| إبداع المرأة.. من يحدده؟
|
كون المرأة المبدعة الكاتبة أم زوجة وموظفة ولديها الكثير من المسئوليات كتربية الأطفال ومراعاة الزوج والاهتمام به ورغم كل هذه المسئوليات تجد لها وقتاً مستقطعاً لكي تمارس هوايتها وإبداعها في هذا الوقت الضئيل لدى المرأة أقل عطلاً في المجال الأدبي عن الرجل سواء من الناحية الكم أو الكيف، وهذا بسبب كما ذكرنا سابقاً أن الأديب الرجل يسخر كل جهده في الكتابة بينما المرأة هي المرأة في المنزل حتى لو كانت أدبية فهي تعطي نصف جهدها لتجهيز الأكل من أجل اطعام الزوج والأبناء وللمنزل والباقي إذا تبقى شيء للكتابة.
وأيضاً المرأة بدأت متأخرة عن الرجل في مجال الأدب على الأقل بخمسين سنة باستثناء السيدة (مي زيادة) والتي لا تعتبر أعمالها أدباً روائياً خالصاً تجدد ما نوع الأدب.
الخواطر تجسد في صورة وسائلها التي كانت تعبر عن مشاعرها كامرأة.. والأهم من هذا وذاك هو أن الأديبة في مجتمعنا لا يمكن أن تنسى وهي في قمة اندماجها أنها سيدة في مجتمع شرقي ومجتمع ذكوري بحت تسيطر فيه الهيمنة الذكورية، ولذلك فإن كل كلمة تحسب عليها سواء في القراء أو من زوجها أو أبنائها، وهذا بالتأكيد يمسك بقلمها فلا يجعلها تعبر عن كل ما يحول بصدرها من عواطف وأحاسيس.
ويجب أن لا نفصل كلامنا من ظروف مجتمعنا الشرقي بتراثه وتقاليده المتوارثة من قديم الأزل، ولا يجب أن ننظر إلى المشكلة على أنها مشكلة أدبية فهي مشكلة اجتماعية في الأساس.. مشكلة أدبية فهي مشكلة اجتماعية في الأساس.. مشكلة نظرة المجتمع إلى المرأة هذه النظرة التي تتغير عاماً بعد الآخر، بلا شك والمهم لدينا الآن هو دفع عجلة هذا التغيير وأن نعمل على زيادة سرعتها وهذا يلتزم الكثير من الأشياء تأتي على قمتها الصبر والمثابرة والعمل المتواصل ثم أخيراً الأمل في التغيير، ورسم صورة جميلة للمرأة الأديبة سواء في الأدب وفي الواقع وهي الصورة التي نفتقدها في داخل مجتمعنا وفي بيوتنا لأننا ما زلنا نظر إلى المرأة على أنها مخلوق من الدرجة الثانية.
ورغم كل هذا فالمرأة وصلت إلى سقف الأبداع وتعدته أيضاً رغم قله الوقت الذي تمتلكه وتقتنصه من فم الأسد أو الرجل إن صح التعبير.
خالد عمر مرعي
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
