الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 07th August,2006 العدد : 165

الأثنين 13 ,رجب 1427

المجلس الثقافي
محمد إبراهيم العبيد*

فضل العيش بعيداً عن الأضواء والمناصب
رحل العلامة الجامعة عبدالرحمن البطحي.. وفي ذهنه بناء مجلس البطحي الثقافي تخليداً لوالده
هذا هو الفقيد العلامة، بل الأسطورة الثقافية عبدالرحمن بن إبراهيم البطحي والذي عاش بهدوء ورحل دون أن يكلف أحداً، رفض الأضواء والظهور رغم ملاحقته من قبل جلّ وسائل الإعلام ورفض الوجاهة وملاحقة المناصب التي بحثت عنه كثيراً، اجتماعي بسيط، رجل خير وصلاح يشارك في كل مناسبات الوسط الاجتماعي، يزور المرضى، يرتاد المقابر كثيراً، يسأل عن كل الوجوه، يقضي حوائج الناس حتى إن الغالبية يتجهون للبطحي لكتابة معاريض حوائجهم لتميزه بالأسلوب والرصانة.
* الفقيد علم من إعلام عنيزة وقد أحبها حتى النخاع وكان له دور كبير وبارز في رفع اسم عنيزة عالياً لما يحفظه في قلبه وورقه عن عنيزة، كان مجلسه الثقافي الذي قد ورثه عن والده منذ سنوات طويلة طوّره وتوسع فيه من تغيير شامل في الموعد والأسلوب، فقد كان والده -رحمه الله- يستقبل أبناء البادية بعد صلاة الجمعة لتناول القهوة وما تيسر وكانت المجالس شحيحة في ذلك الوقت إلا أن أهل البادية خاصة كانوا يتوافدون على عنيزة للتجارة ويؤدون صلاة الجمعة، ثم يتوافدون على مجلس البطحي الشهير ومن هنا انطلق عبدالرحمن البطحي حاملاً الرسالة عبر ما أسسه المرحوم والده بالمجلس العامر وحوّله إلى مجلس يعج بالمناقشات وتبادل الآراء والأفكار وتبادل المعلومات وكان غالبية وقت المجلس بعد صلاة المغرب في مجالس شتوية ومجالس صيفية بسيطة وتراثية دون أدنى تكلف في البناء والأثاث في مزرعته (مطلة) الواقعة شمال عنيزة وهذا المجلس قد لا يخلو يوماً من أصحاب الشهادات العليا من أصحاب الدال والبروفسورات والأساتذة والصحفيين والمسؤولين الذين يتقاطرون إليه من أنحاء البلاد وأحياناً من الدول العربية والغربية، كل هؤلاء لم يكتفوا بما حققوه في الدرجات العالية من التحصيل العلمي، بل جاءوا للبطحي للتعلم والاستزادة ومعرفة كل ما خفي عليهم من عقل هذا الداهية العظيم الذي لا يكاد في حياته يبرح مسقط رأسه إلا القليل، إما للعلاج أو ارتياد المكتبات خارج المملكة وتحديداً في الدول العربية حينما يتحدث البطحي ينصت الجميع حتى يستوعبوا ما يقوله من معلومات جديدة هو لا يقاطعهم حينما يتحدثون ولكنه يصحح المعلومات عندما ينتهي المتحدث من مداخلته.
* حقيقة أن هذا العلم الذي رحل بجسمه ولكنه ترك لمحبيه وطلبته حتى ولو كانوا كباراً، ترك لهم الكثير من المادة العلمية التي ستنير طريقهم حتى أمد بعيد.
* لقد كان يفكر في بناء دار أو مكتبة على هيئة مجلس تحمل اسم البطحي وعلى ما أعتقد أنه قد أوجد الموقع في حي ابن عيد قبل سنوات طويلة وكان تفكيره إحياء سنة والده وكان ذلك من خلال حديث قد حضرته في مجلسه الثقافي ويبدو أن الأمور قد سارت على غير ما يشتهي إذ انشغل في السنوات الأخيرة باستقبال الباحثين والمتلهفين للاستفادة من مجلسه سواء من يشرح لهم شفهياً أو ورقياً ويراجع ما يصله من رسائل الدكتوراه وتصحيحها وكثير من أمور الحياة التي ربما أشغلته عن مشروع مجلس البطحي وهنا أضع الكرة في مرمى إخوته الأفاضل وأبنائهم الأوفياء ومحبي عبدالرحمن البطحي الذين يملكون الحماس والقدرة على ملء الفراغ بعده وإحياء مجلسه الثقافي وكما نجح محبو ابن صالح في إيجاد مركز ثقافي يحمل اسمه بعد وفاته وأيضا أبناء معالي ابن سليمان الذين سيقيمون مركزاً ثقافياً باسم والدهم في مسقط رأسه وحتى لا يكون عبدالرحمن البطحي العلم الشهير في طي النسيان والتلذذ فقط بما يروى عنه وذكره بالمجالس فقط أرى أن تكون المبادرة سريعة وكل العوامل ولله الحمد متوفرة ومواتية ولا عذر في التأخير والبركة أولاً بأبناء إخوته الذين زاملوه في مراحل كثيرة وحفظوا سيرته وسريرته وباستطاعتهم إدارة المنتدى بكل جداره، كما أن إخوته الأفاضل لديهم المقدرة في ذلك ويملكون من المعلومات والخبرة الكثير وهم بلا شك أدرى من الجهات الثقافية التي مازالت صامته في تبني مثل هذا المشروع أو غيرها من الجهات لتكريم هذا الرمز الذي يصعب أن يتكرر في هذا الزمن وفي هذا الموقع أن الحديث عن الفقيد عبدالرحمن البطحي صعب من مثلي ولكن البركة في الأدباء والمثقفين الذين تحدثوا في هذا الملف عن خبرة وبكل جدارة.


*مدير مكتب (الجزيرة) في عنيزة

الصفحة الرئيسة
عدد خاص
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved