الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 06th November,2006 العدد : 175

الأثنين 15 ,شوال 1427

قصة قصيرة
منيرة الأزيمع
تواطؤ
(كيف أستطيع نسيان وجهه؟؟)
آه... كيف لي ذلك... كيف أستطيع نسيان ذلك الوجه المتألم الجميل، وهو يطل علي من كل نافذة أبصر من خلالها الطريق.. من كل كتاب افتحه. ومن كل كأس احتسي منه شرابي، من خزانة ملابسي وبين كتبي.. على صفحات أوراقي.. وفي داخل حقيبتي؛ وعندما أغلق عيوني لأنام أجده في الظلام الذي أغلق عيوني عليه... تظهر عيونه كبيرة جاحظة بنظرات التوسل الأخيرة المستفزعة.. والألم العظيم الذي خطط وجهه الجميل بذلك الشكل الذي لا ينسى... لا أدري كيف يمكنني نسيانه......؟؟ يقال إن القاتل لا ينسى أبدا وجه ضحيته لحظة إجهازه عليها.... لكنني لم أفعل... وأقسم على ذلك أنني حتى لا أجيد ضرب الذباب. فكيف بقتل طفل يختبئ خلف (برميل) نفط ويحتمي بظهر والده. لا يمكنني ذلك أبدا..... حتى أنني لم أدل على مخبئهم في (جوارزده) أو في الخليل.... لا إنني فقط جلست في بيتي أتفرج على كل ذلك في التلفاز..
**
المسدس
إنه هنا في غرفة المعيشة.. وتحت الوسادة وفي درج الطاولة التي أقعد أمامها كل مساء..... وهو بين جلدي وملابسي.. جهة قلبي هنا. أتحسسه بجنون عندما أفتقده... وحينما أجده، وأضع يدي عليه.... أشعر بأنه يحس بدفء يدي عندما تربت عليه... يعرف كثيرا عن مدى حاجتي إليه.. ويعرف كم هو ضروري الآن. لكن لا أعرف كيف أستخدمه جيداً... ولم أتدرب على ذلك. ثم عندما تنتهي طلقاته.. من أين آتي بأخرى؟؟ وكم صندوقاً سأحتاج؟؟ وإلى من سأوجه فوهته فهم كثيرون ويظهرون كل يوم... تتشقق عنهم الأرض. ها هم الآن يتقافزون في كل جهة من هنا. في حين أن الناس هنا يتحدثون عن سلام بصناعة غربية. لا أستطيع الثقة بأحد أبدا سوى بمسدسي. بصوته فهو الحقيقة الوحيدة حتى الآن...
الصفحة الرئيسة
فضاءات
تشكيل
مسرح
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved