الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 07th February,2005 العدد : 92

الأثنين 28 ,ذو الحجة 1425

(ما لم يقله الحاوي).. مثلاً:
انطباعات عن لغة الحوار عند إبراهيم التركي
سأضع أديبنا الأستاذ إبراهيم التركي بمأزق في هذا الموضوع، فمن الصعب نشر موضوع يتحدث عن مدير التحرير ومن الصعب رفض موضوع يتحدث عن كاتب وكتاب.. هما أمران أحلاهما مر!
والقارئ إزاء الكتب التي يقرأها إما عاشق للمؤلف أو يستثيره عنوان الكتاب أو يحتاج إليه أو كل هذه الأمور مجتمعة، أما أنا فللأمانة أقول إن اسم المؤلف هو سبب قراءتي كتبه لذلك حرصت على تكوين انطباع وأكرر انطباع وليس تحليل أو دراسة عن شخصية المؤلف ربما تحدد موقفي من قراءة كتبه المنتظرة!!
الأستاذ التركي يعتمد كثيرا في كتاباته على علامات التنصيص والشرطة للكلمات الاعتراضية، وكذلك لتوسيع الفكرة ولا أدري لماذا هذه الكثرة في استخدامها، هل عدم ثقة الكاتب بقارئه هي السبب؟! ربما خصوصا بعد أن علم أنني سأقرأ كتبه!!
كذلك يكثر من الكلمات المتضادة، والكلمات المتجانسة، وهذا يدل على لغة راقية تزينها الشواهد الشعرية والاستشهاد بأسماء الكتب والشعراء، ولكن تبدو أيضا للقارئ العادي أن لغة الحوار لديه صعبة ومعقدة وغير مباشرة تحتاج إلى إعمال الذهن والتركيز الشديد فهو كاتب نخبوي.
وأديبنا يكثر من أسلوب النسب لثقته المفرطة ربما في فهم القارئ مثل مفردات (الشوفونية، ذاتي، غرائبية، بشرية الطرح، عقلانية السؤال، فئوي،زمني...)، كما يكثر استخدام الظرف ذات في مثل: ( ذات غياب ، ذات وعي ، ذات صحو، ذات صمت...) أيضا تكثر في مؤلفاته المصطلحات الأجنبية العلمية مثل: (النيرفا، الانتلجنسيا، أبستمولوجي...) دون أن يشرحها أو على الأقل يفسرها لأمثالي، ألم أقل لكم إنه كاتب نخبوي؟!
ونهاية الفكرة عند أستاذنا حتمية، فلا مجال في لغته الحوارية لتفسير المعنى تفسيرا آخر يختلف عنه؛ فالغموض الفني عنده شبه معدوم وقد يعود ذلك إلى وضوح شخصيته أو إلى وضوح الفكرة التي يتحدث عنها، وربما برز ذلك بشكل أكثر في حديثه عن (كتاب المعاريض) كما سماهم واعتبر هؤلاء الفئة ليسوا كتابا، ولا شك أن هذا تعميم لا يؤيده فيه الكثيرون.
وأديبنا أيضا يبدو أنه لا يحبذ المجلات الشعرية رغم وصفها بالمخملية واعتبر قراءها إما فتى ناعما أو فتاة مدللة باعتبار أن نصوصها ترفيه على حد تعبيره ويقول في ص64: (... مجلة عربية لا تحفل بالصور أو الجنس أو الشعوذة...)، وكأن كل المجلات هكذا، أيضا تعميم لا يؤيده الكل عليه!!
والكاتب العزيز الأستاذ التركي يظهر بوضوح تأثره بأسلوب غازي القصيبي ولا أقول يقلده كما أنه يستشهد كثيرا بمقالاته وأفكاره مثل ص95، والحق يقال إن أستاذنا يكثر أيضا التضمين للأبيات الشعرية والأمثلة الشهيرة وخصوصا الغربية منها، ولكن رغم إعجابه بثقافة وحضارة الغرب لم يمنعه ذلك من الاعتزاز بتراثه والاستماتة كي لا يموت هذا التراث الثري، وينادي بقوة بالحرية المضبوطة بمعايير الثقافة وكثيرا ما يلوح بالامتعاض من الرقابة مستخدما عصا البروكي والفضائيات طبعا بالتأكيد لا يقصد الفضائيات العربية!!
كما أن أستاذنا كشأن المبدعين في بلادنا يحترز كثيرا في الجوانب الشرعية، والروح الدينية لا تظهر في كتاباته إلا نادرا، وقد يكون ذلك بعدا عن تأويل أفكاره وتحميلها فوق ما تحتمل.. الله أعلم!!
ورغم رقة كاتبنا القدير سواء شخصيا لمن يعرفه، أو من خلال كتاباته لمن يقرأ له إلا أنني ألحظ عدم ميله للغزل ولا يهتم بمغازلة الأنثى التي يندر وجودها في كتاباته سواء جسدا أو روحا أو فكرة!!
وأخيرا لا شك أن انطباعاتي هي في النهاية رأي شخصي يأتيه الباطل من بين يديه ومن خلفه، وربما سعى أي كاتب في العالم إلى التعرف إلى مشاعر وانبطاعات قرائه بعد الانتهاء من قراءة كتبه، ومن هذا المنطلق أؤكد أنني وجدت خلف كل كلمة وسطر لكابتنا الأديب الأستاذ إبراهيم التركي روحا جميلة، وقلب مخلص متوقد بحب الثقافة تحيطها ثقافة الحب.
وها قد وصلت إلى الجانب الأجمل في نظري في شخصيته الأدبية وهو أن أستاذنا قانع في حياته يكره اللهاث خلف الدنيا أو أمامها، كما يكره أن تلهث الدنيا خلفه، يميل إلى العزلة المتأملة بعد أن صدمه الواقع وأوقعه في صدمة لم يفق منها إلا بالكتابة!!


منيف الخضير
mk4004@hotmail.com
Fax: 046764004

الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
كتب
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved