الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 7th July,2003 العدد : 19

الأثنين 7 ,جمادى الاولى 1424

منال الحربي أول سعودية تحصل على ماجستير في النحت تؤكد:
الخط العربي اكتسب مكانة رفيعة في الإسلام لتدوين القرآن الكريم والسنة النبوية

* الرياض حازم الشرقاوي:
أوصت أول رسالة ماجستير في فن النحت في السعودية بضرورة تدريس القيم الجمالية التشكيلية في الخط العربي في الكليات العملية والنظرية كمادة الفن الإسلامي والخط العربي والتصميم والتشكيل المجسم لفتح مجال الابتكار عند الطلاب مع تطبيق مجال هذه الدراسة كمدخل لتدريس مادة التشكيل المجسم لطلاب الفرقة الأولى بالكلية، وذلك لاستثمار العلاقة بين القيم الجمالية في الخط العربي والقيم الجمالية في العمل النحتي في إنتاج مجسمات نحتية تحمل طابع الأصالة والمعاصرة، كما طالبت الباحثة السعودية منال بنت مرشد الحربي أول سعودية تحصل على رسالة ماجستير في فن النحت بعنوان الخط العربي كمصدر لأشكال نحتية مجسمة معاصرة كلية التربية للاقتصاد المنزلي والتربية الفنية بالرياض بضرورة الاستعانة بالوسائل التعليمية التي تساعد الطلاب على استيعاب أنواع الخط العربي ومقوماته الجمالية لاستفهامها في تعبيراتهم الفنية مثل آلة عرض الشرائح الشفافة وصور لأنواع الخطوط العربية وربط الحاضر بالماضي والاستفادة من التراث الفني الإسلامي في تنفيذ أعمال فنية معاصرة وتحقيق الأصالة والمعاصرة في العمل النحتي بالإضافة على اعتماد النحت كتخصص أسوة بباقي التخصصات المدرجة باللائحة وفتح مجال الابتكار والتجريب لدى الطالبات في استخدام الخامات.
وكشفت الباحثة السعودية منال الحربي من خلال دراستها للخط العربي وأشكاله المتعددة ومقوماته التشكيلية عن ترابط كبير مع القيم والعناصر الفنية مما يوفر مجالا خصباً للاستخدامات الفنية في مجال التربية الفنية عموماً وفي مجال النحت بشكل خاص لإنتاج أعمال نحتية جمالية تعبر عن بيئتنا الإسلامية. ان النحت الحديث بمفهومه المعاصر لايتعارض مع نظرة الإسلام للمجسمات بالإضافة إلى ان المفاهيم الفنية بشكل عام في حالة تغير وتطور مستمرين بحسب تغير الظروف البيئية (الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية).
وجاء في مقدمة رسالة الباحثة منال الحربي ان الخط العربي اكتسب مكانة رفيعة في الإسلام لكونه الوسيلة الوحيدة لتدوين القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، ونتيجة لذلك أصبح الخط العربي محل اهتمام الخطاطين والنساخين المسلمين فأبدعوا فيه وأظهروه في أجمل صورة فتعددت الخطوط العربية وظهر منها: الخط الكوفي والرقعة والنسخ والديواني والثلث والفارسي.. وكان لكل خط منها طابع خاص به ووظيفة يؤديها، كما استشعر الفنان المسلم جمال الخط العربي وما يتميز به من ليونة وطواعية جعله عنصراً زخرفياً حقق رغباته وأهدافه الفنية، حيث أدخله كبديل عن الصور التي نهى عنها الدين الإسلامي في العمارة ومختلف المنتجات التطبيقية سواء بالرسم أو النحت بارزاً كان أو غائراً.
وفي نبذة تاريخية عن فن النحت أكدت الباحثة منال بنت مرشد الحربي ان هذا الفن قد ظهر من وجود الإنسان فحقق رغباته واحتياجاته، وقبل نزول الأديان السماوية سيطرت المعتقدات والأساطير على موضوعات النحت كما يتضح لنا من خلال عقيدة البعث التي آمن بها المصري القديم والتي انعكست على الأعمال النحتية في تلك الفترة. وعندما جاءت المسيحية كان النحت في بداياته خالياً من التماثيل المجسمة، حيث ساد الاعتقاد بأن الصور والتماثيل تبعد الإنسان عن عبادة الله، واستمر بذلك حتى ظهرت صور المسيح وأمه في الكنائس، فجسدت بذلك المسيحية العقيدة الدينية. ومع ظهور الإسلام كافح النبي عليه الصلاة والسلام مظاهر الوثنية المنتشرة في تلك الفترة والتي تتجلى في نحت التماثيل فبعد الفنان المسلم عن تصوير وتجسيم الإنسان وكل ما فيه روح خوفا من مضاهاة الخالق عز وجل، واتجه إلى العناصر النباتية والهندسية والكتابية في زخرفة منتجاته، ونتيجة لذلك قلت التماثيل المجسمة وأصبحت الزخارف المنحوتة البارزة والغائرة جزءاً لا يتجزأ من العمارة والمنتجات التطبيقية. ثم ظهرت المدارس الحديثة في النحت اختلف النحت عن مفهومه القديم نتيجة لعدد من العوامل وأصبح باختصار علاقات بين الكتل والفراغات وكان للبيئة التي ينشأ فيه الفرد اثر كبير على تنمية الحس الجمالي لديه، مع اختلاف درجة هذا الأثر إلى مدى التفاعل الذي يتم بين الفرد وبيئته بكل ما تحتويه من مؤثرات دينية أو تاريخية أو طبيعية.. ولذا فإن استخدام الخط العربي كقطع نحتية في بيئة إسلامية يوجد ألفة بين الناس والعمل الفني، ونرى ذلك بوضوح عندما عبر الفنان المسلم عن إحساسه وإدراكه للعلاقات الجمالية في الخط العربي بما قام به من تحوير وتجريد في استخدامه للخطوط الكوفية والثلثية وغيرها من الخطوط العربية إلا أننا نلاحظ استخدامه للخط العربي على شكل نحت بارز وغائر، وندرة تناوله في أعمال التشكيل المجسم الثلاثي الأبعاد في العصور الإسلامية فيما تضم المدارس والاتجاهات الفنية الحديثة للنحت مايلي: التعبيرية، التكعيبية، المستقبلية، البنائية، الباوهاوس، الدادية، السريالية، التجريدية، التجريدية الحركية.
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
تشكيل
المنتدى
كتب
وراقيات
ذاكرة
مداخلات
المحررون
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved