الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 7th June,2004 العدد : 62

الأثنين 19 ,ربيع الثاني 1425

الخويطر يواصلُ العطاء .. والنُّعمي يبثّه الوفاء
فارسُ الحَرفِ
علي أحمد علي النعمي
جازان حرجة ضمد
أهداني صاحب المعالي الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الخويطر وزير الدولة عضو مجلس الوزراء من مؤلفاته كتابين قيمين هما (من حطب الليل) و(دمعة حرى).
ولم أجد ما أكافئ به معاليه على هديته الغالية والثمينة سوى هذه الأبيات المتواضعة تحت عنوان:
من (حطب الليل) بيان أصيل
من رائدٍ، فذ، مُربّ جليل
من (حطب الليل) به حاطب
جاء.. بسمطٍ بالَّلآي حفيل
بالمنتقى الوهَّاج من فِكرهِ
طيَّب ممسانا، وأثرى المقيل
مِن هدهدات الفجر أطيافهُ
وسحرهُ من وشوشات الأصيل
في حُلَّةٍ تزهو بحسن الرُّوا
بل يشمخُ الجرس بسبك جزيل
تعددت فيه الرُّؤى، وارتقى
عن (حطب الليل) الهزيل الهزِيل
أو (دلو ماءٍ) هزَّها مَاتِحٌ
لِرَيِّ زَهرِ الأُمنياتِ الخَضِيل
ما شَرشَرت في مُهجة بالذي
تحويه إلا صار كالسلسبيل
له شذاً ينفذُ أنَّى سَرَى
في كل عقل كشذا الزَّنجبيل
فجُد من النبع علينا، ولا
تبخل فما أنت وَرَبِّي البخيل
من دَلوِ ماءٍ لم تكن كالدِّلا
والماءُ ماءٌ جاء من غير نِيل
***
أو (دمعة حرَّى) وإن نكِّرت
قد أصبحت معروفةً بالدَّليل
لأنها سحَّت على نُخبةٍ
كان لها في الفكرِ باعٌ طويل
أو مقعدٌ فوق السُّهى باذِخُ
يُبصرُهُ الرَّاني على ألفِ ميل
أو رَاعَهَا فقد امرئ ماجدٍ
أضاءَ بالحكمةِ جونَ السبيل
أو أنها الحرَّى على عالمٍ
ذي بسطةٍ في علمِهِ، أو زَميل
وليسَ حرُّ الدَّمع يمحُو الأسى
ولا البُكا الحارقُ يشفي الغليل
لكنَّها الدَّنيا.. وموتى الوَرَى
والصَّبرُ عِندَ الخَطبِ يُنسي العَويل
***
يا فارسَ الحرفِ الذي ما التوى
ولا تصبَّاهُ الغُثا للرَّحيل
وما ارتمى في وَحل غَمزٍ، ولا
لمزٍ.. ولا كان الكئيبَ العَلِيل
ولا سبتهُ ذات خِصر، ولا
ذاتُ لمى، أو ذات خدّ أسيل
ولم يُثرثر في هَوَى زينبٍ
زيفاً.. ولا غنَّى لطرفٍ كحِيل
ولم يُوظِّفهُ لِما يُستحى
منهُ.. ولا انساقِ لنشر الغسيل
بل ظلَّ في إبداعه شامخاً
بين أولي الرأي شُمُوخ النَّخيل
***
علَّمتنا بالحَرفِ معنى الوَفا
والصِّدق، والإخلاص يا ليثَ غِيل
وسيئ الأخلاقِ حَذَّرتنا
منهُ، ومن كلِّ سلوكٍ رذيل
وسوف يبقى، سوف يبقى الذي
أبدعتَ من فِكر لجيل، وجيل
يهدي الخُطى، يُعلي صُروحَ البنا
ويُخمدُ استشراءَ قالٍ، وقيل
وَيَرفَعُ الأخلاقَ في عالمٍ
مُستوحش.. فيه العزيزُ الذليل
من جُرفٍ هارٍ إلى آخرٍ
يمضي، ويهوي في ضياعٍ وبيل
إلا قليلاً أشغلُوا وقتهُم
بالطيِّبِ الأنقى، وَنِعمَ القليل
يا فارس الحرفِ لقد هِمتَ بي
في خَير روضٍ عَابِقٍ بالخمِيل
أقطفُ من أزهارهِ تارَةً
وتارَةً أهنا بظلّ ظليلِ
وتارةً أصغِي إلى صَادحٍ
يُساجلُ الوَرقا بأشجى الهدِيل
فيارَعَاكَ اللهُ من جَهبَذٍ
ظلَّ بتقديمِ الجميلِ الكفيل
ولم تزل تُعطي، وتُعطي، وما
زِلتَ الحكِيمَ النَّدب حَادي الرَّعيل
ولا نُزكيكَ.. ولكننا
نَفِي بحقّ لأريبٍ نَبيل
قدَّم جَهداً رائعاً مُمتِعاً
ما كَدَّرَ الفُصحى برأيٍ ضئيل
الشَّيبُ ما زَادكَ إلا بَهاً
والعُمرُ إلاَّ كُلُّ عِبءٍ ثقِيل
والجوهرُ الخالِصُ فوقَ الصَّدَا
والسَّابحُ الحُرُّ يبزُّ الدَّخيل
والدُّرُّ مِن بَحرِكَ غيرُ الذي
قد يَحسبُ الغوَّاصُ في الأرخَبِيل
***
إن أنكَرَ الخَلاَّنُ خِلاَّنَهم
تَظَلُّ في الخِلاَّنِ أوفى خَلِيل
أو مَالَ عن نهجٍ سويّ هوى
ذُو منصِبٍ.. كُنتَ الذي لا يَميل
أو استطَالَ المُمتلِي بالذي
نَالَ غُروراً.. لَستَ بالمُستطِيل
أو ضخَّم المَنصِبُ غِرّاً.. فَقَد
كانَ بِكَ الضَّخمَ، وَأنتَ النَّحيل
***
لو لم تكُن أهلاً، وكُفؤاً لِمَا
تُشغِلُهُ الآن.. لجاءَ البديل
وَعِشتَ كالمنسِيِّ في عُزلةٍ
يكادُ لا يحظى بردِّ الجَميل
فاسلَم، وَعِش يا أخلصَ الأوفيا
وَحَسبُنا اللهُ ونِعمَ الوكِيل
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
قضايا
تشكيل
مسرح
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved