الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 6th October,2003 العدد : 31

الأثنين 10 ,شعبان 1424

ظاهرة الإرهاب المعاصرة
طبيعتها وعواملها واتجاهاتها

* تأليف: مصلح الصالح
* الرياض: مركز الملك فيصل للدراسات والبحوث الإسلامية، 2002
تأتي هذه الدراسة عن موضوع الإرهاب وقد أصبح حديث العالم كله، مع غموض في المفهوم، وتباين في تفسيره. ولهذا حاول المؤلف تقديم دراسة موجزة عنه، جاءت مركزة وشاملة، وذلك من خلال ثلاثة أبواب بالإضافة إلى مقدمة وخاتمة.
وقد خصص الباب الأول لمفهوم الإرهاب وتصنيفاته، فتضمن الفصل الأول منه مفهوم الإرهاب، وتناول الفصل الثاني تصنيفات الإرهاب وأنماطه.
أما الباب الثاني فقد خصص لعوامل الإرهاب المعاصر، حيث تضمن الفصل الأول من هذا الباب العوامل الاجتماعية والاقتصادية للإرهاب، وتضمن الفصل الثاني العوامل السياسية للإرهاب، وقد خصص الباب الثالث لاتجاهات ظاهرة الإرهاب وتطورها عالمياً، حيث تضمن الفصل الأول من هذا الباب اتجاهات الإرهاب المعاصر، وتضمن الفصل الثاني مدى انتشار ظاهرة الإرهاب وتطورها عالمياً.
من الكتاب:
لم تشغل قضية اهتمام الإنسان مثل ما شغلته قضية الإرهاب وجرائم العنف وبخاصة خلال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن العشرين. ومع أن التاريخ الإنساني لم يخل في أي فترة منه من أعمال الإرهاب بأشكاله المختلفة إلا أن الإرهاب الحديث قد تجاوز في حجمه وصوره وأساليبه وجميع ما عرفته العصور البشرية منذ وجود الإنسان على الأرض.
لقد أصبح الإرهاب في الوقت الراهن ظاهرة عالمية، أي أنها لا ترتبط بمنطقة أو بثقافة أو بمجتمع أو بجماعات دينية أو عرقية معينة، ولكن الظاهرة ترتبط بعوامل اجتماعية وثقافية وسياسية وتكنولوجية أفرزتها التطورات السريعة المتلاحقة في العصر الحديث، فقد شهدت العقود الأخيرة من القرن العشرين بروز العديد من التنظيمات المسلحة والعمليات الإرهابية في مختلف أنحاء العالم.
إن ما يميز ظاهرة الإرهاب في العصر الحديث تطورها الملحوظ من حيث اعتمادها على التخطيط والتنظيم وكثافة التسليح وضخامة الإمكانيات المتاحة للجماعات الإرهابية، حيث أصبحت تمتلك الأسلحة والمعدات لتنفيذ النشاطات الإرهابية بمعدلات غير مألوفة كماً ونوعاً، كما أن أعداد الضحايا الأبرياء في الغالب قد تزايدت بصورة غير مسبوقة، ولم تقتصر الضحايا على جنسية أو قومية أو عرق معين، بل شملت عمليات الإرهاب ضحايا من جميع الدول والأجناس على المستوى المحلي والدولي، ذلك أن هؤلاء الضحايا ليسوا المستهدفين مباشرة من الأعمال الإرهابية وإنما هم وسيلة للضغط على أو لتحقيق منفعة شخصية أو الحصول على فدية للقائمين على الإرهاب وهذا ما يميز الإرهاب الحديث عن الإرهاب التاريخي.
ومن جهة أخرى فقد تميز الإرهاب الحديث بتعدد وتنوع صوره وتدمير الموارد الحيوية والبنى الأساس واغتيال الشخصيات المهمة وغيرها من الأعمال الإرهابية التي تحقق أهداف الإرهابيين.لقد تطورت ظاهرة الإرهاب وتعقدت بحيث أصبحت أسلوباً من أساليب الحرب بين الدول والجماعات والأحزاب، إلا أنها تتميز عن الحرب التقليدية بأنها لا تراعي قانوناً أو عرفاً أو أخلاقاً، كما أنها تقوم على الرعب والعنف وتصيب المدنيين العزّل ولا تميز بين رجل وامرأة، شيخ أو طفل، هدف مدني أو عسكري، هذه الأعمال الإرهابية تشمل أهدافاً غير متوقعة وينتج عنها خسائر معنوية ومادية جسيمة.
إن ما يميز الإرهاب الحديث عن الإرهاب التاريخي أيضاً تأثير الإعلام بشكل كبير في هذه الظاهرة سواءً من حيث الأهداف أو النتائج، فكثير من أعمال الإرهاب الحديث تستهدف التعريف بالقضية أو الموقف السياسي للإرهابيين، كما أن موقف الجمهور يتشكل غالباً من خلال ما تبثه وسائل الإعلام عن العمل الإرهابي وهذا زاد من مخاوف الباحثين من أن وسائل الإعلام تسهم في تشويه فهم وإدراك الناس لقضايا معينة.
إن من أبرز الأمثلة على الإرهاب المعاصر الحدث المأساوي الذي تعرضت له أمريكا في الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 م ولا شك أن هذا الحدث أدى إلى آثار مهمة وخطيرة وكانت له أبعاد نفسية واجتماعية وسياسية وعسكرية وأمنية واقتصادية ليس على مستوى الولايات المتحدة فحسب ولكن على المستوى العالمي،والمتابع لهذا الحادث المروع في أمريكا يدرك عدة أمور تستدعي الاهتمام والتأمل:
1/ أن الهجمات نفذت بدقة شديدة من حيث التخطيط والتنفيذ والآليات.
2/ أن من قاموا بالهجمات أقدموا على عملهم هذا دون تردد أو تراجع وهذا يعني أنهم مقتنعون بقضيتهم وأنهم سيدفعون حياتهم من أجل هذه القضية وهذا ناتج عن تراكمات الغضب والرفض رغم ما سببته الهجمات من مآس للأبرياء.
3/ أن هذه الهجمات تمثل كارثة ولن تقتصر نتائجها على الولايات المتحدة وحدها بل على العالم أجمع، ويمكن القول: إن أمريكا والعالم قبل الحادي عشر من سبتمبر غير ما بعده سواء من حيث السياسة الداخلية أو الخارجية أو طريقة الحياة أو العلاقات الدولية وخصوصاً بين أمريكا والدول الإسلامية.
4/ اتضح أن ثقافة العنف هي ثقافة تتولد ذاتها من ذاتها وأن الإرهاب لا يولد سوى مثيله الإرهاب، والأرجح أن الإرهاب يرتد على فاعله ويدمر ذاته قبل أن يدمره الآخرون، ففك العولمة المفترس ومخالبها التي تنهش بها الشعوب ترتد إليها وتنهش بها جسدها.
5/ من أهم النتائج التي ترتبت على الهجمات في أمريكا هي انتهاك حقوق الإنسان سواء داخل أمريكا من خلال الإجراءات الأمنية الصارمة أو خارجها من خلال الحرب التي شنت على أفغانستان وما نتج عنها من قتل وتشريد وتدمير.
6/ من المضاعفات الخطيرة لهذه الهجمات ما واكبها من حملة إعلامية مكثفة لتبرير ردود الفعل عليها جعلت العالم يخلط بين المقاومة الشرعية ضد الاحتلال وبين الأعمال الإرهابية، وأن حركات التحرير ونضال الشعوب لنيل الاستقلال أصبحت مهددة ومعرضة للقضاء عليها. وهكذا يمكن اعتبار الهجمات التي استهدفت أمريكا وتداعياتها نموذجاً متكاملاً للإرهاب العصري سواء على مستوى الجماعات أو الدول.
ثم كان من تداعيات حادث «11» من سبتمبر إعلان أمريكا الحرب على الإرهاب في حملة دولية لا تحول دونها حدود ولا تحكمها قوانين أو قيم أو معاهدات، وفي إطار هذه الحملة ضد الإرهاب والتي تتولى قيادتها الولايات المتحدة الأمريكية صدرت كتابات يصعب حصرها تتناول هذا الموضوع بعضها يرفض اتهام الإسلام بالإرهاب مدافعاً ومفنداً لمزاعم الاتهام وخلفياته، وبعضها يدافع عن الإسلام على استحياء وخجل، وبعضها سار في ركاب الحملة ضد الإسلام..
يقع الكتاب في «116» صفحة من القطع العادي.
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
كتب
مداخلات
المحررون
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved