الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 07th March,2005 العدد : 96

الأثنين 26 ,محرم 1426

في أمسية امتزجت فيها الابدعات
التشكيليون يحتفلون بالجنادرية«20» بطريقتهم الخاصة
* الثقافية محمد المنيف:
لم يكن هناك موعد مسبق ولم يكن هناك ايضاً سابق اعداد لما يمكن أن يتحدثون به ومع ذلك كان الحوار يدور حول فعاليات مهرجان الجنادرية العشرين. اللقاء تم في منزلي وكان ضيوفي كالعادة من مختلف مشارب الثقافة والإبداع حيث ازدانت تلك الليلة الجميلة بزخات المطر جعلتنا نتذوق طعم ورائحة الوطن. ضم الحضور كلاً من الفنان الدكتور محمد الرصيص والاستاذ يوسف المحيميد الروائي المعروف والمبدع في الصورة الفوتوغرافية والأستاذ الإذاعي والكاتب مبارك العصيمي والفنان على الرزيزاء والفنان الدكتور فواز ابو نيان والفنان عبد العزيز الرويضان والفنان عبد العزيز الناجم. أما ضيف الأمسية كما يحب أن يسميه الجميع في ذلك اللقاء فهو الفنان والكاتب التشكيلي عبد الرحمن السليمان، احد أعضاء وفد المنطقة الشرقية المشارك في الجنادرية والمشرف على بيت المنطقة إضافة إلى نخبة من الأحبة من أصحاب الميول ممن وجدوا في تلك الأمسية ما قربهم كثيرا من واقع الإبداعات.
كما قلنا لم يكن الحديث رسمياً او مخططاً له بقدر ما جاء عفوياً مع أن الفنانين التشكيليين الحضور ليسوا على حرص في الخوض بهموم هذا الفن نتيجة تكراره في كل لقاء يتم في منزل احدهم ضمن دورية مفتوحة تعتمد على الظروف، الا أن الحدث الثقافي في الجنادرية كان المهيمن على الساحة وعلى الجمهور بعمومه، ولهذا فمن الأولى أن يكون منطلق الحوار والنقاش خصوصا أن الأمسية أو اللقاء تم بعد الافتتاح بيوم وبعد إعلان انطلاق الفعاليات المختلقة ومنها الفنون التشكيلية, إضافة إلى الكثير من الأحاديث التي يجد فيه التشكيليون مهربا من قضاياهم التي أصبحت ثقيلة وضاقت فيها آفاق أحلامهم، ليجدوا في طرح الأسئلة على الأستاذ يوسف المحيميد مقارنيين فيها بين واقع الروائيين والرواية وبين ما يعيشه الفن التشكيليين واللوحة. أهم ما تطرق له في تلك الأمسية وضع واقع الفن التشكيلي في الجنادرية التقطنا منها ما يمكن نشره في الثقافية دون أن يشعر الزملاء بذلك الا أن ما احدثه التقاط الصور من تساؤل غير معلن اثار بعض الشكوك لمعرفتهم مسبقاً برأيي في عدم توثيق الزيارات الخاصة لمرسمي كما يفعلها البعض تجاه زوار مراسمهم وما تحدثه من إحراج ينتج عنه الكثير من المجاملات التي تحجب الرأي الحقيقي.
ورغم المحاولات في عدم الحديث عن الفن الا أن موضوع واقع الفن التشكيلي في الجنادرية اخذ الكثير من مساحة الحوار اذ تحدث كل زميل عن تجربته مع المعرض ومع اللجان التي تعاقبت على تنظيمه ومنهم الدكتور محمد الرصيص الذي قال عن تجربته الشخصية انه حاول على مدى ثلاث سنوات تقريب مفهوم ومعنى وجود الفن التشكيلي في الجنادرية مع تصور واضح المعالم للمستقبل في حال تسهيل السبل، والواقع أن تجربة الدكتور الفنان محمد الرصيص بشهادة الفنانين تعتبر من أهم وابرز الفترات حيث اشتملت على ندوات وورش عمل نفذت فيها الجداريات لأول مرة على مستوى المملكة وورش أطفال وغيرها من الاصدارات الأكثر بقاء في ذاكرة الفنانين والمثقفين. بعد ذلك تحدث بعض الحضور عن تدني المشاركات وأسباب ذلك التدني وصولا إلى المعرض الحالي والاعتماد الكلي فيه على نخبة من الشباب في ظل غياب غالبية الفنانين المعروفين والتساؤل عن عدم وجود أي مشاركة لفناني الرياض مع أن الحدث مقام بين ظهرانيهم، وكان تعليقي على هذا القصور آتٍ من بحث وتحر من قبل بعض المصادر حيث تبين أن المعنيين بالمعرض قد وجهوا الدعوات عبر القنوات الرسمية ومنها جمعية الثقافة والفنون والرئاسة العامة لرعية الشباب ومع ذلك لم تصل الدعوة إلى غالبية التشكيليين ومنهم الحضور وآخرين تحدثنا معهم مسبقا إضافة إلى الأعذار التي تناقلها البعض من أن بعض فناني الرياض لهم اشتراطات، مثال ذلك مطالبة احد الفنانين بتكريمه أسوة بالأدباء والشعراء تتويجا (كما يقول) لدوره الريادي في تنظيم وإعداد والمشاركة في المعارض مع أن غيره كثير ساهموا بأكثر من مساهمته.
ثم تحدث الزميل عبد الرحمن السليمان عن أهمية دعوة أسماء عربية كما حدث في دورات سابقة للمهرجان منهم الناقد والفنان عفيف بهنسي و الفنان فرغلي عبد الحفيظ... هذا الرأي والمطلب أثار بعض المداخلات اجمع المتحدثون فيها بان قضية الندوات التشكيلية من أهم وابرز ما يمكن أن يتوازى به الفن التشكيلي مع بقية الفعاليات لا أن يتوقف حضور الفن التشكيلي على المعرض فقط، كما أعاد البعض ما تم إقامته من ندوات العام الماضي مع التحفظ على مستواها ومدى تأثيرها أو مستوى حضورها نتيجة لعدم وجود أسماء ذات علاقة يمكن أن تلامس حاجات وقضايا هذا الفن وكان لي نصيب في حضور أحداها شارك فيه الفنان عبد الجبار اليحيا والدكتور سعد البازعي وأدارها الدكتور احمد عبد الكريم وكانت إدارته لها الأبرز إضافة إلى ما علق به الدكتور البازعي بقوله انه استجاب للدعوة تقديرا لهذا الفن وفنانيه مع انه لا يمتلك ما يمتلكه غيره من المتخصصين فيه، الحديث تواصل واتصل وحاولنا أن نتجاوز فيه تكرار ما سمعناه ونسمعه من قضايا لا تنتهي دون المساس بأي زميل أو جهة بقدر ما كان الحوار مشبعا بالتقدير والاحترام وإرجاع الفضل لأهله خصوصا ما قامت به الجهات المعنية مع شكر واحترام جهود مهرجان التراث والثقافة وما تحقق فيه من مبادرات تدفعنا لان نطمع في الكثير.
اما الشق الثاني من اللقاء فكان فيه فرصة الحضور ومحاولة معرفتهم الأجواء الأخرى لدى أشقاء الفن التشكيلي من الرحم الثقافي الكبير ومنها الرواية وواقعها خصوصا الرواية المحلية فأضفى وأضاف الأستاذ يوسف المحيميد الكثير من المعرفة والمعلومة مشيرا إلى ما تحقق للرواية المحلية من تواجد عربي كان مثار دهشة بعض التشكيليين الحضور كشفوا بها جهلهم بهذا الإبداع ليأتي بعده طرح التساؤلات (لماذا لا يلتقي أقطاب الإبداع، ولماذا يجهل بعض الروائيين أو الكتاب الكثير عن الفن التشكيلي أو العكس،) تحول الحديث بعد ذلك عن مستوى ثقافة المبدعين ودارت الاتهامات تنوعت فيها وجهات النظر مع أن الجميع يتفقون على أهمية ثقافة كل مبدع عن مجاله أولا وعن المجالات الأخرى وبذلك يستطيع أن يقدم الجديد ويساير العطاءات لتكتمل لحمة العمل الثقافي.
ما يمكن أن نعود اليه ما تطرق له الدكتور فواز ابو نيان بتفاؤله المعهود بان العلاقات بين التشكيليين قوية مقترحا أن يمتد هذا التواصل مع الفنانين الآخرين من المقيمين للاستفادة من تجاربهم الا أن ردود الفعل جاءت عكس ذلك أكد فيها الجميع وجود تفكك وتكتل بين افراد المجتمع التشكيلي وفي مختلف مناطقنا وهي ظاهرة غير صحية احدثت الكثير من التراجع والتباعد.
وقفات
* (الاستاذ الروائي يوسف المحيميد والاستاذ الكاتب والاذاعي مبارك العصيمي وبقية الحضور من غير التشكيليين كانوا مندهشين من واقع الفن التشكيلي وكان البعض منهم يرى هذا الفن وفنانيه في بروج عاجية ولديهم من التماسك والعلاقات القوية ما يجعلهم منافسين للفنون الأخرى).
* (اثبت الحضور أن الرواية والقصة القصيرة أكثر انتشارا وروادها ومحبيها أكثر عددا من جمهور اللوحة).
* البعض أشار إلى أن القصة أو الرواية لن تكتمل من دون غلاف يتضمن لوحة تشكيلية.
* مع أن في الحضور ابرز كتاب ومحرري الفنون التشكيلية إلا أنهم فضلوا عدم التطرق لهذا الجانب.
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
مراجعات
مكاشفة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved