الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 05th December,2005 العدد : 132

الأثنين 3 ,ذو القعدة 1426

من أجل «المجلة الثقافية »
مدير تحرير المجلة الثقافية.. الأستاذ إبراهيم التركي الموقر..
جديرة بالشكر هذه المجلة التي أعطت الأدب واجتهدت في متابعة أخباره والتعليق على مستجداته.. وقد كان لمؤسسة الجزيرة فضل كبير إذ أولت هذا الجانب الإنساني الثقافي اهتماماً كبيراً وخصصت مجلة مستقلة شكلاً ومضموناً.. فاستحقت الشكر ونالت الفضل.
ولقد لمست في المجلة بعد طول متابعة فتوراً في نشاطها وتكراراً لمواضيعها وطريقة طرق قضاياها.. وهذا أمر لا يسلم منه عمل، ولطالما اتقدت شمعة ثقافية في العالم العربي ثم خفت، وخشيتي أن يلحق بالمجلة ما لحق بسواها، وانطلاقاً من حرصي الشديد وغيرتي المتجذرة على الأدب وأدواته الإعلامية فإني أضع بين أيديكم الكريمة باقة من الاقتراحات والأفكار.. سائلاً المولى أن تكون ذات بال وأهمية وأن تلقى أذناً صاغية وعيناً راعية.. ألخصها في التالي:
- محور العدد: الشخصية الثقافية السعودية التي يقدم لها تكريم في المجلة، هي في العادة أديب أو مثقف كان له دور ومساهمة في الحركة الأدبية.. وهذا تنويه كريم من المجلة.. ولكن المشكل يكمن في طرح هذه الشخصية وعرضها أمام الملأ.. إذ لا تعدو في حقيقتها كلمات انطباعية ورسائل مودة واحترام، أجزم أنها لا تختلف باختلاف المكرمين، بنمطية واحدة وصورة مكررة،، فما كتب عن أديب شاعر هو ذاته ما سطر في تأبين ناقد، أو توديع أستاذ، وهو أمر لا يضيف إلى القارئ شيئاً عن الشخصية المكرمة، بل يجعل منه طاوياً صفحة هذا الفصل من المجلة إذ يعرف ما كتب فيه مسبقاً.. وكان الأولى أن يسلط الضوء على الشخصية المراد تعريفها للناس بالطريقة النقدية المنصفة التي تضيف إلى القارئ معرفة دقيقة بذلك الأديب وأسلوبه ومواضيعه وفنه.
- وضع جدول يختص بالأنشطة الثقافية التي تقام في جميع مناطق المملكة وتعيين زمنها ومكانها في زاوية ثابتة من العدد، حتى يتسنى للجمهور معرفة هذه الأنشطة والمحاضرات والسعي لحضورها، إذ المجلة ليست حصراً على الأدباء وأعضاء النادي الأدبي وإنما وظيفتها وظيفة الأدب الذي هو شامل جميع صنوف المجتمع.
- كذلك التغطية الإعلامية النقدية لهذه المحاضرات والمناشط الأدبية، وطرح مراجعات لها يقوم عليها ثلة من النقاد والأدباء، ومحاولة تقييم ذلك المنشط وسرد أهم نقاطه بما يمثل تلخيصاً سريعاً لما طرح فيه.
- كان لابد للمجلة من تناول أسبوعي لشخصية عربية وعالمية لها دور ريادي ومؤثر في الأدب وشؤونه، ك الآمدي، قدامة بن جعفر القاضي الجرجاني، أبي الطيب المتنبي، أبي العلاء المعري.. مصطفى الرافعي، وطه حسين، وعباس العقاد، نزار القباني، وأبو ريشة، والعرض للقضايا التي اشتهروا بها ومناقشتها نقاشاً أكاديمياً علمياً.. والقصائد التي امتازوا بها والمغالطات حولهم أو المعارك التي خاضوها، كما أن المعارك الأدبية ذات شأن هام وخطر كبير، وفي دراسة تلك المعارك فوائد جمة وإثارة للقارئ وأفكاره.. كان على المجلة عدم إهمالها..!
- العرض للقضايا الثقافية التي تهم القارئ ومناقشتها وتداول الحديث حولها حواراً علمياً منطقياً مبسطاً.. وذكر الأبعاد التاريخية والثقافية والدينية التي تكتنفها والسعي إلى توضيح الصورة للقارئ وفي ذلك ترويج للثقافة التي هي المهمة الأولى للمجلات الثقافية ومن أمثال تلك القضايا.. المدارس الأدبية والفكرية التي نشأت في الغرب وانتقل كثير منها إلينا وتأثيرها على الأدب العربي، قضايا الحداثة الشائكة التي أشعلت معارك قديمة، النقد الثقافي.. القضايا النقدية المتنوعة التي تسببت في النزاع والاختلاف بين كثير من أرباب النقد والأدب، قضايا اللغة العربية وثقافتها وعلاقة اللغة بالمجتمع والأبعاد التي تكتنف تلك العلاقة.. والقضايا لا حصر لها.
- القضايا اللغوية التي تفيض بها اللغة العربية ومنح (علم اللغة) زاوية في المجلة من خلالها تتم تغطية هذا العلم والإشارة إلى مستجداته..، كذلك الالتفات إلى الآداب الأخرى غير العربية وإعطائها إطلالة من خلال استكتاب أساتذة الجامعات والمتخصصين في اللغات الأخرى، وبخاصة تلك التي تلتقي مع العربية في نسب أو طريقة.. وهذا جانب ثقافي ثري مثر..
- التقليل من الزوايا التي لا تُعنى بالشأن الثقافي وربما تحمل كثيراً من الإشارات الشخصية والأمور الخارجة عن لب الثقافة والفائدة التي يطلبها القارئ، كتلك التي أخذت في الحديث عن مناوشات شخصية واختلافات حصلت بين كاتب وآخر أو حتى رسائل يود الكاتب إرسالها إلى آخرين يتملقهم فيها ويستغل زاويته الممنوحة له لأغراض تخصه لا تتعداه إلى غيره، وهي لا تهم القارئ بشكل من الأشكال..!
- كان لابد للمجلة من تخصيص ربع صفحة أو أكثر تعرض فيها قصيدة لأحد الشعراء الأقدمين أو المعاصرين، بما يشكل تخليداً لتلك الحبكة الفنية المبدعة وحفظاً لحق ذلك الشاعر الفحل، ومجالاً للتفكر الذي تهيئه المجلة حينها للقارئ.
- كذلك تخصيص ربع صفحة أو أكثر، لنص أدبي نثري راق يختار لأحد أدباء العربية من معاصرين وقدماء، هي الأخرى تجسد تقدير المجلة للأدب وتخليداً لذلك الأديب الجدير بالاحترام، وإمتاعاً للقارئ الذي ينتظر أدنى حكمة كي يتلقفها أو فائدة ليستحوذ عليها.. فيستمتع وينتفع.
- تخصيص زاوية أسبوعية ثابتة تتلقى فيها المجلة أسئلة واستفسارات الجمهور، وعرضها على النقاد والأدباء، في جميع الجوانب الأدبية والفكرية والثقافية والنقدية،، بما يشكل حلقة وصل بين المثقف والقارئ، فتصبح المجلة ملتقى لأفراد المجتمع كافة.. وحسبك بمجلة هذا مسلكها..!


حازم فهد السند
قسم لغة عربية - جامعة الملك سعود
Human2005@Gawab.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved