حكايات
رجع الصدى بين جبال الجزيرة!
محمد بن أحمد الشدي
|
لقد تفجر نور الثقافة في ذلك الليل الذي كان وأشاع في أفق البلاد طولها وعرضها.. وتبارت المنتديات كل ما يثري العقول والأفئدة. فمن المراكز الثقافية الى صالات العروض الفنية إلى الأندية إلى دور الصحف التي أصبحت علامات على طريق الثقافات الوطنية الى دور الطباعة التي تناثرت هنا وهناك تغذي العمل الثقافي بكل قنواته ووسائله بكل حرف جديد ومعلومة طازجة تخدم هذا التوجه الذي أصبح ضرورة من ضرورات الحياة.
لقد كنا في الرياض العاصمة نتمنى إقامة ندوة واحدة في الشهر، أو صدور كتاب، أو إقامة أمسية شعرية حتى ولو في خيمة، أو في مدرجات ناد رياضي. فإذا نحن نعيش بين مئات من دور النشر وآلاف من الكتب تصدر سنوياً وبين عشرات من قصور الثقافة في المربع الجديد، وفي حي السفارات، ومجمع الملك فهد الثقافي والمركز الأول بحديقة الفوطة وخيمات الثقافة ومن ردهات المراكز الثقافية الأخرى نشرب المعرفة. ومن بين عشرات المكتبات الفخمة ومن المكتبة المتجولة المحمولة التي تجوب الأرياف ومفاوز الصحراء.
لقد استيقظ طرفة بن العبد وأعشى منفوحة والنابغة وامرؤ القيس وعنترة والمجنون على هذا الزخم الثقافي فتباروا في همهماتهم لما حصل لهذه الصحراء، ومن الذي أيقاظها بعد كل هذا السبات، هذا هو رجع الصدى بين جبال الجزيرة لما يدور من مطارحات الشعر والأدب والفكر والثقافة.
لقد أصبحت الثقافة لها ألق ومكانة مضيئة في بلادنا وقبلها كنا نرى القاهرة، وبيروت ودمشق، وكل واحدة منها ترفل في عز الثقافة وألقاها.. ونقول: هل نرى مثل ما يدور هنا عندنا؟
فإذا بلادنا تصبح في وقت قياسي من أبهج المدن وأفخمها وأغناها بكل غذاء للروح والعقل وإذا ليلها كنهارها يضيء ما حوله ويطرد الجهل والأمية الثقافية.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
