الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 05th December,2005 العدد : 132

الأثنين 3 ,ذو القعدة 1426

رؤية
محمد الدبيسي
البطل..بين (تيارين)
هكذا أرادوا له.. أن يكون (بطلاً) في معركة باردة..
يجمع لها المناصرون.. والخصوم..
ويحتد (هو) في سل سيف الكلام...
في وجه من كانوا (يتطلعون) لتوبته المتمناة..
أو أولئك (المتحفزين) لفتوحاته وهداه..!
**(.........).. ولما عايشه كتجربة.. كان (الأولى) أن
تأخذ مسلكاً.. غير (الوثائقي).. الذي
حرص معدوه - أو حرص هو - على أن
يبدو فيه (حاسر الرأس).. إيماء (عرفانياً)
يقوّض به ضمناً إيمانه بالرفاق والأساتذة القدامى..
الذين أعلن ردته عنهم.. والخروج عن وصايتهم..!
هكذا تصور (الوثائقيون)..? فجمعوا
له المشاهدين.. ليبتسروا به مرحلة وقضية حساسة..
.. لا يمكن موضوعياً أن تضغط تفاصيلها
في ذلك السيناريو الدعائي الفج....!
** قرأ (سيد قطب).. واتخذه إماماً..
فكفَّر الناس.. وأحرق ما أحرق...! فأودع السجن.. ليتبرأ
من (سيد قطب).. ثم قرأ.. وراجع.. وفكر وقدَّر..
فخرج معتنقاً ديناً (إنسانياً)..
وإيماناً بشرياً.. فملأ الدنيا.. وشغل الناس..!
لينقسموا حوله (فسطاطين).. (حزب)
يبشر به نبياً ليبرالياً في الانفتاح والاعتدال والحرية..
و(حزب).. يتمنى أن يسح (البطل) دمعه مدراراً..
يغسل به أعماله وسيئاته.. وأن يعود إلى رشده..
(حتى يلقى الله وهو عنه راضٍ).... ! .. لم يدخل السجن غيره..! ولم يتراجع عن ماضيه أحد سواه..! هكذا قدموه..!!
**......... فهو (البطل) في ساحة.. لم نتعرف بعد.. على عدة وعتاد أطرافها.. وزادهم من الرؤى.. وحظهم من الالتزام بموقف.........!!
حتى نتبين طبيعة مسلكهم.. وحقيقة أهدافهم..!
أراد (الوثائقيون) استخدام (البطل) كرسالة.. حادة الأدوات
.. توصل مضامين تروق لهم.. خارجة عن قانون الطبيعة..
وإن بدا عبر كلماته القليلة.. بمسوح هدوء..
ويقينية مفردات وثقة مطلقة بالذات.. فاستخدمه (الوثائقيون) رسالة.. لم يحسنوا الوصول إلى جذورها الثاوية في القاع الاجتماعي وبنية أيديولوجيتها.. أو حتى تشذيب نتوءاتها.. ومنتجة مقاطعها.. في عشوائية (قص ولصق).. قذفوا به في فوهة مشهد ملتهب.. (أحادي) لا يقبل التعددية الفكرية.. سيما إذا كانت بهذه الحدة...............!
** مُيعت قضيته إلى حد.. تحولت فيه إلى سجال
نقائضي بين (محسن وجمال).. كلما ازداد فارق (الخلاف) بينهما..
استجديا (مهدئات الجدال) ليبدوا أخوين لا يمكن أن يختلفا..!!
(منصور) (البطل الإشكالي).. الذي لن يكون كالبطل الإشكالي لدى (لوسيان جولدمان) (يبحث عن القيم في وسط متخلف)
أو يطمح لبناء كليات نوعية جديدة.. على أنقاض بنى تقليدية متداعية..!
بل هو (بطل) مستلب لرواية غائبة ومموهة..
لا نعرف عنه غير (الكاتب الجريء).. في غير مطبوعة..
يجيد عرض أفكاره.. ويسوس مكامن (القضايا الملحة)
برؤية بدت معها مقدرته في البيان والحوار..!
ونتائج لم تتحقق قيمتها (لتجربة) تحول سريع.. ليس بين (تيارين)..!
بل في خضم (واقع).. لم يتحرر من سلطة (الوصايات)..!
ولم تتضح أكثر ملامحه.. (فضلاً) عن اتجاه بطله (المزعوم)..!
المنطلق من مراجعة فائرة.. يظهر في نتائجها التي توافرت
عبر كتاباته اهتمامه وانشغاله بقضية (المعرفة)
فيما يعد واقعُه الاجتماعي (الاستلابَ)
شرطاً لحيازة المعرفة.. وفضول السؤال (.....) أو عصيان وردة..!
** ولكن (البطل) تصدى لكل ذلك.. غير آبه بتبعاته..!
(وبفجاءة) سبقتها إرهاصات دعائية.. زُجَّ به في مشهد حركي.......!
مقاطع من حديث.. وقيادة سيارة في شوارع تخلو من الناس والحركة..
كما لو كانت مهجورة.. يرفع نظارته من عينيه ويغمضهما.. كما لو أفاق من سبات مرهق.. ثم يسجد على الأرض.. في مشهد يوحي بأنه
(يصلي).. وكلمات متقاطعة.. ومجزوءة..
يراد من (المتحاورين).. الوصل بين متفرقاتها..
ويراد للمشاهدين أن يهيموا بأودية تفسيراتها...!
لتتناهى (الرسالة) في الأفق المشمس كسراب بقيعة.....!!
** (منصور) الشاب الصغير (كما نعتوه).. أرادوا له أن يكون
عبدالرحمن بدوي.. أو مصطفى محمود أو حتى عبدالله القصيمي..!!وهو غيرهم...!
فهو (منصور النقيدان) ومرحلة ما بعد سبتمبر.. والمؤثرات.. والمتغيرات.. والذات المستقلة التي توهم (الوثائقيون) أنها ربما تُستنسخ..
أو تُوظف في غير سياقها الموضوعي؛ الإنساني والفكري..!


Md1413@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved