الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 07th March,2005 العدد : 96

الأثنين 26 ,محرم 1426

لغز امرأة
حكيمة الحربي
الكآبة تغطي مساءات المدينة، والمطر يبلل شوارعها في نهار خبت شمسه، بعد أن لفت الغيوم سماء تلك المدينة المتمددة بقلب الصحراء، فكانت كالعطشان الذي لم يرتو منذ أمد بعيد، فغفت بعد ان ارتوت ملتحفة رداء مبللاً بالمطر ومطرزاً بحكايات أزلية، تلك التي تنام تحت وسائد سكانها، اقفلوا عليها صناديق ذواتهم وأحكموا أقفالها.
في أحد أحياء المدينة الذي يغلب على سكانه الفقر، قطع سكونه صوت سيارة تسير متهادية في شارع ضيق في هذا الحي وتكاد مصابيحها تخترق جدرانه، وتشعل الضوء في جنبات عتمته!! وما أن وصلت عند أحد المنازل حتى أشار الرجل إلى السائق الذي بجواره أن يقف، وهنا فتح باب السيارة بهدوء ونزل ثم وقف بطوله الفارع وهو لا يكاد يظهر منه شيء وقد لف غترته بإحكام حول رأسه وتلثم بطرفها وغطى عينيه بنظارة طبية مظللة!!
وأخذ يطرق الباب بطرف أصابعه طرقات خفيفة مع ضغطة سريعة على جرس الباب كما أعتاد ذلك وبعينين شبه مغمضتين نهضت (سارة) مفزعة، وأخذت تتحسس بيدها باحثة عن ساعة المنبه في وسط الظلام الذي تغرق به غرفتها المتواضعة، وما أن أمسكت به حتى أشعلت الضوء المجاور لسريرها الخشبي القديم الذي ابتاعته من حراج المدينة منذ سنوات.
أخذت تمعن النظر بالساعة التي تشير عقاربها إلى الثالثة صباحا.. وهنا هتفت بفزع: اللهم أجعله خيراً، من الذي يطرق بأبي في هذا الوقت المتأخر، وأنا الذي يندر أن يأتيني احد وبيتي لم يعتد على الزائرين إلا ما ندر من المح..س..ن..ي..ن!!
وبعد ان نطقت هذه الكلمة توقفت عندها.. وهنا ابتسمت.. نعم.. أن اليوم يصادف (30) من الشهر إنه أبو الخير.. إنه موعده!!
قفزت من سريرها بخفة فتاة مراهقة، وصبية فرحة بموعد لقاء في ليلة مقمرة، حذفت سنواتها الخمسين خلفها ونسيت ما تشكو منه من متاعب صحية، ونفسية، ووحدة مؤلمة، وضربات الزمن الموجعة، وصفعاته القاتلة.
فتحت باب غرفتها المؤدي إلى صالة صغيرة، وفي آخرها مطبخ متواضع، وبجواره حمام يكاد يفي بالغرض، وكل ما في هذا المنزل يشيء بالبؤس والتعاسة.
سابقت خطواتها وهي تكاد تتعثر بعد أن فتحت الباب المفضي إلى الفناء الخارجي الذي أصبح حفرا مترعة بقايا ماء المطر والمتساقط من وريقات الشجرة الوحيدة الباقية والمتفرعة في هذا المنزل الصغير لتشارك هذه السيدة وحدتها وبؤسها!!
وصلت الباب الخارجي الذي اكتسى اللون الأخضر وغطاه الصدأ وهي لاهثة الأنفاس، وبعد عناء مع الباب الحديدي الصدئ الذي أحدث صوتاً أثناء فتحه، وجدت أمامها ما توقعته (أبو الخير) الذي اعتاد أن يأتيها في مثل هذا الوقت من كل شهر ليؤمن لها احتياجاتها دون أن يكشف عن شخصيته أو دوافعه.
بادرها بتحيته وسألها عن أحوالها، واطمأن على صحتها، وهمس لها أن تأتي ليصطحبها معه، تسمرت بمكانها ودهشت لما يقول!!
وهنا سألته.. إلى أين يا بني؟
وفي هذا الوقت المتأخر!!
لا ترتابي يا والدتي!!
ستعرفين ذلك في حينه.
* نعم يا بني لن أرتاب، فماذا يريد شاب بعنفوان شبابه من عجوز مريضة، لا تملك إلا الشقاء والعوز وسبق له وأن أرسل سائقه مراراً ليوصلني إلى المستشفى ويعالجني دون أن أعرف من هو، وما هي دوافعه إلا حب الخير والإحسان.
إذن هيا معي دون تأخير، ودون أن يستيقظ أهل الحي.
استأذنته بعض الوقت كي تبدل لباسها وترتدي عباءتها.
اغلقت باب منزلها بإحكام وركبت بالمقعد الخلفي، وهي لا تعلم إلى أين تقودها السيارة وصاحب السيارة، وما هو القدر الذي ينتظرها، لم يتضح لها شيء، وهي وسط صمت وخاصة إنها لم تعود نفسها على سؤال الآخرين حتى فيما يخصها.
انطلقت السيارة بسرعة تخترق شوارع المدينة المزدحمة والمضاءة، وقوة سرعة السيارة جعل (سارة) تتحرر من صمتها وانطلقت كلماتها:
* لم السرعة يا بني؟
مهما يكن من امر ليس هناك ما يدعو أن يفقد الإنسان حياته من أجله!
ثم أردفت قائلة بعد صمت لتتأكد من تأثير ما تقول على الشاب:
أنا لست خائفة على نفسي فأنا افل شبابي، وليس هناك من ينتظرني، ولكن إنني أخاف عليك يا بني فأنت في ربيع العمر، والدنيا أمامك، وهناك من ينتظر عودتك.
دون أن يتكلم أشار الى السائق بأن يهدئ من السرعة.
وما لبثت حتى انعطفت السيارة يساراً لتدخل أحد الأحياء الراقية، وقد بدأت مبانيها المشيدة على الطراز الحديث، ووقفت بشموخ الأشجار الباسقة المشذبة وقد اصطفت على جوانب الطريق، وعند أحد الفلل الصغيرة وقفت السيارة وترجل منها الشاب، وأدار المفتاح في بابها الخارجي، وما أن انفتح أشار للسيدة بالنزول، وهنا نزلت وهي لا تملك من أمرها شيئا فقد وجدت نفسها محاطة بهالة من الغموض!!
تبعته إلى داخل المبنى؛ فناء محاط بأشجار فارعة وأحواض للأزهار وإضاءة موزعة بشكل بديع. وحينما دلفت إلى الداخل صدمت بفخامة الأثاث وبأناقة المنزل من الداخل.. وهنا ألتفتت إلى نفسها وخجلت من ملابسها الرثة، فكيف تأتي إلى هذا المكان بهذا الشكل المتواضع، وكيف تقابل أصحاب المنزل؟!
أتى صوت الشاب من خلفها قوياً: تفضلي أجلسي لِمَ أنتِ واقفة. وعندما همت تريد أن تتكلم اشار لها بيده علامة الصمت ثم قال:
لا داعي للكلام: هذا البيت الصغير هو منزلك، وإليك المفتاح، وهناك (ألين) مدبرة المنزل تلبي طلباتك، وتقوم على خدمتك، وهنا بجانب التلفون مجموعة من الأرقام إذا ثمة ما يستدعي مدبرة المنزل ستقوم بالاتصال.
شعرت بدوار، لم تستوعب شيئاً، حاولت أن تسأل ولكن الحيرة سيدة الموقف سيطرت عليها، فقط ارتمت على أقرب أريكة، ووضعت يديها على رأسها، ولم تستطع أن تمنع دمعة انزلقت على خدها.
نادى على مدبرة المنزل وطلب منها الاهتمام بها، وأن تعرفها على بيتها الجديد، وتوصلها إلى غرفتها لترتاح وتغفو بعد أن طار النوم من عينيها.
ثم وجه الكلام لها:
الآن ارتاحي ومساء اليوم ستجدين إجابة على كل أسئلتك، وستنجلي سحب حيرتك. ثم غادر المكان مخلفاً وراءه آلاف علامات التعجب والاستفهام؟؟!!
أتت مدبرة المنزل التي دُربت على كيفية أن تخدمها وأن توفر لها سبل الراحة، فطلبت منها النهوض وأن تستبدل ملابسها، ونظرت لها مستفهمة بعد أن أنكسر نظرها على ملابسها الرثة، ولسان حالها يقول أنه ليس معها إلا هذا الذي ترتديه، ولكن قبل أن تتفوه بذلك هزت رأسها (ألين) بحركة أفهمتها أنها تعرف ما يدور بداخلها، ثم قالت: تفضلي (مدام) كله موجود!!
شعرت بالانتعاش والحيوية تسري بجسدها بعد حمام دافئ غسل تعبها وهي ممددة على السرير الوثير المريح بأغطيته الحريرية والإصاءة الخافتة التي تنعكس على الجدران بألوانها المريحة للأعصاب. وهنا ابتسمت بسخرية وهي تتذكر سريرها المتهالك الذي كان يجلب لها الألم أكثر مما يريحها، وسقف غرفتها الذي يخر ماء المطر عبر الثقوب المنتشرة بانحائه ناهيك عن أشعة الشمس التي لا تجد إلا وجهها أول من تسطع على صفحته. ولكن رغم كل هذا لم يجد النوم طريقه لها في هذا المكان المختلف الذي لم تحلم ان تراه فضلا عن ان تسكنه!
ثمة قلق يقض مضجعها، وحيرة تطوح بها إلى مواطن بعيدة، وخوف يقذف بها إلى مسارات معتمة!!
حاولت أن تقرب الصور أكثر، وتتهجي احرف الغموض الذي زرعها بطريقها الملثم الغامض منذ أن امتدت يده لها بالمساعدة منذ خمسة عشر عاماً.
هزت رأسها وهي تحدث نفسها:
من يساعدني شخص أجهله، لا أعلم هل هو يخصني بمساعدته أنا فقط أم أن هذه هي طريقته مع كل المحتاجين، لم أكن مهتمة للأمر في البداية، ولم أسأل عنه، من حقه عليّ فقط دعواتي الصادقة النابعة من قلب محروم، وذات مكلومة، ولكن ما لفت نظري هو تغير الأشخاص الذين يأتون لي بالمساعدة إلا أن هذا الشاب الغامض الملثم الصامت الذي لا يتكلم كثيراً، اعتدت على مجيئه منذ ست سنوات، منفرداً أو مصحوباً بالسائق الذي يساعده على إنزال المساعدات.
المرة الوحيدة التي تحدث معي فيها حينما حاول يذكرني بشرطهم الوحيد لاستمرار المساعدات هو أن أترك خدمة البيوت، وخاصة بعدما وصلهم خبر بأن رب أحد البيوت حاول الاعتداء عليّ ولم يخلصني منه إلا دخول زوجته في الوقت المناسب، وكان عمري في ذلك الوقت تجاوز السابعة والثلاثين، وقد اضطررت للعمل بعد وفاة والدتي التي تركتني لعواء الريح، ولعتمة الليل، وللهيب الشمس، في ارض فضاء لا بساط ولا غطاء ولا مأوى بعد أن كانت هي الحصن المنيع بجوارها أشعر بالقوة والأمان.
استسلمت لحظة لحزنها، وتركت الحرية لدموعها تنطلق، وقد تمثلت لها تلك الليلة الرمادية الكئيبة لحظة دخول والدتها عليها قبيل الفجر وهي تستنهضها والخوف باديا عليها وهي ترتجف مرتبكة قائلة لها: هيا انهضي دون أن يصدر منك صوت واتبعيني. ثم خرجتا مع الباب الخلفي دون أن يشعر بهما أحد، وقت هجوع كل من في المنزل، وغادرتا المنزل تسرع خطواتهما على غير هدى!!
وكان ذلك آخر عهد لها بعائلتها وكان عمرها ثمانية عشر عاما في ذلك الحين ثم غادرتا المدينة إلى إحدى ضواحيها قاصدتين إحدى الهجر المعزولة البعيدة عن أي أحد ممكن أن يقتفي أثرهما، وقد دبرا أمرهما وحياتهما بما تحمله أمها من مال كفاهما لسنوات بالإضافة إلى مساعدة الآخرين لهما، وبعد عشر سنوات عادتا إلى المدينة، وسكنتا في إحدى الأحياء الفقيرة التي لا يمكن أن يستدل عليهما احد ممن يعرفهما!! ثم صدمت بوفاة والدتها بعد خمس سنوات من عودتهما ليظهر فجأة هذا الرجل المحسن في حياتها ليساعدها، بعضا مما عانته بفقد والدتها!!
غفت بعد أن استرجعت شريط الماضي لعل يتسرب من خلاله ضوءا، يجلي الغموض الذي لفها به تصرف هذا الرجل، وخاصة ما قام به اليوم وإحضارها إلى هذا المنزل.
استيقظت وقد فزعت لمرور هذا الوقت كله وهي نائمة، دون أن تشعر، نهضت على عجل واغتسلت وأدت صلاتها، وبعد فراغها وجدت أمامها مدبرة المنزل مبتسمة تحييها وتخبرها أنها أعدت لها الطعام حسب رغبتها.
شكرتها على اهتمامها ودعت لها مما جعل ابتسامة الرضا تتمدد على شفاه (ألين)!! تجولت بالفناء وتأملت الأزهار اليانعة بأحواضها، والأشجار المبللة بالمطر وقد نفضت الغبار عنها بعد مطر الليلة الفائتة الذي كسا الجو فتنة وسحراً.
جلست تحت شجرة اللوز تتناول قهوتها، تنتظر إطلالة المساء ليزيح عنها ستار الغموض وتجد تلك الأجوبة التي بحثت عنها طويلاً لأسئلة ظلت تؤرقها زمناً!.
شعرت بالبرد يتسرب مع نسمات الهواء التي بدأت تحرك الأوراق الرطبة، لتنشر أريج الأزهار في انحاء المنزل الأنيق عبر النوافذ المفتوحة، والباب الموارب.
تململت في مقعدها وهي مستمرة أمام التلفاز، شعرت بغربة المكان الذي لم تألفه، حنت لمنزلها القديم على تواضعه، تأففت، شعرت بعدم الراحة، حدقت بساعة الحائط طويلاً وهي تسترحمها بأن تمر سريعاً، تريد هبوط المساء على عجل.
نهضت، قامت بجولة داخل المنزل لتتعرف عليه، سارت مصحوبة بالدهشة والانبهار لجماله ورقيه، وفخامة أثاثه، وحسن ترتيبه، وتنظيمه!!
سمعت صوتاً يناديها فإذا (ألين) أمامها:
سيدتي هناك ضيوف في انتظارك لقد أدخلتهم في غرفة الضيافة.
انتفضت قليلاً، تمنت أن هناك من يسندها، يساعدها على الوقوف والسير، سرت رعشة في أنحاء جسدها، وبرودة بمعدتها، ودوار جعل كل ما حولها لا يستقر، أخذت تتمتم ببعض الآيات القرآنية لتعيد إليها توازنها واستقرارها الروحي والنفسي.
أحكمت حجابها وصلبت طولها ووجدت نفسها أمام رجلين أحدهما الشاب الذي أعتاد أن يأتي إليها وقد عرفته من هيئته بعد أن تخلى عن لثامه، وانزل نظارته، حدقت به طويلا، وبدا لها وجها كالبدر رحل بها إلى أزمان بعيدة، ولكنها استبعدت هذا، وشكت بذاكرتها الهرمة.
حولت نظرها عنه لترى بجانبه رجلا عبثت الدنيا به، وأنزلت لعناتها عليه، وهو متكور داخل كرسيه المتحرك، لا يكاد يتحرك منه إلا رأسه!
وقد لمحت عينيه وقد غرقت ببحر من دمع حارق، وشعرت لحظتها أن روحه تكاد تخرج مع شهقاته المكتومة.
وبصوت شبه مخنوق، وبكلمات متعثرة، وبنبرة متوسلة بادرها:
سامحيني يا (سارة):!!
هنا أخذت يدها تبحث عن طرف المقعد لترتمي كمن أصابه رصاصة لم تخطئه! أكمل وهو يدرك جيداً أنه مهما قال لن يطفىء تلك الحرائق التي أشعلها في قلبها أكثر من ثلاثين عاما أنا (سعد) الذي صدقت معه، وأشعلت ايامه شموعا لم تنطفِ، وعلقت له قناديل فرح لم يمت وبالمقابل ألصق بك عاراً لن يموت وعلق لك المشانق، وجدل لك حبال الموت، وباعد بينك وبين أقرب الناس لك حتى كادوا يتربصون بك، لولا ذلك الحضن الحنون الذي حماك واحتواك، وانتزعك من فك الموت، وهرب بك إلى الأقاصي ليغطيك برداء الآمال والحماية.
أما أنا فلا استحق إلا الشفقة، فقد تخليت عنك، لم أرحم ضعفك، ولم تؤثر بي توسلاتك وفريت كرعديد فر من قلب المعركة لا يلوي على شيء!!
لكن الدنيا لم تتركني، فقد اقتصت لك وعاقبتني بأولادي وصحتي.
بحثت عنك طويلاً بمساعدة ابني هذا الذي أطلعته على كل شيء ليقوم بما أريد أن اقوم به في حالة وفاتي، ودعيت الله أن أجدك قبل أن أموت وعرفت بخبرك من شقيقتي التي عملت لديها والدتك وأطلعتها على سركما وكيف أنها هربت بك خوفاً عليك من أخوتك ووالدك تاركة عشها السعيد لتنجو بك!!
إني أحاول غسل سواد الماضي لاقتنص صفحة بيضاء واحدة في حياتي وهي صفحك وعفوك.
حاولت النهوض ولكن لم تستطع، خانتها قواها، وبصوت واهن وكأنه ينطلق من بئر عميق قالت: أرجعاني لمنزلي لا أريد منكما شيئاً، لقد خسرت العمر كله، وهذا المنزل الأنيق وعنايتك المتأخرة لن تعيد لي شيئاً، ولن تغير شيئاً.


hakemah@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
مراجعات
مكاشفة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved