الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 06th June,2005 العدد : 109

الأثنين 29 ,ربيع الثاني 1426

عبدالله ثابت .. شعرية التجاوز إلغاء النمط
محمد خضر
في مجموعته الشعرية الأولى الصادرة عن ملتقى الشعراء العرب وزارة الثقافة 2005م، يدخلنا الشاعر السعودي عبدالله ثابت من خلال مجموعته (الهتك) في الكثير من التساؤلات حول إمكانية تحريك منطقة الشعر إلى عوالم مختلفة تسير باتجاه الميتافزيقي والحكائي بوجه خاص، حيث هذه الخاصية منطقة يقوم عليها مجمل همه الشعري وتقصيه الإنساني .. المجموعة تنتمي إلى ما أسميه الشعر الجديد الذي يؤسس له جيل قادم بآليات متطورة وذهنيات مختلفة تحمل الكثير من الهم الإنساني من الاقتحامي في الشائك بلغة وأفكار ومضامين تسير بدهشتها نحو ألق واسع وأماكن خصبة في جسد قصيدة اليوم وهكذا فعل ثابت بالضبط في مجموعته الممتعة مع احتفائه بكمٍّ هائل من الغرائبية والحكائية المقصودة في شعره، يبدأ ثابت مجموعته بإهداء مختصر يحمل الكثير من الدلالات الفكرية والكثير من عوالم قصيدته عند قراءتها .. ينطلق بقصيدته نحو أفقها الجديد رافضاً أن يسبح في النهر مرتين، بلغة بسيطة وأفكار ومضامين تنحو باتجاه العقلاني والاستفزازي والفكري في مناخات القصيدة .. والقارئ لمجموعة ثابت يلاحظ منذ نصوصه الأولى أن ثابت يراهن بتقديم سياق جديد داخل نصه معتمداً على ثقافة واسعة، حيث لم يقدم (الهتك) كمشروع قصيدة موسيقية أو كمشروع قصيدة فقط أو تلك التي تحمل صخب عقلية عربية مولعة بالإيقاع، بل ذهب إلى المكان الأخطر هناك حيث المراهنة أجمل والنثر بإمكانه أن يكون طاقة شعرية هائلة .. إنّه الفهم الجديد للشعر لماهية الكائن، الفهم للشعر وحده بتصالح داخلي مع الأشكال الفنية وما تقرره، وهو أيضاً يعبر باتجاه النص بعيداً عن ضوضاء التصنيف وملل المعاد والمكرور .. شعرية ثابت استطاعت أن تقول جديداً على صعيدين: المضمون والشكل، وتلك اللغة البسيطة أكسبته سمة أخرى يحلق بها ثابت في هتكه وهي اللقطة اللحظة، أو بمعنى أصح الومضة ذات الدلالات اللغوية الخاطفة .. إنه يقول .. ويمضي تاركاً لنا غربال الأبجدية على بياض الحقيقة .. يقول عبارته الموجزة حد الإشباع ويترك المتلقي هناك يلتحم بتفاعل مع النص يعيد خلقه مرة أخرى .. النص باعتباره مجموعة علاقات مقدسة غير قابلة للمساس لكنها قابلة لتحريك المضمون وجعل المعنى متاحاً باحتمالات عديدة هو النص الذي سعى لخلقه ثابت، بدخوله فيما يمسنا وربما فيما هو متأصل في وعينا وتراكماتنا الثقافية، ولا شك أنّ نظرية النص في موروثنا وقضيته الشائكة من حيث هو نص لا يمكن الاقتراب منه ومجاورته، قد راود ثابت وهو يصنع هذا الخليط السحري من اقتحامه لنا بكل هذا الزخم الحيوي من حركية النص .. ثابت من الشعراء القادرين على أن يوسعوا مدار القصيدة ويمضوا بها إلى ما يعبِّر عنا .. عن همومنا الإنسانية وتراكماتنا الثقافية بالأخص دون احتفاء بالنسق المرضي التي أصابت الشعر في أوقات طويلة، أو تلك التي أصيبت بها عقلية عربية ما في زمن ما، وهو واحد من مجموعة استطاعت أن تضع اسمها الآن على خارطة الشعر العربي، رافضة الوقوع تحت سلطة أبوة الشعر أو صنمية نمطية وقادمة ببنطالها وقميصها البرتقالي .. في قصيدة ثابت اللغة تتحرك من داخلها ككائن مستقل، وكأنما يريد أن يضيف صفة هيرومنطيقية عند انقرائية النص، في قصيدته المعنى حيث هو باب مفتوح للأفق ومتاح للعابرين ... هو النص الذي نشارك في صنعه وإعادة ولادته من رحم رؤانا نأخذه على كل ما فيه بسماوات مختلفة، والفكرة في الهتك أتت دائماً لمّاحة وموجزة، إذ يحتفي بالأسطوري في قصائده وبالمتخيّل التراثي بشكل كبير، كونه يشكل هماً إنسانياً عالمياً مشتركاً .. بعد الهتك نجد ثابت في بعض نصوصه المنشورة له بمواقع الإنترنت، وقد أكد وكرّس للكثير من الرؤى المغايرة لبنائية النص إنه يكثف ويقول ليمضي بعيداً هناك نحو ما يلمحه بلغة ذكية تسير على عتبات النص خالية مما يعكر نداوة الشعر.


alghamdi225@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مسرح
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved