الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 05th September,2005 العدد : 121

الأثنين 1 ,شعبان 1426

المرأة.. واللغة.. والغذامي..!
إلى مدير تحرير جريدة الجزيرة للشؤون الثقافية الأستاذ إبراهيم بن عبد الرحمن التركي المحترم
فهذا مقال أهديه للدكتور عبد الله الغذامي عبر جريدتكم الغراء عن كتابه (المرأة واللغة).
مؤلف (المرأة واللغة): أو إن شئت فمؤلف (اللغة أنثى) الفصل السابع الخراب الجميل: تسترد «اللغة أنوثتها»، قد يثرب عليّ عندما أختزل الكتاب من أول المقال في فصل فأقول (اللغة أنثى) إيماء إلى عنوان الفصل تسترد اللغة أنوثتها فأجعل تسعة الفصول الباقية تدور حول فلك هذا الفصل. الفصول العشرة: تحليل وتشريح ومقابلة وقبول ورفض وما أقل الرفض فالمرأة حكت كثيراً والدكتور عبد الله استمع وحكى كثيراً وأسمعها، والمعايير السابقة أدوات للنصوص لأن أغلب الكتاب نصوص وعناوين وروايات ومؤلفات، ومع ذلك لا نسلبه الإبداع والابتكار حتى في التحليل والمقابلة استنطق الدكتور النصوص استنطاقاً متجلياً بديعاً.
فصول الكتاب: أبناء شرعيين للعنوان ورثوا منه الكثير ورثوا اللغة والأنوثة فناقشها كل فصل حسب أغراضه، ولكن ما يلفت الانتباه وجعلني أقول (اللغة أنثى) هو أن فصل: تسترد اللغة أنوثتها هو بيت القصيد عفواً هو فصل الكتاب عفواً هو فصل الخطاب، تسترد ومن الذي يسترد إلا صاحب الحق (اللغة أثنى) فما قرره الدكتور في جميع فصول الكتاب من فحولة اللغة والأمثلة التي أبهجنا بها وراقنا استقراء (عندما تكتب الأنثى تقول (ما أجمل وما أسوأ أن تكون امرأة) فذكرت الضمير فما هذا التقرير منه إلا تقرير بأن هذا التملك من الرجل للغة إنما هو استعمار لمدينة الأنثى وكأن الرجل لاحظ له في اللغة إلا بالسرقة والاعتداء، نعم سرق واستعمر واعتدى على شطر المرأة وضمه الى شطره، فهو لم يأت من عطارد فشطر اللغة له ولكن هيهات أن يقنع به.
الفصل الرابع: احتلال اللغة، غزو مدينة الرجال.. وافقني أو بالأصح وافقت الدكتور على أن اللغة مشاعة حقاً للجنسين حيث قال ص111 :تظهر اللغة تاريخياً وواقعياً على أنها مؤسسة ذكورية وهي إحدى قلاع الرجل الحصينة، وقال ص181 : كانت اللغة في الأصل أنثى، وضاعت هذه الأنوثة بعد احتلال الرجل لعالم اللغة، فمن رأى مدينة الرجال مدينة الأنثى وسرقة الرجل المرأة واحتلاله عالمها واستعماره أرضها وغزو المرأة مدينة الرجال لم يعد يدري اللغة للذكر أو للأنثى، وظن هذا تناقضا من الدكتور.. والمفيد هنا أن اللغة لفظاً مؤنثة ومعنى مؤنسنة وذاكرة مستعمرة تنادي بالتحرر، إذن اللغة حق مشاع للجنسين ولكن الرجل استعمر اللغة على مدى التاريخ وساعدته على ذلك المرأة، حتى قال الدكتور: الشاعرات في الزمن الغابر لم يكن إلا تأكيداً على فحولة اللغة فالخنساء تبكي الرجل وترثيه وتستخدم الضمائر التي ترضيه واللغة فحل والذاكرة فحل.. والمرأة اليوم تسعى جادة للتحرر واستعادة حقها المنهوب، ولعلي أنبه هنا مع بعد اختلاف ثقافاتها فالمسلم سيبرأ مني والذي يريد إخراج المرأة إلى الشارع بلا حجاب سيرحب بي ضيفاً جديداً وأنا براء من هذا، إنما أتحدث عن القلم والورق والكتابة، وأنا أتكلم عن مقالي هذا أما كتاب الدكتور فهو في الأسواق فمن شاء فليقرأ ولينتقد وليستطرد فهذا حق مشاع.
لم تكوني كاذبة
ولا كنت صادقة حقاً
ولا كنت عاشقة
ولا كنت خائنة حقاً
ولا كنت بنتي
ولا كنت أمي حقاً
استقرأ الدكتور هذا المقطع من رواية أحلام مستغانمي (ذاكرة الجسد) فقال ص195 : هو يوم تغيرت فيه علاقات الكون من داخل اللغة حيث برزت من النص امرأة ورقية لم يعهدها الرجل من قبل، هي الأنثى وليست الأنثى، إنها أنثى ولا شك غير أنها أنثى جديدة أنثى تعرف اللغة وتتقن الكتابة، أقول نعم المرأة استردت بعض الحق الذي حرمت منه وكأنها لا تأتي بخير ولا نفع فيها للأمة إذا صلحت، وانظر معي يا دكتور عبد الله كيف كانت المرأة في زمن من الأزمان إلى هذا الزمان تكره حقها بل تغار منه وتعده ضرة لها، فهذه أم الجاحظ تؤنب ابنها لكثرة انصرافه للغة قراءة وكتابة، وهذه الأخرى تعلن لزوجها أن ثلاث ضرائر أخف وطأة عليها من قراءته وكتابته، بل هذا أنت يا دكتور في أولى صفحات الكتاب تعتذر لزوجتك وبناتك عن الوقت الذي شغلت فيه لمدة تزيد على السنة (بالمرأة واللغة) فاللغة ضرة المرأة واللغة للمرأة، النساء شقائق الرجال وما أحله الشرع فهو الحلال وما حرمه فهو الحرام وما سكت عنه فهو العفو فاقبلوا من الله عافيته، وأقول هذا استطراداً وليس استدراكا وأعتذر عن بعد المسافة بين إصدار الكتاب واستطرادي هذا، ومع أحلى الأمنيات.


تركي بن رشود الشثري /معلم لغة عربية

الصفحة الرئيسة
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
مداخلات
الثالثة
اوراق
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved