وميض
هل أنصف نحاتو الدوادمي أستاذهم؟
عبد الرحمن السليمان
|
أصدر النحات عبدالعزيز الرويضان قبل أربعة أعوام تقريبا كتيبا عن (ابن مدينته) الفنان والنحات الراحل عبدالله العبداللطيف، هو الأول لفنان يرى أن من حق أستاذه عليه تقديره بعمل ما، خاصة بعد رحيله، اجتهد الرويضان في تقديم ما يعرِّف بالعبد اللطيف فحرص على أن يقدمه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز يرحمه الله، تضمن الكتيب تقديمات أخرى لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب، وصاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد نائب الرئيس العام، ووزير التربية والتعليم الدكتور محمد الرشيد، إضافة لأسماء أخرى لمعظمها علاقة مباشرة بالفنان.
هذه الخطوة الحسنة للاعتراف بفضل فنان تتأتى في ظل غياب إصدارات عن فنانيين راحلين فكم هي الإصدارات عن الفنان محمد السليم أو عن علي الغامدي أو غيرهما بقلم زملائهم الأقربين أو المهتمين؟ لا شيء! ندرك مقدار ما يتطلبه أي إصدار من جهد ومشقة ومن مصروفات مالية أتمنى أن تجد حلا من خلال المؤسسات الحكومية ذات العلاقة أو من رجال الأعمال لكن لا مجيب، لتبقى المجهودات شخصية وبمبادرات فردية يتبنى الفنان فيها كل شيء.
أقدم الفنان عبدالعظيم الضامن على إصدار مجموعة كتيبات هي بمثابة محاولات أولية لتقديم فنانين تشكيليين سعوديين (علي الصفار وعلي حسن هويدي وفيصل المشاري، وأخيرا إبراهيم النغيثر) هي إصدارات أعتقد أن الضامن تكفل بها في كل شيء.
الكتيب الذي أصدره الرويضان عن الفنان العبداللطيف كان بمثابة تقدير ووفاء إلى أستاذه الذي علمه كما قال في المرحلة الابتدائية وزامله في مهنة التعليم فيما بعد.. الرويضان في اختياره لمن كتب عن العبداللطيف من خارج التقديمات اختار زملاء أو معارف أو أقارب للفنان واكتفى بالفنانين محمد المنيف وصالح النقيدان وعبدالله نواوي للكتابة عنه وقد سجل الثلاثة انطباعات عامة بناء على معرفة وزمالة تعلم ودراسة ومع أهمية ما كتبوه إلا أنه غاب مع ذلك الفنانون الأقرب للعبداللطيف والذين تعلموا على يديه النحت أو تلقوا بعض توجيهاته. ربما يكون فنانو الدوادمي الذين عرفوا الفنان هم الأقرب وأذكر منهم علي الطخيس ومحمد العبدالكريم وسعود العثمان وغيرهم. هناك جوانب كنا نود التعرف عليها عن هذا الفنان ممن عاصره وتعامل معه مباشرة.
في فترة إعدادي مادة كتاب (مسيرة الفن التشكيلي السعودي) كنت حريصا على الحصول على معلومات عن الفنان العبداللطيف وحينها لم يكن قد صدر كتيب الرويضان كما أن من حاولت التعرف منهم على شيء عن الفنان كانوا يتجاوبون بحذر. أعتقد أن الرويضان بذل جهدا كبيرا وقد اعتمد على من وجد لديهم التجاوب لمشروع مهم وفنان أهم.
زرت والفنان عبدالعزيز الرويضان منزل الأستاذ عبدالرحمن بن صالح العبداللطيف وهو أحد أقرباء الفنان واطلعت على مجموعة من أعمال الفنان التي يحتفظ بها بكل اعتزاز حتى أنه من حرصه على أحد هذه الأعمال وهو من الرخام الأسود طلب من أحد المشتغلين في هذا المجال استنساخه لكن النتيجة مع دقتها لم تحمل الروح الخاصة لهذا الفنان.
لقد ضمن الرويضان كتيبه صورا من منحوتات العبداللطيف وركز على المجسمات التي كان على ما يبدو لي بمقدوره تصويرها، لقد كانت محاولة أتمنى أن تجد من يواصلها ويطورها سواء من الفنانين القادرين أو من المقتدرين على تبني الإنفاق على مثل هذا المشروع، فهنا في وطننا العديد من الفنانين الذين لم ينصفهم لا الإعلام ولا زملاؤهم. لقد ترك الفنان العبداللطيف أثرا واضحا في أعمال بعض النحاتين الشباب من أبناء الدوادمي على الخصوص ومع محاولات البعض منهم تجاوز ذلك التأثير إلا أن ذلك لا يمنع من الاعتراف بأثره في حياتنا الفنية وأهميته في مسيرة الفن التشكيلي السعودي المعاصر.
aalsoliman@hotmail.com
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
