الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 06th February,2006 العدد : 139

الأثنين 7 ,محرم 1427

الهروب من الدار
*سلمى بنت مشعل العقاب عرعر
الأحوال الصحية لمبروك ذي الثمانين عاماً تدنّت بصورة سريعة وهزل جسمه. وبينما هو بجوار خيمته في البر، مع شويهاته السبع إذ جاء أقاربه وحملوه قسراً إلى دار رعاية المسنين.
ومرت الأيام ثقيلة بطيئة عليه، اليوم كأسبوع، والأسبوع كشهر، والشهر كعام، وشعر بملل، وودّ لو كان له جناحان يطير كالعصافير فوق الأشجار.
سار باتجاه الباب الخارجي، فرآه موصداً وبجواره الحارس، فارتاب به: ماذا عندك يا مبروك؟
لا شيء، أتمشى بين الأشجار فقد شعرت بالملل.
عد إلى الصالة، فالحر شديد وليس في الأشجار أوراق وظلال.
لماذا لا يسقونها.
الماء قليل يا مبروك، والبلدية تحاول حل المشكلة.
جاء عيد الأضحى، ولم يشعر مبروك بالسعادة وبينما هو يتناول كأس الشاهي، سمع أصوات هرج، لقد وقع حريق في شجرة يابسة فالأطفال يوم العيد يطلقون الصواريخ والألعاب النارية، وسقط بعضها من الشارع إلى داخل الدار، واجتمع المسنون ومعهم مبروك يحملون سطول الماء، وجاءت سيارات المطافئ وانطفأ الحريق وزال الخطر.
نظر مبروك إلى الباب الخارجي فاندفع متخطياً خراطيم المياه متجاوزاً سيارات المطافئ، فقطع الشارع الأول ثم الثاني وهو يتذكر شويهاته وخيمته، وإذا بصوت خلفه: لا يا مبروك ارجع.
فواصل الجري، ولكن سيارة مسرعة اصطدمت به وسقطت الجثة التي كانت قبل قليل (مبروك).
مات مبروك الذي أجبره أقاربه على دخول دار رعاية المسنين، مات مبروك الذي ازداد حزناً في الدار، مات مبروك الذي ساعد الجميع في إطفاء النار، مات مبروك بعيداً عن الصحراء التي يحبها.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
مراجعات
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved