الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 07th March,2005 العدد : 96

الأثنين 26 ,محرم 1426

الرّبيع يواصل الجلوس مع المستقبل ( 3-3)
مقر جديد لأدبي الرياض ولابد من سماع صوت الشباب

* متابعة: عبدالله السمطي:
ظهور الاسم السعودي
.. وقفنا لقاء الدكتور محمد الرّبيع على جملة من الأمور، تتمثل بدئياً في كيفية اشتغال المؤسسة الثقافية، وهي هنا النادي الأدبي بالرياض، في إدارة النشاط الثقافي، ويبدو أن ثمة عوائق روتينية كثيرة تجابه هذا النشاط، خاصة حين تتقلد آلية العمل رداء الاعتياد والتقليد، فيصبح الهرب إلى الماضي أو الإيناس إلى المستقبل هما المشجبان الأثيران لدى إدارة هذه المؤسسة أو تلك ويصبح النشاط الثقافي (معطّلاً) إلى أجل غير مسمى.. هكذا ينبؤنا لقاء د. الرّبيع الذي نشرنا منه حلقتين سالفتين، وها هو في هذه الحلقة الثالثة والأخيرة يواصل الحلم بالمستقبل الذي يصبح في علم الغيب دائماً متوسلاً بالسين وسوف، لربما يتحول الواقع إلى مأمول.
وواصل الدكتور الرّبيع حديثه كالتالي:
.. سوف نقدم مجموعة من المحاضرات ليست مبنية على الموضوع بل على الشخص أطلقنا عليها (تجارب ومواقف) وقد جاء علوي طه الصافي وتحدث عن تجربته في مجلة الفيصل، والكتابة للطفل، وكذلك عبدالفتاح أبو مدين الذي تحدث عن تجربته أيضاً وأتينا بأشخاصٍ كثيرين تحدثوا عن تجربتهم لتستفيد الأجيال الجديدة.
أما عن النشاط الثقافي للنادي وكونه كان فعّالاً في السنة الأولى التي توليت الرئاسة فيها ثم قل هذا النشاط فنرجو أن يكون الزميل السمطي منصفاً وان يحكم على مجمل النشاط.. أما عن المقترحات التي جاءت بحوارك المتخيل فهناك جزء كبير منها موجود في برنامج النادي ولا أريد استعارة مقولة (وقوع الحافر على الحافر) من الممكن أن يكون هناك توارد خواطر، فهذا طيب، وسنحاول الاستفادة من هذه المقترحات، وكذلك سنجتمع في بداية كل عام بالمحررين في الصفحات الأدبية لنستمع منهم مقترحاتهم ونقدهم أيضاً، وكان هناك مخطط أن ندعو المثقفين أيضاً لكن الوزارة نفذت هذه الفكرة في ملتقى المثقفين.
كنا قد وضعنا مشروعاً نسميه (الأندية الأدبية بين الواقع والمأمول) واستكتبنا مجموعة أعدت بحوثاً ستناقش لكن ليس على طريقة ملتقى المثقفين الذي كانت مشكلته أن أوراق العمل كثيرة، وأكثر المشاركين كان منزعجاً، وأنا كنت رئيس جلسة، وكانت هناك أربعة بحوث والمداخلات عبر أوراق مكتوبة وهكذا فلماذا لا يكون النقاش مباشراً وان تكون هناك بحوث متزامنة، وقد فعلنا ذلك في مؤتمر (المملكة في مائة عام) وكان يوجد به أربع قاعاتٍ تعقد فيها الجلسات في وقتٍ واحد وكان هناك إقبالٌ كبيرٌ، وكل يذهب للتخصص الذي يريده.
وقد أتينا لكل محور بشخصٍ يطرح فيه الأهم من البحث والمناقشات التي ستدور حوله بحيث يكون هناك وقت واسع للنقاش، وهنا ستكون هناك ساعة ونصف الساعة للنقاش لذلك ستكون هناك آراء مثمرة، بدلاً من التعليقات التي تكون في دقيقة أو خمس دقائق.
هيكلة ثقافية
عبدالواحد الأنصاري: أنا فرح جداً، وأتشرف بدعوة الأستاذ عبدالحفيظ الشمري الذي دائماً ما يستدعينا نحن الشباب، وافتتاحاً أتكلم وأنا لست مخولاً من جهة، بل اتكلم باعتباري جزءاً من شريحة الشباب بحكم أنها لا تلتقي بالأكاديميين قليلاً، وبحكم أنني أعبّر عن هذه الشريحة التي نادراً ما يصلكم صوتها.. ما يهمنا من الكلام الذي دار عن الهيكلة وغير ذلك، فهذا ثمرتها وبعض أعمالنا الثقافية (مهيكلة) من ناحية الشكل، وكثيراً ما يشعرنا الأكاديميون بأنهم قد أدوا ما عليهم، ونخشى أن تكون النتيجة هي (تمْويت) الهم الثقافي وإصابته باليأس، كيأس مُطبق عن طريق (التمويت) الرسمي، أي أنا سأفعل كذا، ونحن لا نناقش آباءنا وأساتذتنا في الأمنيات بل في النتائج والمخرجات، يهمنا مثلاً أن يخرج رئيس النادي بهزيمة جديدة مكتسبة من هذا اللقاء، فهذا اللقاء فيه بصمة نوعية وليست شكلية.
يهمني مثلاً أن يبث حتى رسالته في الموجودين يجندهم مثلاً لصالح العمل الثقافي ولا يكفيني مثلا أن يقال: الباب مفتوح للجميع، بل يهمني أن يتناول النادي الأدبي الإبداعات الجديدة للأدباء الجيدة منها والممتازة مع ملحوظة أن هناك تناولاً إعلامياً لبعض أعمال هؤلاء الأدباء مثل التناول لرواية محمد حسن علوان، هذا التناول تجاوز حدوده، التناول الجيد يجب أن يكون مستمراً، إذا كان محمد حسن علوان قد كتب (سقف الكفاية) وأخذت حقها، كان ينبغي بعدها أن نتناول عملاً آخر جيداً، لا نعود إلى التوقف على الكلام العابر.
كذلك إتاحة الفرصة للأدباء الشباب بإنشاء ورشة عمل تهتم بأعمالهم حتى لو كان هذا شبيهاً بالحلم، ومحاولة التواصل بقدرٍ أو بآخر بهم ولو نلتقي بهم في منتصف الطريق.. وأتمنى أن تهتم إدارة النادي الأدبي بمتابعة النقد الموضوعي، ونقد النقد بدلاً من تحويل فرص التلاقي الثقافي إلى حديقة تتم فيها لقاءات العلاقات العامة، والعناية التامة للتواصل مع الأدباء عن طريق نشر أعمالهم الأدبية وإرسالها للصحف.
بعد عقد ندوة عن كل عملٍ، بدلاً مما ينشر في الصحف وكأنه نشرة نقول: اجتمع فلانٌ بفلانٍ وقرأت الرواية الفلانية فيصير خبراً وليس تنشيطاً أدبياً، فهناك فارق بين الصحافة الأدبية والصحافة الإخبارية، ومن واجب النادي الأدبي كيف يصل إلى الصحافة ولا يحمّلها المسؤولية.
أخيراً بالنسبة لكتاب: يا أيها النادي الأدبي بالرياض، كيف أطبع كتاباً وكيف لا أسوّقه، وأجد مطبوعات إخراجها الفني ضعيفاً جداً، لا أتكلم عن الدراسات والبحوث ولا عن كتابٍ يتضمن لوائح فهذه ميتة مسبقاً، لكن أتكلم عن مسألة الغلاف الفني، وأتمنى أن تُشترى الأعمال الأدبية العالمية وتضم لمكتبة النادي فلا تُوجد لدينا (الجريمة والعقاب) ولا (المسخ) لكافكا مثلاً، ولا توجد لدينا الكتب العالمية المعروفة. وشكراً لكم.
صوت الشباب
د. محمد الربيع: بالطبع لابد أن يُسمع صوت الشباب، وبالنسبة للنقد سيكون لدينا وقت له، وهذا سيتحقق. وبالنسبة للشباب نتجه الآن إلى اتفاق مع وزارة التربية والتعليم كما ذكرت، كما ستكون هناك دورات تدريبية للشباب، ونشر لإبداع الشباب، والتعاون مع الوزارة والاهتمام بإنتاج الشباب.
وبالنسبة للكتاب، أنتم تعرفون ان الكتاب أصبح اليوم صناعة، وصناعة الكتاب من القضايا التي لا تجيدها الأندية، فالكتاب يحتاج إلى نوعية حجم معين وإخراج فني، فعلاً هذه مشكلة، بينما تجد في دور النشر المتخصصة تقنيات، أيضاً هناك أشكالٌ وأمورٌ تتعلق بالكتاب وشكله.
وتوزع الكتب عن طريق الشركة الوطنية وكذلك الدوريات حيث عقدنا اتفاقاً معها، يبقى الموضوع أكبر من الأندية، وهذا ما سبق أن طرحت في اقتراح: اننا في المملكة مازلنا بحاجة إلى مؤسسة وطنية للتوزيع، لإيصال الكتاب إلى الخارج.
إن تجربة الكويت أنجح منا كثيراً، سواء في سلسلة (عالم المعرفة) والمجلات تجدها في كل مكان هنا وفي المغرب وفي البلاد العربية الأخرى بشكلٍ ناجح جداً. وبالنسبة لاقتراح الأخ عبدالله السمطي بدمج الدوريات التي يصدرها النادي الأدبي، قدمت دراسة لوزارة الثقافة والإعلام لإعادة تنظيم دوريات الوزارة والأندية كلها، لأن عيوبها في الآتي:
أولاً: عدم الانتظام في الصدور.
ثانياً: ضعف التوزيع.
ثالثاً: اضطراب الشكل.
رابعاً: اضطرار نشر ما ليس لها.
فكان الاقتراح أن يُعاد تنظيمها مجتمعة، بحيث يكون لدينا مجلة خاصة بالمسرح، ومجلة خاصة بالمأثورات الشعبية، ومجلة خاصة بالتراث، وهكذا، حتى الأندية الأدبية يمكن أن يسند إلى بعضها الاهتمام بالقصة ونادٍ آخر يأخذ مجالاً آخر، لكن ما يحدث الآن هو نوعٌ من الاجتهاد الذي يصل إلى درجة المزايدات، أنا عندي أربع أو خمس مجلات ثم تصدر مرة وقد لا تصدر بعد ذلك. فيما يتصل بالكتاب وتوزيعه والدوريات، هي قضية ثقافية أكبر من الأندية الأدبية لأن الأندية جزءٌ من هذه المشكلة.
علاقات عامة
عبدالحفيظ الشمري: هناك بعض الأسئلة الصحفية من الزميل علي القحطاني من القسم الثقافي بالجزيرة
علي القحطاني: لدي اقتراحان وسؤال، نحييك يا دكتور محمد الربيع على صراحتك، والنقد الصريح المسؤول في حاجة إليه أكثر من المديح
لا شك أن الأدباء يعلقون آمالاً كبيرة على هذه المؤسسة، ووجود نادٍ أدبي في العاصمة وهي حافلة بالمؤسسات الثقافية والجامعات والمكتبات، فدوره أكبر بكثيرٍ في العاصمة، واقتراحي هو إيجاد قسم للعلاقات العامة يتابع أنشطة الكتاب والمبدعين والقاصين والشعراء، ويصنع نوعاً من العلاقات العامة المفتوحة والقضاء على الشللية، والتجمعات الصغيرة، وإيجاد التسامح والعلاقات الاخوية والحميمية بين الأدباء.
ثانياً: نحن استبشرنا خيراً بقربكم بجانبنا حيث ينشئ المقر الجديد للنادي، وجودكم في (الملز) يعيق، فهو بعيد جداً، وقربكم هنا يكون بجوار المؤسسات الثقافية وبالتالي يسهل على المبدعين الوصول، فنرجو إيجاد مقترحات لتطوير العلاقات العامة بين النادي والمبدعين.
ثالثاً: بودنا أن العمل الأدبي للنادي أن يسعى لتنويع المحاضرات، حتى يجذب الجماهير، بمعنى أن تكون هناك محاضرات أدبية، وطبية، واجتماعية، ولا يمنع هذا رسالة النادي الأدبي.
بالنسبة لورش العمل التي يعقدها النادي للمواهب قبل عامين كانت هناك ورش للدكتور عبدالعزيز السبيّل وكانت فاعلة جداً، دورة في القصة ودورة في الشعر، وحتى الآن نحن متواصلون مع الدكتور السبيّل، وقد حققت دورها وشكراً لك يا دكتور.
محمد الربيع: بالنسبة للعلاقات وتنمية وسائل الاتصال مع المثقفين فعلاً هذه نقطة تنقص النادي، لكن فعلاً نحن نسير على الطريقة التقليدية ونرسل سائقاً بالدعوات، مع أنه يمكن استخدام الطرق الحديثة ونرسلها عن طريق الإيميل مثلاً أو عن طريق الجوال.
والناس الذين يحضرون ولا يحضرون في المحاضرات، أعتقد أن الأمر يتعلق بالمحاضرة والمحاضر، فأحياناً نستغرب لامتلاء القاعة عن آخرها وأحياناً تجد عدداً قليلاً، والمحاضر بالدرجة الأولى هو الذي يجذب الناس، وأحياناً يكون عامل طرد للناس، والمسألة ليست لها معيار ثابت، حيث تحتاج أولاً إلى إيصال عنوان المحاضرة، فربما بعضهم لا يدري بذلك، ولم يقرأ الصحف، مع اننا ننشر في الصحف أخبار ومحاضرات النادي في الرياض والجزيرة وغيرهما، ونرسل اخباراً لوكالة الأنباء السعودية والتلفزيون، ولعل دمج وزارة الثقافة والإعلام يكون له دور إيجابي.
فمن القضايا التي طُرحت أن هناك مصلحة لوجود الثقافة والإعلام، طبعاً ما كنا نتمناه أن يكون للثقافة وزارة مستقلة، لكن هذا الذي حصل.
البعض قال: إنه لا يجتمع الثقافة والإعلام، لأن الإعلام وصاية على الثقافة، وهذا تخوف موجود عند عددٍ من المثقفين، لكن لو أخذنا الجانب الإيجابي ووجود جناحي الثقافة والإعلام، فلعل الإعلام يساعد على انتشار الثقافة. والثقافة تساعد على تثقيف (الإعلام). بالطبع قد يكون هذا تصوراً حقيقياً أو مثالياً، لكن من خلال ما سيحدث بعد ذلك، ولو رصد أحد مثل هذا الشيء وينظر هل أتى بفاعلية أم لا؟ وبإيجابية أم بسلبية؟
الاسم السعودي
خالد اليوسف: كانت تعليقات بعض الزملاء عن وجود الاسم السعودي خارج المملكة: كلنا نعرف كان هناك أسبوع الجامعات السعودية، وأيضاً هناك أسابيع ثقافية.. أتمنى الآن بوجود الدكتور أن يكون هناك أسبوع للأدب السعودي، يشارك فيه المبدع وليس الأكاديمي، لأن الأكاديمي يتحدث فقط كمحاضر في ندوةٍ أو لقاءٍ، لكن الشاعر أو القاص أو الروائي يشارك في هذا الأسبوع، وله كتاب مؤلف أيضاً يشارك به في ندوة أو معرض، ففعلاً تفعيل ذلك يؤدي إلى ظهور الاسم السعودي.
محمد الرّبيع: سأعلق فيما أعرف، طبعاً أُقيمت أيام ثقافية في سوريا والمغرب وفي القاهرة ألقيت محاضرات، وكان من ضمنها أيضاً إبداعات، فكانت هناك ندوة لعبدالله الناصر وبعض الشعراء وكانت مزيجاً من هذا وذاك.
كنا نتحدث قبل أيامٍ في موضوع معرض القاهرة للكتاب، وخشية من أن يضيع الوقت، أن يشارك النادي الأدبي بالرياض نيابة عن جميع الأندية وأن يشارك بمعرض وبنشاط أدبي منبري. فلعل ذلك يتحقق.
أعتقد أن لدينا أشياء كثيرة يمكن أن نقدمها في المنتديات العربية لكن الأمر يحتاج إلى تنظيم، وإلى تقنين بحيث لا يخضع إلى اجتهادات، والذين سيحضرون من المفترض أن تحدث نقاشات طويلة حول اختيارهم. وهذا حدث عن الاختيارات التي تمت حول المشاركين في معرض فرانكفورت للكتاب بألمانيا 2004م، وفي الوقت نفسه يجب أن يكون هناك تنويعٌ، ودقة في الاختيار، ولا شك أن لدينا كثيراً من التنوعات، والناس في حاجة لأن تتعرف علينا، لكن إذا قصرت في تقديم نفسك، فالحقيقة المشكلة فيك أنت. وشكراً.
عبدالحفيظ الشمري: شكراً لكم جميعاً على المشاركة في هذا اللقاء وتقبلوا خالص تحياتنا.
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
مراجعات
مكاشفة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved