الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 07th March,2005 العدد : 96

الأثنين 26 ,محرم 1426

كان صريحاً.. سليم النيَّة..!
كنت التقي بالأستاذ محمد موسم المفرجي في جريدة الندوة بعض الأحايين عندما كنت خطاطاً للجريدة، ولم أملك سوى التعرف عليه ومحبته من خلال ما يكتب وينشر لغيره في الملحق الأدبي الأثير الذي كانت تصدره الندوة إبان رئاسة الأستاذ القدير حامد مطاوع، وأحببته أكثر حينما علمت بأنه أيضاً زميل رسالة وهي التدريس، ولمادة أنا مغرم بها وأهواها حتى النخاع وهي اللغة العربية، فلقد كان أنيقاً في حديثه وفي انتقاء كلماته، في ملبسه ومشيته وفيما يسطره وينشره لهم، وأذكر أنه تحمل كثيراً مع مناصريه ضد الحداثة فأثر تأثيراً في الحركة الأدبية آنذاك، ولا زالت الثمار التي نضجت يانعة تؤتي أكلها كل حين، فكان بجدِّه وإخلاصه ومثابرته خير أنموذج للمربي الفاضل الناصح الأمين وخير مثال للكاتب الصحفي والأديب المؤدب النزيه، نلمس منه ذلك في هدوء وروية واتزان وأخلاق عالية وتواضع جم.
كان المفرجي صريحاً جداً لا يجامل ولا ينافق سليم النية أبيض الطوية، لا يسكت عن الحق مهما كلفه الأمر وكأنه يقول احذر غضبة الحليم.
ترك الندوة وانضم إلى كتَّاب البلاد، ولكني استفقدته فترة طويلة لا أرى له مشاركة فاتصلت بهاتفه أواخر شوال 1425هـ أسأل عنه، فرد عليّ ابنه قائلاً: إن أبي طريح الفراش لا يسمع ولا يرى ولا يتكلم ولا يأكل ولا يشرب، قلبه ينبض فقط ويتنفس، أتاني الخبر كالصاعقة، ولمت نفسي وأقراني من أبناء المجتمع المكِّي وخاصة الصحافيين على تقصيرنا في حق بعضنا، فطلبت من ابنه بعض إصداراته لأنني بصدد الكتابة عنه من مصدر مطبوع لتذكير طائفة من محبيه ليعرفوا ما وصل إليه الأستاذ المفرجي، ومرت الأيام وانشغلت بمرضي ثم تنومت بالمستشفى التخصصي بجدة وانقطعت عني أخبار الدنيا وأحوال الناس وأقاموني في غرفة مشتركة بلا تلفزيون ولا مذياع ولا صحف ولا نوم من جراء وجود مريض يئن ليلاً ونهاراً، المهم بعد خروجي بأيام فاجأني خبر انتقاله إلى جوار ربه الذي هو أرحم من أمه وأبيه وزوجته وأولاده وأصدقائه وخلانه ومعارفه وكل الناس.
فيا أرحم الراحمين اكنفه في رحمتك وظلل عليه بسحائب مغفرتك وجودك وأمطره بوابل من فضلك وإحسانك وآنس وحدته وأكرم نزله وأحسن وفادته وأبعثه اللهم مع الصديقين والشهداء والنبيين، واعتقه من النار، وكذلك موتانا وموتى المسلمين أجمعين، وألهم ذويهم الصبر والسلوان.. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.


عدنان أحمد كيفي
جدة فاكس: 022275553
kaifiadnan@hotmil.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
مراجعات
مكاشفة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved