الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 6th October,2003 العدد : 31

الأثنين 10 ,شعبان 1424

هذا هو الإنسان
حوارات حول الطبيعة والثقافة

* تأليف: أحمد شوقي
* القاهرة: المكتبة الأكاديمية، 2002
يتعرض الكتاب الذي يأتي ضمن سلسلة: كراسات عروض للتعريف الموجز ببعض أعمال أُستاذَيْن من جامعة هارفارد، أحدهما إدوارد ويلسون ((EDWARD O. WILSON الأستاذ المتخصص في علم الحشرات بجامعة هارفارد مع معالجة كتابه الشهير «عن الطبيعة الإنسانية» (ON HUMAN NATURE) والآخر ريتشارد لونتن )(R. C. LEWONTIN أستاذ علم الحيوان المقارن بجامعة هارفارد مع معالجة كتابه «البيولوجيا كأيديولوجيا» (BIOLOGY AS IDEOLOGY)، وذلك في بحثهما عن الطبيعة الإنسانية بين البيولوجيا والأيديولوجيا.
يتناول الكتاب محوري البيولوجيا والأيديولوجيا في دراسة الطبيعة الإنسانية، وذلك من خلال عرض موجز للخط الفكري للعالمين السابقين، أحدهما يؤيد الحتمية البيولوجية للطبيعة الإنسانية وهو إدوارد ويلسون، وذلك من خلال كتابه «عن الطبيعة الإنسانية» (ON HUMAN NATURE)، والآخر يؤيد تفسير السلوك الإنساني بناء على الأيديولوجيا، وهو ريتشارد لونتن، وذلك من خلال كتابه «البيولوجيا كأيديولوجيا» BIOLOGY AS IDEOLOGY))، كما تَعَرَّضَ لرد فعل القراء باستعراض بعض الآراء المطروحة في الحوار حول الكتابين على شبكة المعلومات )الإنترنت).
يؤيد ويلسون القول بالأساس البيولوجي لمُجمل السلوك الإنساني، يعني أن هذا السلوك محدد بشكل ما في شفراتنا الوراثية )حامض الديوسكي ريبوز النووي (DNA) باعتبارها مادة الوراثة التي تتكون منها الجينات المحددة للبرنامج الوراثي للكائن الحي، وأن سلوكنا البشري محكوم إلى حد كبير بتراثنا البيولوجي.
ويطرح لونتن في كتابه المذكور آنفا رؤية للعلم كمؤسسة اجتماعية تتأثر في عملها ونتائجها بالواقع السياسي والاجتماعي المحيط بها، وتوظف نتائجها لصالح الجماعات البشرية، ومن ثم ينطلق لونتن من رفض الحتمية البيولوجية التي تنظر إلى الكائنات على أنها تتحدد حسب عوامل داخلية هي الجينات يقول: «وحسب هذه النظرة فإننا سوف نعلم ما نكونه عندما نعرف ما الذي صنعت منه جيناتنا، والعالم من خارجنا يفرض مشاكل معينة نحن لم نخلقها وإنما نحسن فحسب خَبَرها بصفتنا أشياء... فجيناتنا حسب هذه النظرة هي التي تتكاثر من نفسها خلالنا، ونحن فقط أدوات لها مجرد مركبة نقل مؤقتة.. فنحن روبوتات مثقلة، وجيناتنا هي التي قامت بخلقنا جسدا وعقلا، وكما أن الجينات على أحد المستويات تحدد الأفراد فسنجد على المستوى الآخر أن الأفراد هم الذين يحددون المجموعات، فالجينات تصنع الأفراد، والأفراد يصنعون المجتمع، إذن فالجينات هي التي تصنع المجتمع.. وتصنع الحضارة.. وهم يقولون: إننا عندما نعرف تتابعات الجزيء الذي يصنع كل جيناتنا، فإننا سوف نعرف ما يكونه الإنسان، وعندما نحدد ما لدينا فإننا سوف نعرف السبب في أن البعض منا يكونون أغنياء، والبعض فقراء، والبعض منا أصحاء والبعض من المرضى، والبعض من الأقوياء والبعض من الضعفاء». ثم يُنهي لونتن هذا المقطع من كلامه بعبارة يوجز فيها تصديه للحتمية وتعالي المؤسسة العلمية، وتشجيعه لما أسماه ب«نزعة تشكك المعقولة» فيما يتعلق بالمزاعم الجارفة التي يزعمها العلم كمفهوم للوجود الإنساني.
* وقديما قال علماؤنا: إن الإنسان بين الطبع والتطبع، تدور أفعاله بين دائرتين من الجبر والاختيار الأولى: دائرة من الأفعال يكون مسيرا فيها لا يملك أية حرية أو اختيار في قبولها أو رفضها كمجيئه إلى هذه الدنيا أو ذهابه منها، وكحركة أجهزة جسمه. يقع الكتاب في «46» صفحة من القطع المتوسط.
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
كتب
مداخلات
المحررون
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved