الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 06th February,2006 العدد : 139

الأثنين 7 ,محرم 1427

الشك في خاصرة الإبداع المحلي
* الثقافية- عبدالحفيظ الشمري:
الإبداع الأدبي مرهون بما يقدمه الكاتب من تجليات معرفية تضيف بعداً تجذيرياً لمآل النص في ذاكرة المتلقي، إلا أن هذا التعاطي له منعرجاته الخاصة، ومذاهبه المتباينة، وردود أفعاله الممكنة، فلا يمكن لنا أن نضع للإبداع قوالب معينة، أو أن نركن فيه إلى أبعاد محددة، فكلما انطلق الإبداع حراً جاء الناتج متجاوزاً مفهوم العادي والمألوف.
إبداعنا المحلي تطور بشهادة القراء رغم نأي بعض النقاد عنه، وإقصاء البعض الآخر له، فالناقد الدكتور عبدالله الغذامي مثلاً ظل يغرز مثل هذه الأشواك في خاصرة الإبداع المحلي إيماناً منه بأن الكثير مما يطرح لا يرقى إلى مستوى الفعل الثقافي والأدبي المأمول، إلا أن الناقد الغذامي ظل لا يجامل أي أحد في هذا المجال حتى تحول إلى ما كان يظنه سابقاً خطأً فادحاً في أسلوب تلقي النص الأدبي.
وللناقد الغذامي رأيه، ورؤاه في هذا الجانب لكننا بحاجة إلى حدس نقدي يقيم فرضية الجمال والتميز وإن كانت في حدود معينة.
الناقد الدكتور سعد البازعي ظل يدرس ولأعوام فكرة (الحدس النقدي) إلا أنه أبقى الفكرة مرهونة لنقد الثقافة، والمنهج في وقت ظل فيه الإبداع المحلي بحاجة إلى جهود ناقد فذ خدم المشهد الثقافي والأدبي إلا أنه ضيَّق خصوصية النقد وجعله يساير ما يطرحه قلة قليلة ممن يقدمون إبداعهم بشكل يراعي الخصوصية، والذاتية والشخصية.
ناقد مثل محمد العباس يتوقف عن أدبنا وإبداعنا بشكل وجل, وحدسي، وتلك شوكة من أشواك (أبو عبدالله) حينما يغرزها في متن الإبداع، وخاصرة القصيدة الجديدة على وجه التحديد، بل ويراعي الناقد العباس ما تريده المطبوعات من انتقاء للأسماء دون غيرها، لكن مودته للمبدعين خالصة؛ فالنص لا يموت لديه كما عند الناقد الدكتور معجب الزهراني حينما يهم بوعد أن يقدم ما يشفي غليل القارئ عن معضلة (الحمى النقدية) التي تصيب النقد حينما يكون الإبداع لأنثي، لتأتي المقولة: (الثقافة أنثى بل القصيدة والرواية والقصة جميعها إناث في حضور ذكورة النقد).
الناقد الدكتورمعجب الزهراني يداري سوأة التاريخ النقدي بغطاء من كلمات ترمم العلاقة، وتعد بكتابة نقد يقدم آلية علمية لنزع هذه الأشواك في سائر أنحاء أدبنا وإبداعنا الذي تضرر على أيدي بعض الدارسين له.. ذلك الذي لا يخرج عن كونه إما تطبيل لما يرد من فقاعات تزعم أنها إبداع، أو مجافاة وإقصاء لما يطرح من إبداع حقيقي وصادق.
النقاد: الدكتور عبدالله المعيقل، والدكتور سلطان القحطاني والدكتور صالح زياد، والدكتور حسين المناصرة يحملون بذور النقد لكنهم في حيرة.. أين يجدون الأرض المناسبة، والتربة الخصبة لنشر ثقافة الجيل الجديد بين أيديهم.. الحق يقال إننا لم نر في أيديهم أو في رؤاهم أشواكاً نقدية، وحدثهم ظل في حدود الولع المدهش بما يقدمه المبدع.
ما عدا هؤلاء فإن مشاريع نقاد ينتظر منهم الإبداع فرصة أن يصبحوا في موقع المسؤولية من أجل تقديم رؤية واضحة تثني على الجديد الجيد وتكشف خطل وخلل المشاريع المتعثرة.. أما أدعياء النقد.. كتّاب الغفلة.. هؤلاء الذين يكتبون عن شبه إبداع جرى في عام 1904م، أي قبل قرن من الزمان، ويتركون فيض نصوص رائعة كتبت عام 2005م، فهذا هو الإدعاء بعينه، وهذا هو الحدس المريض، والأشواك المسمومة في خاصرة الإبداع المحلي وسائر جسده الغض الطري.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
مراجعات
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved