الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 6th December,2004 العدد : 86

الأثنين 24 ,شوال 1425

الأنفلونزا الكبرى
قصة الوباء الأكثر فتكاً في التاريخ
The Great Influenza The Epic Story of the Deadliest Plague In History

المؤلف: Jon M. Barry
الناشر: Viking Books February 1, 2004
***
في عام 1918م اكتسح وباء مدمر العالم دون سابق إنذار حيث فتك بأعداد هائلة من البشر ولم يفرق بين الشباب والأطفال والشيوخ، وقد امتلأت المستشفيات بضحايا المرض، ففي ولاية فيلادلفيا وحدها توفي 4597 شخصاً في أسبوع واحد وتراكمت الجثث في الشوارع تمهيداً لدفنها في مقابر جماعية،
والمثير للدهشة أن ذلك لم يكن بسبب الطاعون أو ما يطلق عليه (الموت الأسود) ولكن بسبب الأنفلونزا. وعبر هذا التاريخ التفصيلي للمرض يقوم جون باري باستكشاف خفايا هذا المرض الذي يسببه فيروس الأنفلونزا الذي ينتقل بين الإنسان والحيوان وظروف الحرب العالمية الأولى التي أدت إلى المزيد من انتشار الفيروس مما أدى إلى هلاك ما يزيد على 50 مليون شخص على مستوى العالم وربما 100 مليون فرد في عام واحد. وأدى ازدحام المعسكرات العسكرية والانتشار الواسع للقوات إلى انتشار الفيروس على نحو سريع وأصبحت سفن النقل مصادر عائمة لنشر الفيروس. ومع ذلك فقد رفضت الحكومة الأمريكية تغيير ترتيب أولوياتها من حيث التركيز على الحرب وتجاهلت الأزمة.
وقد أدى نقص الأطباء والممرضات إلى الإضرار بالمدنيين والعسكريين على السواء، كما أدى تقاعس المسئولين عن الصحة العامة إلى تزايد عدد
الضحايا. وفي فيلادلفيا التي تعتبر من أكثر الولايات تنظيماً في الولايات المتحدة، لم تفعل الحكومة شيئاً يذكر لاحتواء المرض أو لمساعدة العائلات المنكوبة. بدلاً من ذلك أدت الأكاذيب والأباطيل الرسمية والمعلومات المغلوطة إلى إشاعة مناخ من الخوف هدد بانتشار الفرقة والتشرذم. وكان هناك رعب وإحباط ساد المجتمع بسبب الفشل في حماية الجماهير من عصف الوباء. ويضيف المؤلف أيضاً: جهود الباحثين المخلصين الذين هرعوا للبحث في أسباب المرض والتوصل إلى علاج له وتطعيم للوقاية منه. والعلاجات المتوافرة اليوم لهذا المرض هي نتيجة لتضحيات هؤلاء العلماء ومع ذلك فإننا لا زلنا عرضة للإصابة بهذا الفيروس على نحو يمكن أن يؤدي إلى الوفاة دون سابق إنذار. وقدرة المجتمع على مجابهة وباء آخر للأنفلونزا له هذه القدرة المدمرة تعتبر مسألة سياسية بقدر ما هي مشكلة طبية. والعلاقة بين الصحة العامة والأمراض الوبائية والسياسة يمكن رؤيتها واضحة جلية عبر التاريخ بدءاً من ردود الأفعال تجاه الموت الأسود أو الطاعون الذي اجتاح المدن الإيطالية عام 1348م وحتى الأزمة الحديثة. ودائماً كانت الاستجابة لهذه الأوبئة المدمرة ذات صبغة سياسية تتلون بظروف الحاضر والمناخ السياسي المحيط بالمجتمع.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
مسرح
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved