الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 07th March,2005 العدد : 96

الأثنين 26 ,محرم 1426

فضاء الطرب التلفزيوني
محمد المنصور الشقحاء

تصاعد الحديث عن دور رأس المال السعودي في بناء إعلام عربي لا يحمل هوية.. ويستشهد من يتناول ذلك بقنوات التلفزيون الفضائية وبالذات الموسيقية التي تزايد عددها حتى فقد المشاهد لذة الطرب بما يشاهد من أجساد تتثنى بغير هدف سوى سرقة الوقت من حياتنا.. والأمر لم يتوقف عند خلق إشاعة عن علاقة مشبوهة بين رأس المال والجهات النافذة في هذه القنوات الذي يؤكده نوعية طرح كل قناة، ولكن يناقش فراغ وسطحية الممول الذي اختفى اسمه وأثره في بناء وسيلة إعلام جادة ذات هدف تدلل على قيم الانتماء الوطني الصادق، ولقياس مستوى طرح هذه القنوات توصل كثير من المهتمين بالشأن الوطني إلى عدد من المعايير التي ينبغي أن يبلغها هذا الإعلام، وأن تكون الأساس في تأهله والترخيص له بمزاولة المهنة كمركز إشعاع معلمي مؤهل وقادر على إدارة عمليات البث الثقافي الراقي والترفيه الذي يحافظ على الهوية الوطنية وقيم المجتمع بموروثه الشعبي العام. إذاً ونحن أمام شاشة تبث ما يسرق الوقت نصل إلى قناعة، وهي أن ما نشاهده دليل فشل الراعي الاقتصادي لهذه القنوات كرجال أعمال (سعوديين) حيث اتضح أن هذه العينة من رجال الأعمال ليسوا ذوي مناعة أو حصانة عند مواجهة الأحداث أو الوقائع السلبية وإنهم لا يملكون خصائص القدرة على التفكير الإيجابي.
والعمل الصالح من الإيمان، والمجتمع السليم من صفاته التآزر والتعاون كدليل على محبة الوطن والانتماء إليه حتى تكون حياتنا كريمة على أرض الواقع وهذا يتم من خلال قيام أبناء الوطن بواجبهم العام، ركيزتهم صدق الانتماء للوطن وثقافته التي هي خلاصة قيم تختزنها الذاكرة.
وهنا نكتشف ضياع معالم الشخصيات التي نحبها أو التي يمكن أن نزرع حبها في فلذات أكبادنا؛ حيث جاء اتكاء هذه القنوات العدمية على مواد جاهزة أنتجها الآخر وفقدنا بالتالي حساسية الإتقان وموهبة العمل.
وجاء هذا الكم من قنوات التلفزيون الراقصة في فضاء منازلنا والأماكن العامة (مقاهي فنادق) دليل تبعية هي نتاج تفاقم المهام والمسؤوليات وما صاحبها من قابلية للوقوع في شرك الحلول الجاهزة وبالتالي استغل موظفو هذه القنوات السيولة المالية المتدفقة بدون هدف (لأن صاحبها لا يملك هدفاً مقنعاً) فكانت هذه القنوات تعبيراً صارخاً لفكر المنفذين على برامجها فتوجهها قائم على سرقة الوقت من خلال استخدام التقنية الحديثة بما يولد قناعة الفراغ داخل مجتمعنا وفي الجيل الجديد من أبناء وبنات الوطن (لقناعتهم إن حياتهم معقدة) فلم نعطهم خيارات العمل إلى جانب دعمهم في الوقت والمكان المناسب لهم... وهذا مرجعه إلى أننا لا نتحدث مع أفراد أسرتنا ولا نخصص وقتاً للحوار والنقاش فيما يهم الأسرة والمجتمع، ولا ننمي داخلهم المتعة والإثارة المشبعة لحاجاتهم؛ فقد فقدنا حساسية مراعاة رغبات كل شريحة في المجتمع وأصبحنا أسرى خطاب تنفيري وآخر فارغ ولم تعد لدينا ذائقة تمييز الأشياء.
وهذه جناية بعض أفراد المجتمع المتوسم فيهم المنفعة من خلال امتلاكهم المال عصب الحياة وشخصيتها العامة؛ فخير الأعمال ما عمَّ نفعه الوطن.
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
مراجعات
مكاشفة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved