الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 07th February,2005 العدد : 92

الأثنين 28 ,ذو الحجة 1425

إصدارات
الشرق المتخيل
رؤية الغرب إلى الشرق المتوسطي

تأليف: تييري هنتش
ترجمة وتحقيق: غازي برو خليل أحمد خليل،
بيروت: دار الفارابي، 2004
****
(لا يتحدث هذا الكتاب عن الشرق، إنما يتحدث عنا) بتلك العبارة يستهل تييري هنتش كتابه (الشرق المتخيل)، فعندما يقتحم المشرق وبإصرار وبكافة معطياته فكر الغرب ومن ثم حياته محدثاً تغييرات فيها وفيه، فذاك يعني الكثير، ذاك يعني إسراع ذاك الغرب إلى معرفة تفاصيل كثيرة حول ذاك الشرق، تفاصيل تدخل في عمق فكره، بعيداً عن نظرة سطحية كانت هي وسيلته التي نظر من خلالها وتعامل بواسطتها معه وبالأحرى مع العرب تحديداً، إذ أن الشرق يقترن بالذهن الغربي بالعربي وبصورة خاصة بالإسلام.
وهذا ما تكشف عنه التساؤلات التي تواردت لدى تييري هنتش في مقدمة كتابه هذا.
إذ يقول: (الشرق متعذر إدراكه حق الإدراك.. هل سألنا أنفسنا كفاية، على سبيل المثال، لماذا يبدو لنا بديهياً، كغربيين، أن الإرهاب (عربي) والتعصب (إسلامي)؟
لا يكفي أن نقف ساخطين إزاء هذه الاختزالات الرهيبة. لا بد من فهم جذورها).
(هل المطلوب البحث عن تفسير لها لدى المسلمين أم لدينا نحن؟ أفي تاريخهم أم في تاريخنا الحاضر؟) (ليست الإجابة بالأمر اليسير، ولا يدعي الكتاب أن يمنحنا إياها جاهزة ناضجة، فهو يتصدى أساساً لأمر سابق وجوهري، ألا وهو عدم جدوى دراسة الآخر قبل أن نكون قد تأملنا أساساً لأمر سابق وجوهري، ألا وهو عدم جدوى دراسة الآخر قبل أن نكون قد تأملنا أنفسنا نحن إزاءه، وعلى الخصوص، دون أن نكون قد حاولنا فهم كيف أننا قمنا حتى الآن بدراسة الآخر وتصورناه، وما هو دافعنا إلى ذلك).
وعن موضوع الكتاب يقول المؤلف: (جسّ هذا الكتاب إذاً شرقنا المتخيل دون ادعاء بلوغ ما يمكن أن يكون الشرق بذاته، ولا حتى إقرار واقعية الأمر من عدم واقعيته، إقرار ملاءمة المفهوم أو عدم ملاءمته، إنه تحفظ ستثبت هذه الصفحات ضرورته على ما أعقتد، ولا ينتقص من اتساعه شيء أن يكون الشرق شرقاً متخيلاً.
فهو يلتقط في موشوره صوراً وفيرة يتبدل تشابهها تبدلاً دائماً، تعدو العناصر ذاتها منسقة بألف طريقة وطريقة).
يبدأ الكاتب فصول كتابه بطرح مسألة الحدود الجغرافية لمخيال الغربي للشرق عبر إجابته عن سؤال مطروح: هل قام مخيال الغرب برسم هذا الخط الوهمي شرق غرب؟، وهذا ما شكلت إجابته عن التساؤلات التالية: متى كان أول تعبير أوروبي (غربي) عن الوعي بالذات؟ وهل كان الإسلام عنصراً كاشفاً للذات الأوروبية؟ ومن ثم ما معنى ومغزى الحرم الكاثوليكي المسلط على دين محمد؟ وبتعبير آخر إلى أي مدى كانت منطقة المتوسط في العصر الوسيط مكاناً للتضاد أم للتكامل؟ تلك هي الأسئلة المتضمنة في الفصل الثاني والتي تدل معانيها على أن الفوارق الأكثر مغزى قد لا تكون تلك التي يشيع الاعتقاد بها.
تقود هذه الملاحظات الكاتب إلى دراسة المرحلة الفاصلة (مرحلة القرن السادس عشر الطويل) (من نهاية الخامس عشر حتى بداية السابع عشر)، تلك المرحلة التي شكلت فيها منطقة المتوسط، في آن واحد، مكان مواجهات عسكرية مهمة (خاصة بين الأتراك والإسبان) وهدفاً لمحاولة التفاف طبعت بداية الاكتشافات الكبرى.
وسؤال سعى الكاتب في الفصل السادس إلى تعيين إجاباته: ما هو الاستخدام الذي يمكن للغرب تخصيصه للنظرة التي يلقيها على الآخر، وبأي شروط يمكن للغرب مباشرة الحوار معه؟.
يقع الكتاب في (407) صفحات من القطع العادي.
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
كتب
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved