الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 7th July,2003 العدد : 19

الأثنين 7 ,جمادى الاولى 1424

الماجد ورحلة "المريخ"

عندما يكون الحديث عن صديق عزيز وعندما يكون هذا الصديق أبا عادل عبدالله بن علي الماجد الأديب والناقد والكاتب وصاحب دار المريخ للنشر والتوزيع.. وعندما يكون عمر هذه الصداقة ثلاثة عقود من الزمن وتحتل هذه الصداقة والصحبة مساحة من الاقامة والسفر والتواصل الأدبي عندها يكون للحديث طعم خاص ونكهة خاصة..وسأكتفي بحديثي هذا ببعض الذكريات معه في أول سفر له الى القاهرة.
لقد كنا مجموعة من الموجوعين بالحرف نلتقي كل مساء في جريدة الرياض او مجلة اليمامة.. وفي أحيان كثيرة أذهب وابو عادل الى مؤسسة اليمامة سوياً ونعود سويا.. كما نلتقي كل جمعة بعد صلاة الجمعة في منزل ابي عادل مع بعض الاصدقاء والحديث في كل هذه اللقاءات حديث الشعر والقصة ومختلف فنون الأدب وهمومه وكأننا لا نعرف في هذه الدنيا شيئاً غير هذا.. ومن خلال هذه الصحبة وهذه اللقاءات تبلور سفرنا للقاهرة فشددنا الرجال الى هناك عام 1391هـ.
في القاهرة كان الهم الأول زيارة المكتبات.. ففي الصباح نذهب للمكتبات وخاصة "مدبولي" و"سور الأزبكية" حتى الواحدة ظهراً حيث تنتهي رحلة الكتب والبحث الصباحية.. أما في المساء فقد يكون للكتب نصيب منه ومن ثم الركون الى أحد المقاهي على النيل نأنس بما في أيدينا من الكتب والمجلات وكان من أولويات زيارة القاهرة اللقاء برموز الأدب والفكر في مصر الذين مع الأسف يقضي عدد كبير منهم الصيف خارج القاهرة ومع هذا تحققت لنا زيارة الشيخ عبدالباسط عبدالصمد ونجيب محفوظ وصلاح عبدالصبور، وأمل دنقل وحسن توفيق وإبراهيم ابو سنه ومهران السيد وغيرهم وقد سهل لنا المهمة الصديق شاكر عبدالعزيز المحرر حالياً بجريدة البلاد والذي كان وقتها محرراً في جريدة الجمهورية وأخبار اليوم، وقد أجرينا لقاءات مع كثيرين ممن التقينا بهم ونشرت اللقاءات في جريدة الرياض ومجلة اليمامة.
كما زرنا بعض المتاحف والآثار والأماكن السياحية القريبة من القاهرة لقد تكررت لقاءاتنا ببعض الشعراء والأدباء في نادي القصة والنادي الأدبي، وفي سكننا الذي يضيق بالزائرين، حيث افترشت الكتب التي اشتريناها أرض الشقة وعلى المقاعد حتى أصبحت كأنها مستودع للكتب.
ابو عادل لا يعدل بالكتاب شيئاً أبداً والساعة التي يلتقي فيها بأديب أو مثقف هي أغلى الأوقات عنده.
لقد مر الوقت سريعاً دون ان نشعر وجدنا خلاله أننا أثقلنا كاهلنا بحمل يفوق الوزن المسموح به للمسافر بالطائرة وان الوقت ايضا ضاق عن زيارة بعض الأطباء لاجراء بعض الفحوص حتى ان طبيب العيون الذي عرضت عليه عيوني قال يلزمك الاقامة شهرا لزراعة قرنية للعين وما بقي من الوقت لا يسمح بذلك. لقد كنا نريدها رحلة راحة ولكنها صارت رحلة عمل.
لقد وجدت في الأستاذ عبدالله الماجد الإنسان الذي لا يعدل بالكتاب شيئاً ويحب مساعدة الآخرين ممن أدركتهم حرفة الأدب وكانت ظروفهم صعبة وقد فعل ذلك.
ومن خلال زيارة القاهرة تبلورت لديه فكرة انشاء دار نشر، حيث باشر السعي الى ذلك حال عودتنا للرياض بقيام دار المريخ للنشر والتوزيع واستقال من عمله الحكومي في وزارة المعارف.
لقد شجعني على عرض قصائدي على الشاعر الكبير صلاح عبدالصبور الذي شجعني كثيراً على طباعتها في ديوان.
وفي الرياض قال الصديق ابو عادل: إن أول عمل سأطبعه في دار دار المريخ "حمار حمزة شحاتة" وديوانك "عندما يسقط العراف" وقصة "الخبز والصمت" للصديق الأستاذ محمد علوان "ابو غسان".. وقد داعب أحد الأصدقاء ابا عادل بموضوع عنوانه "عبدالله الماجد يصل الى المريخ على حمار حمزة شحاتة".
لقد كانت رحلة العودة الى الرياض شاقة فصناديق الكرتون التي احتضنت كتبنا سببت لنا حرجاً شديداً في مطار القاهرة فالوزن أكثر بكثير من المسموح به للفرد واحتمال ان تفي النقود التي بقيت معنا بقيمة الشحن أمر مشكوك فيه.. فتشنا في جيوبنا وفي حقائبنا حتى جمعنا مبلغاً من المال لا يغطي الأجرة كاملة.. ولكن أحد مسؤولي الخطوط السعودية لما رأى كل هذه المعاناة والحرج الذي وصلنا إليه تعاطف معنا وتجاوز عن بضعة كيلوات وتمت الرحلة بسلام إلا أننا فوجئنا في مطار الرياض ان بعض كراتين الكتب قد تلطخت بالعسل الذي كان لاحد الركاب ففزعنا الى الكتب نتفحصها فإذا هي سليمة تقريباً.
إنها رحلة ممتعة متعبة ويكفي أن يكون من نتائجها شموخ دار المريخ كرافد مهم من روافد العلم والثقافة في بلادنا والتي لها الآن فروع في الرياض وفي القاهرة وجدة وعمرها يقارب الثلاثين عاماً او يزيد.
إن الأستاذ عبدالله الماجد عصامي وصل الى أهدافه بجده واجتهاده وطموحه وحبه لعمله وللأدب والثقافة فهو يستحق التكريم والاشادة.
وهذا أقل ما يمكن أن تقدمه له الصحافة التي نشأ وترعرع بين أحضانها وقدم خلال عمله في الرياض ملحقاً أدبياً رائداً ومتميزاً استقطب كثيرين من رموز الأدب في بلادنا والمقيمين فيها من اساتذة ودكاترة فيهم شعراء وقصاصون ونقاد يعمل معظمهم في جامعة الملك سعود وجامعة الإمام كما احتضن كثيرين من الشباب وصقل مواهبهم والذين الآن يتصدرون الريادة في القصة والشعر والنقد.
تحية تقدير ومحبة وإكبار لابي عادل متمنياً له التوفيق في طريق الحرف والنشر وألا يبعده عمله عن الكتابة لعشاق الكلمة ومحبيها والشكر موصول ل"الجزيرة" الثقافية للأستاذ خالد المالك الذي فجر طاقات "الجزيرة" ومحرريها وكتابها حتى وصلت اصداراتها الى اربعة ملاحق اسبوعية غير ما تحفل به "الجزيرة" من صفوة الكتاب والمفكرين والاشادة بجهد الأستاذ إبراهيم التركي وزملائه الذين يقدمون هذا العمل الثقافي الإبداعي بحب واخلاص وقلوب مفتوحة لكل الابداعات بعيداً عن الشللية التي قتلت طموح كثير من المبدعين الشباب.
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
تشكيل
المنتدى
كتب
وراقيات
ذاكرة
مداخلات
المحررون
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved