الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 07th March,2005 العدد : 96

الأثنين 26 ,محرم 1426

تكوين
جبير المليحان.. وآخرون..
محمد الدبيسي
يقول الرواي: (في بداية السبعينيات
من القرن الهجري الماضي اجتمع خمسة
شبان في مطعم شعبي في مدينة الرياض وكانوا..
من أوائل الموهوبين في كتابة القصة
في السعودية.. وكانوا يتعاطون الشاي
والآراء والأحلام.. كانوا يتوقون إلى
تكوين جماعة أدبية.. لكتاب القصة..
تلم شتاتهم.. وينظمون عبرها إنتاجهم؟..!)..
** كانت النفوس والأعمار بكرا.. والأرواح
طازجة.. وخلواً.. إلا من وقدة الكتابة.. ويفاعة الأحلام..
وجمر الحكايات..!
أما من هم..؟.. فكانوا: عبدالعزيز مشري
يرحمه الله وجار الله الحميد، وإياد بن أمين مدني..
وحسين علي حسين، وجبير المليحان..
تفرق الجمع.. وتباعد الأصحاب..؟!
وتقادم العمر.. وكثرت الهموم والالتزامات وتمايزت التطلعات..!
** كان المليحان حينها.. طالبا في كلية المعلمين
في الرياض.. وكان متخما بمناخات
قرية شمالية سافر بها من شمال
الوطن.. إلى الرياض.. ومنذ تلك
الأزمنة.. كان يكتب.. وظل يكتب..
ويحرر العوالم المنسية من هامش
الحياة.. ومتنها المهمل..؛ حيواتٍ للكتابة..
وآماداً للقصص.. بدا جسوراً في اكتناف مقومات
الكتابة السردية.. اعتبرها عالمه ووجوده.. وظل يكتب..!
وعندما بلغ أشده.. وبلغ الأربعين..
استوت رؤيته فعلا.. لا تنقصه
إلا شجاعة البدء والاقتراف..
وموازاة الوعي باختيار الكيفية والأداة..!!
تبدى حلمه القديم.. أو (حلمهم)
بجماعة أدبية لكتاب القصة.. حروناً.. وملحاً.. يقتنص
منجزات عصر المعلومة.. وتقنية الاتصال..
فضاء (النت) مسار لم تفتك به
معوقات البيروقراطية الإدارية..
ولا احتياطات الغيورين والأوصياء والحرس القديم..!!
** واكب (المليحان) بلا إذن أو تصريح..
عصر الانفتاح المعلوماتي.. بعمل ثقافي..
اختمرت فكرته في ذهنه عبر سنين..!
(موقع القصة العربية..) بدأ بمفردات
الحلم الأول..! وهمة المتابعة المتواصلة
والدأب الدائم.. والوعي الثقافي المستنير..
ليتحول إلى مشهد ومباءة ثقافية
تجاوزت نصوص المشاركين فيها
ستة آلاف نص قصصي.. واستوعب (250) قاصا وناقدا.
و(4500) مداخلة ورأي.. وسؤال..
وأكثر من مليون ونصف مليون زائر..!
وشعار حرره المليحان:
(نحن نشرع الأبواب للتشارك والتحاور)..
** (جبير) التواق إلى قيمة حقيقية
وصادقة للتواصل بين المبدعين..
وصيانة الفن.. والارتقاء بالذائقة..
واحتواء الخارجين عن وصايا المحررين وحماهم..
واشتراطات الذوائق (الخاصة)..!!؟
أرسى معنى للمشاركة الأصلية والإضافة المجدية..
في استمرارية تؤكد الوعي السديد
والمهارة الفنية.. في جهد يستوعب
إيقاع العصر.. ويتواءم مع تطلعات
المبدعين.. في مشهد يجسد إنسانية
التلاقي الثقافي بينهم..! في بعدية المثالي والموضوعي في آن..!
** وفي غير موقع من الوطن.. راح القاص
يبحث عن موضع لخطاه.. يدوزن
إيقاعها بخفق الحكايا.. وأنسها.. وألفه أناشيدها الغاربة..
توزعته الأمكنة.. وتعددها..! والوظائف وتقلباتها..
لا يلوي.. على غير أحلام قديمة
تناولها ذات مساء قديم مع
الأصحاب ومع الشاي ونكهة الأحلام
مع ثلة من الأصحاب..
في مطعم شعبي في مدينة الرياض..!!
** قضى المشري.. بعد أن كتب وأبدع
وأنجز.. وتوارى جار الله الحميد..
بين علة الجسد.. وسعير الكتابة وانطفاءات الأحلام..
وصار حسين علي حسين كاتب مقالة صحفية..
بعد أن أصدر غير مجموعة قصصية..
وصار إياد وزيرا للثقافة والإعلام..
** وإياد.. وبالمناسبة ولمفارقتها ولدهشة تداعياتها..!
كان طفلا قبل خمسة وخمسين عاما وكان ابنا لمؤرخ وأديب وصحفي مدني بارع..!
ونشأ في إحدى حارات المدينة المنورة.
كان الطفل يصعد فوق سطح منزلهم ليرطب جوارحه بصوت
المؤذن يصّاعد من مكبرية الحرم
النبوي الشريف.. فيتردد صداه
في الآفاق.. يشده الإيقاع لمعنى اليقين..!
** مشهد كأنه الحياة.. أو كأنه قصة
بعناصرها وحيوية واقعيتها..!!
جبير ورفاقه.. ربما نسوا فضاء
تلك الليلة التي جمعتهم في مطعم
شعبي في مدينة الرياض..! ليلة قضت.. وزمن تولى..
وحبري.. يتوجه شطر (إياد).. فأحلام المثقفين وتطلعاتهم..
ربما تستيقظ.. بعد أن صار وزيرا للثقافة..
وبعد أن تقادمت مكابرات المثقفين..!
وكانت تطاول باتجاه التحقق..
عبر لجان لم تفلح في بعثها من مراقد التبدد ورميم الإخفاقات..!؟
ولكن (التكوين) هنا (لجبير المليحان..)
السامق بأريحية لا تحد من شأوها الإحباطات..
والإخفاقات..! بعد أن حرر للفن.. فضاءً
يجاوز كل الإقليميات والحدود والرقابات والصدامات..؟
إلى استحقاق المكان والمكانة..
مقومات الفن الخلاق والرؤى المبدعة..
ولمعالي صاحبه القديم.. الذي
جمعه به مطعم شعبي في مدينة الرياض.. نلفت نظر معاليه..
إلى أن الصاحب والصديق جبير المليحان.. سيكرم من قبل
وزارة الثقافة اليمنية..
للاطلاع.. والله يحفظكم ويرعاكم..


md1413@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
مراجعات
مكاشفة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved