الاقتصادية عالم الرقميمجلة الجزيرة نادي السياراتالرياضيةالجزيرة
Monday 08th January,2007 العدد : 181

الأثنين 19 ,ذو الحجة 1427

عائشة.. و(الشاعر قلب)
عبدالعزيز حمد الجطيلي

الشاعر (قلب)..
قلب تأنق بالجراح..
كل وسامة الوفاء بملامحه..
في أوراق ديوان (شظايا الورد) نجد المهد والقبر للحلم والحلم..
الشاعر.. قلب (عائشة) كتب لنا ليبكينا..!!
في خفقة القلب وأنينه.. يروي لنا أقصوصة الحلم ورواية الألم..
قلب.. يعبر لنا بدهاء الجرح وفصاحة الحرمان عن عصفورة أحبت كثيراً.. وتأملت كثيراً.. وثرثرة أحلامها في مسمع الرجاء، ولكن العصفورة افترسها التمساح بشهية قسوته على الشاطئ الوردي ومضى!!
يقول قلب عائشة:
(أين المفرُّ؟
وكلُّ التماسيح بصدري تُمزق أضلُعي وحياتي..
أنيابها بعضُ عظمي..
وحقدها بعضُ قلبي..
وشراستها دُنياي.. ونهرها عبراتي)
سيدتي..
صهيل فرس أحزانك طرق مسمع صمتي وحزني
حين أهديتني ديوان شعرك (شظايا الورد)
أهديني تاريخ قلب فيه سفر وفتوحات وانكسار..
في أوراقك سيدتي.. نافذة يطل من خلالها خاطري على مشهد للبكاء والضياع له ابتسمت وفيه..
وجدت ميناء ترسي فيه مراكب آمالي وبقايا أحلامي..
عندما تبكين (شاعرتي) عطشاً وقد ارتوى قلبك من فيض ينبوع معاناتك وأملك..
ما أروع جمال الجراح عندما يكون الحزن إنساناً
ما أروع ربابة الحزن عندما يكون اللحن إنساناً
كم أبدعتِ سيدتي وأنتِ أمنية تغرق على ساحل الحزن حتى تمنت أن تفر من غرق الساحل الى غرق البحر!!
أمنية تتخلص من الغرق بالغرق!!
الغواص الماهر.. قلب يبحث في أعماق البحر عن (دانة) تزين ثراء الفرح
الغواص الماهر.. قلب شاعر يسافر في بحيرة الرمل الشاحب يبحث لك عن راحل عله يعود!!
يقول (قلب عائشة):
(يا ساحل الأحزان هذا مركبي
والموج يهدر في رياح آتية
أما صخورك في الشواطئ راسية
ورياح بحرك والعواصف قاسية
ولكمْ أنختُ مراكبي في ظل ريح عاتية
يا ساحل الأحزان دعني أرتمي
في حضن قلبٍ ليس يبدو آتيا
في حضن ساعات تلوح كما أرى
ألماً وقبلاً دامية)
سيدتي..
ورقة التقويم لديك.. الأمس أمس!!
واليوم.. بالتأكيد أمس!!
وربما.. وربما كثيراً.. غداً أمس!!
لقد رأيتُ في سمائك أمساً لا يغيب
شمسه تشرق من بريق عينيك الباكية
ومن ضفائر الشمس نصمت لنا مسبحة
ونبتت بين أناملنا وردة الريحان حتى أيقظ
الشمعة قلب هدهده الحرمان لينام
يقول قلب عائشة:
(زمان أيام كُنت زمان
حمامة تهدي الهوى لطائر الحب
تمنحه الشذى والعطر والريحان
زمان أيام كنت زمان
انطلاقة قتلتها السدود
وماتت خلف جدار الحدود
بسكين سلبتها الأمان
وتولت أيام زمان)
سيدتي.. يا شاعرة (أدب الحزن).. في شعرك عذوبة البوح.. لكن عندما.. يدمن القلب السؤال.. يسكره صمت رحم الجواب..
لا الصدى يعود..
ولا الجواب يعود..
ولا الزمن يعود..
ولا عيون قلب مسهد يحضنها النعاس..
كأن كل الحمام الزاجل الذي يرسمه قلبك شعر..
والذي يرسله قلبك بقصائد الشوق يعود إليك..
والحنين الذي كتبته تحت أجنحة الحمامة بقي..
لقد ضاعت عناوين المرسل إليه في كل نواحي وشوارع الغابة الأسمنتية..
لقد عادت رسائلك شاعرتي..
ورئة الشوق التي ارتعشت بها رسائلك..
عادت.. وقد أصابها الشتاء برصاصة الضياع..
ضمائر المتكلم...!!!
ضمائر المخاطب..!!
كلها منك.. وإلى قلبك وقلبك أيضاً..
ضمائر المتكلم والمخاطب في شعرك الرائع.. وعميق بوحك..
عادت اليك وقد ارتدت عباءة ضمائر الغائب والغياب!!!
لنصغي ل(قلب عائشة) المبدع:
(أتحبني؟ أتحب كلّ نواقصي وعيوبي؟
أتحب عيني التي عشقت وقلبي
إن مشى كلّ الدّروب
أتحبني يا هاجسي؟)..
إلى أن يقول (قلب عائشة) ويتساءل:
(هل كان حُلماً؟
لا تسلني إنما أعد الهدوء لخافق
بات الليالي في اضطراب مُوقداً
حر اللهيب)..
عائشة جلال الدين و(شظايا الورد)
شاعرة وقلب.. أنت إنسانة رائعة
حبرك في معاني الإنسان العطر
سيدتي..
(شظايا الورد) بستان العمر مزهر رغم ألسنة لهب خريف الزمن..
لقد قرأت حقيقة أن الورد الذي ينبت في مزهر القلب.. لا يذبل.. يتفتح بالبكاء ويراقص الريح حتى وإن أنهكته المواجع والآلام.
الورد.. في (شظايا الورد) لا يذبل!!
الورد.. في مشاعرنا.. يبقى لنا.. ويبقى ساقي الورد..
إنسان يسقي أكباده بغيث من الحب والخير والوفاء..
حتى عندما تقصف رعود الزمن هامته يشتعل دون أن يحترق..
وتكون الشظايا إضاءة تبدّد وحشة عاشق آخر.. تسامر وحدته وضجره وعميق ألم حنينه!!
شكراً أختي عائشة..
لقد كتبت لنا بإصبع يدك السادس دعوة إلى منحل الأيام..
النحلة نزفت عسلاً.. لتلتئم جراحنا أو تكاد!!
عائشة.. عشتِ لقلبك.. ولقلوب قرأت رواية كانت كل فصولها الشتوية ربيعاً..
وأخيراً.. أقول أنا: لغز حرفك لم يعد لغزاً!!!
أتدرين لماذا؟
لأن جواب اللغز أنك إنسان!!!!


agamcan@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مسرح
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
أوراق
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved