الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 06th February,2006 العدد : 139

الأثنين 7 ,محرم 1427

الرصاصة الأخيرة!
*شعر/ د.محمود بن سعود الحليبي
قالت: حروفك نيران، فقلت لها:
لا أكتبُ الشعر إلا حين أحترق
وحين تغلي ضلوعي لوعة وأسى
وحين يعبث في أجفاني الأرقُ
وحين تسرق لحظات السرور يدٌ
سادية تذبح الدنيا وتصطفقُ
ماذا تريدين من قلب تسعِّره
أشواكُ وردك والأحزان والقلق؟!
من أين للحرف يأتيني على شفتي
منعماً وأنا في ريقه شَرِقُ
أبحرت في عشقك المجنون مثقلة
جوانحي بالهوى، إن الهوى غرق!
كفي بكفك لا أدري أأنتِ معي
أم أنني وسراباً منك نستبق؟
حيران أي حياة منك أقبلها؟
وأي مذهب عشق فيك أعتنق؟
أنا ضحيتك الكبرى، علمت بها؟!
إني تحيرني في حبك الطرقُ
أنا وهبتك حبي لوحة فطغت
في ظل ريشتك الهوجا بها مِزَقُ
قدمت عمري قرباناً إليك دماً
حراً ففاض على فستانك الطَّبقُ
أشعلت كل أمانينا الصباح وما
أبقيت غير الردى بالحب يغتبق
شنقت في بصيص النور يا أملاً
أراه في قبضة الأوهام يختنق
كسرت كل المرايا، كلها كذبٌ
ما عدت بعدك فيمن حولنا أثق
بوحي بخاطرك المكبوت من زمن
اللغز ليس جميلاً حين ينغلق!
عفواً حبيبة أمسي ليس من خلقي
أني أحب سدى فالحب لي خلقُ
لولا الوفاء لما أشغلت أخيلتي
بزهرة ولما تاقت لها الحدق
أنا هناك إلى الشمس اعتلت عنقي
لن تنحني لي من أجل الهوى عنق!
أطلقت كل رصاصاتي على عجل
هيهات - لو أن قلبي حَنّ - تنطلق
فسامحيني إذا مزقت قصتنا
وبت من ربقة الأحلام أنعتق
وسامحيني إذا ما عزتي انتصرت
إن الإباء بدرب الحب مفْترَقُ
لا تعجبي لحروفي حين أنزفها
ناراً توقد يخشى حرها الورق
لا تسأليني لم النيران في كلمي؟
سلي فؤادك ما الهجران ما النزق؟!
إني لأعجب ممن راح ينفخها
وبات يسألني: ما هذه الحرق؟
لا لست أخشى على نفسي إذا اندلعت
أخشى على كفك الرعناء تحترق!
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
مراجعات
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved