قصة قصيرة غبار مؤقت! سلوى أبومدين
|
خواء شاسع, مكان لا يتسع حتى لشيء آخر، قضبان عاجية، تسكن خلف تلك الرتابة.
كل شيء يدعو للتبدل.. حتى نافذة الحياة التي تطل منها الآمال أضحت جدرانها من ورق!
عزلة بالغة تستقر في النفس الجافة, سراب متراجع.. بينما أخذ الوجع يدثر تلك الثورة العارمة.. وتحت وطأة الرغبة الزائفة استسلمت لمشرط الحياة ليعيد إليها نشوة افتقدتها بحجم دمعة! في زاوية نفسها المنغلقة بالخوف اتكأت على أمنية مغموسة في رائحة الحنين.
وتهاوت مثل زجاج مشطور، شتاؤها القديم موحل.. حتى الأنين انطفأ تحت جرح الوجع, وتابعت قافلتها لتباغتها جزيرة صامتة انهمرت مياهها مثل دموع عينيها لتغفو عبر نافذة روحها الموصدة.
وبين مدٍّ وجزر تتخلى عن صومعتها وتحيل المستحيلات إلى هالة دافئة, تمتد صوب جدران الألم المعتم لترسم بريشتها نجمة في سماء قاتمة، تقاسمها خطواتها المهاجرة!
وربما رغبة اقتادت ذاك الضوء المخبوء في عينيها ليحيلها إلى ليلة فرح, ودعت خلفها صدى مهشماً وموجاً داعب أحزانها وغيمة هاربة فوق مركب ورقي..
حيث زمن الصحو.
|
|
|
|