدبي) الباحة ... العتمة لم ترحل بعد
* سعيد الدحية الزهراني
عندما فتحت الثقافية ملف النادي الأدبي بالباحة كنت أتوقع أن أجد داخله ما يضيء عتمة النادي المغلق.
كنت أتلمس طريقي إلى (مفاتيح) النور لإضاءة ما بقي من عقود النادي المطفأة لإشعال شمعة واحدة على الأقل تمكننا من مشاهدة (عتبة) النادي المدفونة تحت الغبار.
ولأنني أخشى الانزلاق لم أستعن إلا بقطرة واحدة من الزيت لضرب عصفورين، فأسكب بعضا منها على باب النادي لإضفاء نوع من الانسيابية في تروسه منعا لصرخته المعهودة في وجوه الزوار بداية كل صيف بعد البيات الشتوي الطويل الذي يعاني منه النادي دائما .
هذه الرغبة كانت السبب وراء فتح الملف، ولم أكن أتوقع في غمرة أحلامي أن تأتي ردود العاملين في نادي الباحة الأدبي بهذه الطريقة لمجرد فتح باب النقاش حول منجزاته على مدى عشر سنوات، وماذا قدم لخدمة الأدب والمثقفين في المنطقة.
ولم أستغرب أن تأتي ردود من يحملون لواء الثقافة في المنطقة متكيفة مع بيئتهم وخلفيتهم الاجتماعية التي يحتكمون إليها على حساب المبادئ التي يفترض منهم الإيمان بها باعتبارهم يمثلون مثقفي المنطقة.
وليس غريبا أن تأتي ردودهم محملة بأطنان من القدح والذم والنقض والنيل من الآخرين وغمط جهودهم.
ورغم أن الواقع يشير إلى أن ردودهم يجب أن تتصف بالمنطق المبني على دحض الحجة بالحجة، وأن تكون إجاباتهم على قدر ما يسألون عنه إلا أنني لم أستغرب شططهم وبعدهم عن الصواب، فتعرت دواخلهم مما يؤكد أن فاقد الشيء لا يعطيه.
ففي الوقت الذي كنا ننتظر شرحا وافيا لإنجازات النادي وخططه المستقبلية لم أجد منهم إلا سردا تاريخيا لنشأة التعليم في المنطقة.
وعندما أردت معرفة ماذا قدم للموهوب حاولوا الاستخفاف بعقول القراء بكتابة (السيرة الذاتية) لكل منهم، وكأنهم يحاولون لفت الانتباه بالقول (نحن هنا) لأنهم يدركون غيابهم وبعدهم عن الأنظار والأسماع، وتناسى هؤلاء أنهم باعترافهم هذا يؤكدون أنهم مجهولون، وأنهم منفيون من الباحة) الأدبية، ولم يستطيعوا أن يجدوا لهم متكأ حتى على هوامشها، أو في آخر حواشيها.
إن ردود هؤلاء خير دليل على افتقارهم يؤهلهم للدخول إلى صالة النادي الأدبي بالباحة وتعكس شخصياتهم وإفلاسهم الثقافي، ولذلك جاءت ردودهم التي تفتقد للرؤية الثقافية والمسؤولة بعيدة عن الطرح الجاد.
تقدم لخطبة فتاة فطلبت أن يحضر صورة قبل المشاهدة الشرعية التي تتم في منطقتنا عادة بعد كتابة عقد القران، فلجأ إلى حيلة تكشف عن خوفه من ردة فعل من يريد الاقتران بها بأن حمل بندقية ليتم التقاط الصورة له، وكأنه يحاول إصابة هدف أمامه بينما كان يخفي عوره.
إنني لم أسأل: هل يبيض (الثعلب) أم يلد ليأتي الرد من متعجل لم يفهم المراد ولم يتحر الحقيقة، وكأنه يراوغ عندما يجيب بأن (الثعلب) مكار، وربما يلعب على الحبلين (فيبيض ويلد)، كما أنني لم أسأل عن مرتبة الشرف: هل يتمخض حاملها فيولد أدبا جميلا، أم غير ذلك لأنني أدرك أن مراتب الشرف (تذروها الرياح) على (قوارع) الطرق.
كل أسئلتي كانت مباشرة لم يكتنفها الغموض، ولم تخرج عن المألوف، ولم تكن بدعا من القول.
كانت أسئلتي بعيدة عن مثالب الافتراضات فلم تدغدغها الاحتمالات، فهي تمثل الواقع وكلام الناس عامتهم وخاصتهم وليس لها إلا إجابة واحدة لا تحتمل أنصاف الحلول أو الاختيار من متعدد. ولأنني لا أتقن (لعبة) التأويل، ولا أتحدث بلغة الإظهار وهاء الغيبة، فقد رتبت أسئلتي وفقا لأبجديات الحوار المثمر البناء بحثا عن إجابة مقنعة.. صادقة.. صحيحة.
وفي سبيل ذلك استعنت بالعارفين ببواطن أمور النادي وأبراجه العالية لأنهم جزء من النسيج الثقافي في المنطقة ويجاورون النادي ف(الأقربون أولى بالمعروف) فإن أجابوا عن أسئلتي بما يكشف عن (جهلي) الثقافي فأحمد الله أنني اخترت من هم أعلم مني لتبصيري بما أجهل.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
حوار
تشكيل
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved