بعد أن ..لاح (خريف الشعر)
|
*عبدالحفيظ الشمري:
(خريف الشعر) لاحت في الأفق إطلالاته، ليعصف بكل محاولة تسعى إلى تذوق العمل الإبداعي.. فبعد هذا التراكم الكمي للتجارب الشعرية أصبح من المفيد والمناسب أن تحقق هويتها الحقيقية.. تلك التي نادى بها الشاعر الراحل نزار قباني، وأوصى بها أهل هذه التجارب التي تبحث عن فرصتها الحقيقية.
(خريف الشعر) بشر فيه شعراء آخرون عاصروا وجايلوا قباني، حيث تحول الشعر في نظرهم إلى مجرد تجارب لا تتوافر فيها أدنى اعتبارات الشعرية، لأنهم -أي الشعراء- كرّسوا في أوانهم مفهوم الانحدار والتقهقر والتراجع.
ففي (خريف الشعر) كثر المطبلون كما يقول نزار قباني، وتعاظم شر الأدعياء كما يرى محمود درويش، وقلّت حيلة الصادقين كما يقول محمد الفيتوري، وتوارى بريقه الزاهي كما يقول محمد الحربي، ولم يعد مجدياً كما يشير أحمد الصالح (مسافر)..
فبعد هذا التهاوي لأوراق الإبداع الحقيقي في (خريف الشعر) أصبحت مشابهات الشعر كثيرة، ومثبطاته عظيمة، لتتداخل في هذا السياق جملة من التجارب التي لا تحرك ساكناً، ولا تبني مجد القصيدة كما تريده قريحة شاعر الجنون الذي ظل حتى وفاته يخرج عن كل نمطية، ويتجاوز كل كلاسيكيات القرون السالفة.. تلك التي أصر فيها (قباني) على أنه في حل عن كل ما قيل من شعر عدا ما يستشعره هو بعين إبداعه الشعري الذي ظل يرى في (خريف الشعر) حقيقة تراجع الشعرية نحو مظان العادية والتقريرية وترديد ما قيل.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|