الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 06th February,2006 العدد : 139

الأثنين 7 ,محرم 1427

حداثة بلا جذور
*تأليف: أمينة غصن
بيروت - دار الفارابي- 2005
جاء في مقدمة كتاب (حداثة بلا جذور) أنه لما كانت الحداثة العربية تستجدي الأقنعة والرموز والأساطير وأساليب التورية والكناية والتقنية وأسئلة الثوابت والمتحولات، وإشكالية الوحدة والانسجام التي تنهض بازائها إشكاليات التشظي والاختلاف والبعثرة والهدم في البحث عن أصول لقيطة وأخرى هجينة، تحتم على هذه الحداثة، التي لا تزال تجتر ترسبات ماضيها، أن تستعين بكتاب أصدره ميشال فوكو بعنوان تاريخ الجنون في العصر الكلاسيكي /1961، لعلها تجرؤ على المستبدين بخطاب لها واحد بغير منازع، هو خطاب تكفير الإبداع، وخطاب الذات الجماعية لا الفردية، وخطاب الغيب الأكمل الذي تحقق في ماضٍ اختصر كل زمان سواه، وألغى الحاضر والمستقبل بحيث إن الغياب الأكمل صار كالعَوْدِ الأَبدي الذي قال به نيتشه، عَوْداً يسير القهقرى إلى نقطة بدايته... تدور بعض موضوعات الكتاب في فصوله الأربعة، حول التالي : التوراة تلهم شعراء الحداثة، أنىّ للمدن المائية استعادة حضاراتها، نجيب محفوظ في أولاد حارتنا هرمس الرواية، أنىّ للإبداع الارتفاع بقامته. من الكتاب .. إن الحداثة العربية التي تنوء بماضيها، هي حداثة تخففت من ماضِ كان لها في فينيقيا وسومر وبابل وأرض النيل، ثم عادت وتخففت من تراث العباسيين والفاطميين، ثم عادت وتخففت من مكتباتها حرقاً في الإسكندرية، وبيت الحكمة، حتى أظلم ذلك الماضي السعيد، وأقفرت الثقافة من الجدل، والعقل، فعاد التاريخ يحاكم الحداثيين، بغير إنصاف، لأن التاريخ لا يصيبه العمى، ولا يعرف الإنحياز والمراوغة، بل يقف شاهداً للحق.. فالحداثيون العرب إذ يستعيدون زمن المتوكل، يأخذهم ظن الغزالي المتوفي سنة 1111 : أنه مذ كتب في تهافت العقل، ليفتح أبواب السمع والنقل إنكفأ العقلاء بعقلهم.
ولما كانت الحداثة العربية حداثة قطبين لا يلتئمان، وقف الإنسان العربي يرتق انشقاق ذاته، وانشقاق العقل منه بالتلفيق والتوفيق، ويقع الكتاب في (217) صفحة من القطع العادي.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
مراجعات
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved