الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 7th June,2004 العدد : 62

الأثنين 19 ,ربيع الثاني 1425

المرأة
ومأزق الحوار..!!
حليمة مظفر*
إن الحوار الوطني في المرحلة الثالثة يتناول اشكالية مرهقة بل يمكن القول انه مأزق يكمن في قضية وشيكة على الانفجار تتمثل في قضية المرأة، والمحرج في الأمر ليس ان المرأة هي قضية الحوار الأساسية في مجلس المتحاورين بمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني بجوار التعليم، وإنما وصول قضيتها لطاولة الحوار في حد ذاته تعد مأزقاً يشعرني بالغضب حيناً وبالأريحية أحياناً، والسبب لذلك ان الإسلام كرم هذا الكائن اللطيف وأعطاه حقوقه كاملة سواء على الصعيد الخاص أو على حدود مسؤوليتها في تكوين تنمية اجتماعية فكرية قويمة للأمة، والتاريخ الإسلامي يثبت مشاركتها الفعلية لبناء الحضارة الاجتماعية الإسلامية، وكان بودي أن أسمع في الحوار الوطني ما يسمى بقضية الرجل بجوار قضية المرأة كي يطفئ بعض الغيظ، إذ أن وصول المرأة كإشكالية يجب حلها يعني انها قد أجهضت في مجتمعها، وتبحث عمن يعيد لها بعض الحياة، والحقيقة الغائبة عن البعض الكثير هي ان الرجل والمرأة منبعان يصبان في المجتمع، فهل يمكن للرجل أن ينشئ أسرة دون امرأة تشاركه القرار والكفاح الحياتي؟ بالطبع لا والأسرة هي نواة لمجتمع كبير يتعايشان به.
المحير في الأمر انه من المفترض ان لا يكون هناك على طاولة المناقشين قضية تسمى امرأة، ولنسأل أنفسنا إذاً هل وصل بالمرأة السعودية بشكل خاص وهي مسلمة ان تكون قضية يتم طرحها لحل مشاكلها؟ ثم ما هي مشاكلها التي تعاني منها المرأة السعودية على أرض الوطن؟ وما نتائجها سلباً على نفسيتها وعلى أبنائها كونها المربي الأول في حياتهم؟ وقبل كل ذلك من هو سبب معاناتهم التي سببت وجودها كقضية على طاولة المتحاورين لتكون مأزقاً قبل أن تكون قضية مفردة دون رجلها؟!!
إن مسؤولية الحوار الوطني هائلة ولا حدود لها، لأنها تتحدث عن جوانب عدة تتمثلها المرأة، ومن خلال عملي الأكاديمي والصحفي شاهدت تجارب مرة وسمعت غيرها أكثر من مرارة، فأي امرأة سيتم مناقشة قضاياها؟ ولاحظ اقول قضايا وليست قضيتها، هل المرأة المطلقة أم المرأة الأرملة أم اليتيمة أم العاجزة أم المريضة أم المتعلمة والموظفة وسيدة الأعمال والإعلامية وطالبة المدرسة والمسؤولة والفراشة وغيرهن كثيرات، فلكل شريحة نسائية قضاياها التي تحتاج إلى حلها، وان قلنا المرأة السعودية بشكل عام فإن حقوقها المسلوبة من أجل ان تستحقها دون مصادرة، على المتحاورين محاكمة الذين ساهموا في سلب المرأة إرادتها قبل حقوقها.
حقيقة لم أتمنى أن يصل بالمرأة السعودية لأن تكون قضية ينبغي حل مشاكلها على طاولة الحوار الوطني، لأن الإسلام اعطاها ولم يبخل عليها، وما نحن بحاجة إليه حقاً اعطاءها هذه الحقوق التي سلبتها منها العادات والتقاليد والتي جعلتها تقف في آخر الطابور تنتظر شفقة الرجل، وجعلتها أيضاً مأزقاً يقف أمامه الحوار الوطني معترفاً بحقوقها المسلوبة وبأنها أصبحت قضية ينبغي نقاشها.
فإن كنا على استعداد لحل مشاكلها ومناقشتها على طاولة الحوار الوطني فهل المجتمع والمسؤولون على استعداد لادخالها مجلس الشورى وممارسة حقها الإسلامي في ذلك، وهل هو على استعداد لمحاكمة العادات والتقاليد ومحاولة ابادتها وحرقها لانصاف المرأة، وهل نحن على استعداد لأن تكون المرأة مسؤولة إدارية وتنفيذية لا ان تكون تنفيذية فقط وهل وهل وهل؟
علينا التفكير حقيقة بهذا المأزق قبل أن يخرج عن قدرتنا في السيطرة عليه، هذا ما ينبغي حقاً مناقشته بجدية ووعي فكري عصري متحضر.


* كاتبة وصحفية بجريدة الشرق الأوسط
hlema@aawsat.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
قضايا
تشكيل
مسرح
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved