الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 7th July,2003 العدد : 19

الأثنين 7 ,جمادى الاولى 1424

تحية للأديب الماجد في الذكرى الثلاثين من عمر "دار المريخ"!!
محمد بن عبدالله السيف

مضى علي وقت لم أتشرف فيه بمعرفة الاستاذ الأديب عبدالله الماجد، والجلوس إليه، وكنت قد حرصت على لقائه ومعرفته، منذ أن قرأت قبل سنوات في "تاريخ" شيخي أبي عبدالرحمن بن عقيل الظاهري، وهو يعدد بعض الأدباء السعوديين، الذين رضي عن ظاهريتهم! وكان في مقدمتهم الأديب عبدالله الماجد، وبعد ان ترجم كتاب "الاخوان السعوديون" لجون حبيب، بإشراف الأديب الماجد، زاد حرصي على لقائه، ولكني على الرغم من ذلك ما استطعت!.
في نيسان الماضي، كنت في رحلة علمية تستهدف كتابة وتوثيق سيرة الشيخ عبدالله الطريقي، فمن آل جنبلاط أصهار الشيخ الطريقي في بيروت، إلى القاهرة لمحاورة ومناقشة عدد من أصدقاء الطريقي وزملائه، الشاهدين على سيرته ومسيرته مما فيها من أعمال وإنجازات، وفي مسائي الأول في القاهرة، لم يكن يخطر لي ببال أن التقي الاستاذ الأديب عبدالله الماجد! حيث جاء لقاؤنا دونما موعد، وما أطيب اللُقيا بلا ميعاد!!.
في ليال القاهرة، المشغولة بالفيروز والجواهر، كان لي أربعة مساءات ونهار، التقيت فيها الأديب الأنيق عبدالله الماجد، في عصبة مثقفة من أدباء هذه البلاد ومن مثقفي مصر، يقف على رأسهم الأديب الرائد عبدالكريم الجهيمان، وذلك في منزل الأديب السعودي محمد القشعمي، أو خيمة المثقفين السعوديين بمصر ومنذ اللقاء الأول أحسست بأن علاقتي بالماجد تضرب بعمق يتجاوز نقاشات الوضع العربي الراهن، تجولت معه في أحياء القاهرة، ونسمات باردات تلفنا في السحر، وما أجملها في الهزيع الأخير من ليلها، أخذ بنا الأديب الماجد إلى التُرع والغيطان والمزارع افترقنا ثم التقينا، في "دار المريخ للنشر" التي أسسها الاستاذ الماجد قبل ثلاثين عاماً، كي تمارس دوراً مهماً على مستوى الوطن العربي في نشر الكتاب الأكاديمي، ولعلي أتجاوز في مقالتي هذه الحديث عن الأديب الماجد، وعن دوره الرائد في الصحافة والنقد والأدب، وما وجدته واكتشفته فيه إلى مقالة لاحقة، لأتحدث هنا عن "دار المريخ للنشر" التي سعدنا بزيارة فرعها في القاهرة.
في الدار، قدمنا للاستاذ الماجد التهنئة في ذكرى مرور ثلاثين عاماً على تأسيس الدار، وعلى حصولها على درع وشهادة الشكر والتقدير من إدارة معرض فرانكفورت بألمانيا، وذلك ان "دار المريخ" شاركت وبشكل منتظم ولمدة خمسة وعشرين عاماً في معرض فرانكفورت، دونما انقطاع أو توقف، فاستحق تلك الشهادة وذلك الدرع! كما باركنا للاستاذ الماجد نشاطات الدار ودورها الرائد في نشر الكتاب الأكاديمي، ونشر الثقافة والفكر المستنير بين القراء العرب، ووجدنا أستاذنا الماجد مليئاً بالحماس والاعتزاز في ثقة القراء العرب به وبداره، من خلال الاقبال الكبير على المطبوعات الجادة الرصينة التي تعالج ألواناً من فنون العلم والمعرفة، ومن خلال تجوالنا في الدار، اتضح لنا مدى حرص الاستاذ الماجد على أن يكون دقيقاً في اختيار موضوعات اصداراته، إذ تنوعت وتوسعت منشورات دار المريخ لتشمل مختلف التخصصات الأدبية والعلمية والفكرية، كما اتضح لنا مدى ريادة دار المريخ للنشر، على مستوى الوطن العربي، حين اطلعنا الناشر الماجد على المجلات العلمية الأكاديمية المحكمة، التي تصدرها الدار، كمجلة "العصور" وهي مجلة محكمة، تُعنى بنشر وطرح الأبحاث ذات العلائق بتاريخ العرب وآدابهم وتراثهم الفكري، ومجلة "المكتبات والمعلومات العربية" وهي الأخرى مجلة محكمة متخصصة بتوثيق كل ذي صلة بالمكتبات والمعلومات، ومما يزيد هذه الدوريات رزانة ورصانة هو تولي نخبة من أساتذة الجامعات العربية الجانب العلمي في هذه الدوريات، تجسيداً للتعاون البناء والمثمر بين الجامعات ودور النشر.
ومما زاد فخرنا واعتزازنا ونحن نتحول في ردهات الدار، ما تقوم وتضطلع به الدار، من حركة ناشطة في مجال الترجمة والتعريب، لأحدث الكتب العلمية الأجنبية، مما يوفر على الباحث عناء البحث والترجمة، وقد تجاوز ما قامت به الدار من ترجمات، أكثر من 100 عنوان والترجمة فعل وطني مهم يُسجل بكل فخر للاستاذ الأديب عبدالله الماجد، الذي يستلهم بفعله دوراً رائداً للأسلاف، إبان ازدهار الحضارة الإسلامية، حينما نشطت الترجمة، فترجمت كتب اليونانيين والفارسيين إلى اللغة العربية.
ولم يُغفل الاستاذ الماجد، أطفال الأمة العربية، فكان لهم نصيب من فكره واهتمامه، حينما بدأت الدار في طرح عدد من الكتب المتسلسلة الموجهة للأطفال، فهناك السلسلة العلمية والقصصية والتربوية وقاموس البراعم، وسلسلة اعرف بلادك، وسلسلة عباقرة العرب، وغيرها، منتهجة الدار في توجهها نحو الأطفال العرب، أحدث الأساليب التربوية.
تحية للاستاذ الأديب الماجد، ونحن نطفئ معه الشمعة الثلاثين من عمر دار المريخ، وتحية له حينما شرف السعوديين فَكُرّم من قبل معرض فرانكفورت العالمي، وتحية له على دوره الناشط في الأدب والصحافة والترجمة والتأليف والنشر.
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
تشكيل
المنتدى
كتب
وراقيات
ذاكرة
مداخلات
المحررون
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved