الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 05th September,2005 العدد : 121

الأثنين 1 ,شعبان 1426

ومض ونبض
الحب.. قضية هامش..!!
سعيد الدحية الزهراني*

في كثير من الأحيان تنتهي بي دوائر التفكير والتأمل إلى أننا مجتمع يعيش على مبدأ الوصف..؟!! أي أننا لا نعرف حقيقة كثير من الأمور أو المفاهيم الحياتية ذات العلاقة بالتعامل أو النشاط الإنساني أياً كان.
الفضيلة مثلاً.. نعلم من باب العلم بالشيء فقط ماهيتها، أشكالها، نواحي تطبيقها، الخ... لكننا لا نجسدها كسلوك إنساني في ابسط مظاهر الحياة العادية.. التخطيط كمثال آخر والنظام أيضاً نقرأ عنهما وندرس حولهما الكثير في المدارس والجامعات.
ونطبقهما بشكل مشوه وعلى مضض في مكاتبنا أو إداراتنا ومؤسساتنا وكأنها لعنة حلت علينا من السماء .. فلا نلبث ان نخرج ونهرع الى منازلنا وحياتنا الشخصية حتى نعود إلى بوهيميتنا وعشوائياتنا التي ألفناها وألفتنا تماماً.. !
ما سلف استدلال سريع لحكاية مبدأ العيش على الوصف.. وما يلي هو لب هذه الأسطر حيث يأتي كدليل دقيق ومهم في نظري لإثبات المبدأ أعلاه لدى مجتمعنا، على ضوء الثقافة السائدة لدينا...!
وهو (الحب) بمراحله ومراتبه المختلفة.. كنت ولا أزال أرى ان الحب ترف.. وقضية هامشية في حياة الانسان ولا ترقى لان تكون قضية متن الا إذا انعدمت قضية المتن اساساً.. فبالتالي ترتقي قضية الهامش (الحب) لتكون قضية متن ثانوية.. بمعنى انه متى ما حلت قضية ذات أهمية حقيقية في حياة الشخص فإنها بالتالي (قضية المتن الثانوية (الحب) ترتخي تلقائياً لتعود إلى الهامش.. كترف زائد الاستغناء عنه ليس أمرا مصيريا أو حاسما في حياة ذلك الشخص..!!
هذا الاعتقاد بطبيعة الحال أجده كقناعة ثابتة في المجتمعات التي يمكن للحب ان يولد ويتكاثر فيها اياً كانت رتبته ترفا أو متنا أو هامشا.. وفي تصوري ولا اعتقد أن هناك من يخالفني الرأي ان مجتمعنا لا يندرج بحال من الاحوال ضمن اطار تلك المجتمعات.. طبعا مدى سلبية او ايجابية خروج مجتمعنا من اطار المجتمعات التي يمكن للحب أن يوجد فيها قضية أخرى لا تعنينا في هذا الطرح.
ما يدعو للغرابة بحق هو ان ثقافتنا الاجتماعية لم تفرض علينا بل نحن من سنَّ أعرافها وقيمها ومبادئها.. وجاء الحب فيها بمسمياته وتداعياته وحيثاته وكل ما يتعلق به.. جريمة لا تغتفر..؟!
واقتنعنا بأن الحب معنى مضاد ومخالف للطهر وللنزاهة وعلامة مهمة للخبث وربما الرذيلة..!!
أقتنعنا بألاحب وسلمنا بذلك تماماً واقتنعنا بالحب وسلمنا به تماماً.. وهنا الغرابة والدهشة والف علامة استفهام وتعجب..؟؟!! عندما نقتنع ونسلم بالشيء ونقيضه معاً في آن واحد..!!
مئات القصائد الغرامية والرسائل العاطفية والخواطر الوجدانية نكتبها ونقرأها وننشرها كشاهد عملاق على حالة التناقض الذي نعيشه في كل يوم وفي جل مناشط حياتنا ومعاشنا..!!
أتساءل.. من أين لنا بهذا الحب ونحن بيئة يوأد فيها الحب قبل ألا يولد..!! ليأتي شعراؤنا ومبدعونا بقصائدهم وروائعهم الغرامية وكأنهم في مجتمع قانونه الأعلى.. الحب..؟! إن كان هناك أمور تدور في الخفاء فأين القيم والمبادئ التي نلوكها صباح مساء..؟!
وإن لم يكن هناك ما يدور في الخفاء.. فكيف لنا ان نتحدث عن أمر لا نعيه اصلاً.. احقاً نحن مجتمع يعيش على مبدأ الوصف؟
(الحب) كائن قادر على العيش والتكاثر في كل المجتمعات بطرق وأشكال مختلفة.. لكنه في مجتمعنا تخفَّى إلى ان انعدم وإن وُجد فبغاية مغايرة للغاية التي وُجد من اجلها في اصل الخلقة..!!
ما عليكم عندما ترغبون في التيقن من صحة ما ذكرت إلا ان تفتحوا اقرب المواقع الإلكترونية (المنتديات) لتشاهدوا أسراب الحمام الجريح ومزهريات الزهور المنكسرة تهاجر وتتهادى من مشاركة إلى مداخلة ومن تعقيب إلى رسالة..!!
حينها ستستشفون بأنفسكم سر الأسماء المستعارة والرغبات الكامنة وبعض ضحايا تغييب أو قل وأد اسمى معاني الوجود.. الحب.. حتى وان كانت وجهة نظري مخالفة للكثيرين من حيث المتن والهامش..!!
بقي ان أعدكم بتحقيق مختلف حول ملامح مما أشرت إليه في هذا المقال.
* * *
هناك حكمة أو مثل لا اعلم مصدرها الأساسي نصها (أهل الميِّت صبروا.. والمعزون كفروا).. تذكرت هذه العبارة عندما تلقيت ما لم أتوقعه من عدد ليس بالقليل كانوا يكيلون التهم والسباب والشتائم على اثر التقرير الذي كتبته بعنوان (ملامح من أداء القطبين في الموسم المنصرم.. الرياض موت ثقافي موحش وجدة تميز ثقافي ممنهج).. أقول تذكرت العبارة السالفة الذكر عندما جاء تقبُّل أستاذي الزميل عبد الحفيظ الشمري. ووعيه غير المستغرب.. بالرغم من ان نقدي كان موجها اليه بشكل مباشر لهدف وغاية ساميتين، في حين ان الآخرين أقاموا الدنيا ولم يقعدوها..؟!
من ضمن الأساتذة المتداخلين حول القضية.. الزميل النشط سهم الدعجاني.. حيث انتقد عدم تعرضي إلى الصالونات الأدبية ومن ضمنها خميسية الجاسر المتألقة..
وهنا أقول للأستاذ الدعجاني.. أعدك بتحقيق مختلف جداً عن الصالونات الأدبية... وربما تمنيت حينهما يا صديقي ان لو ظلت مغيبة كما ذكرت..!!


aldihaya2004@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
مداخلات
الثالثة
اوراق
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved