الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 8th March,2004 العدد : 49

الأثنين 17 ,محرم 1425

47816 قصيدة عن أحداث 11 سبتمبر 2001
الأمريكيون يعيدون ظاهرة رثاء المدن.. والحدث لم يعبر بعد المخيلة الشعرية العربية

* عبدالله السمطي:
هل اقترب الشعر في أمريكا من أحداث 11 سبتمبر 2001م، وانهيار أشهر برجين للتجارة العالمية في نيويورك؟ لقد كان الحدث جللا ومأساويا فهو كان مباغتا تماما ولم يتكرر من قبل سوى في حالة ضرب اليابانيين لميناء بيرل هاربور في الحرب العالمية الثانية.
أحداث 11 سبتمبر هزت الولايات المتحدة في العمق، كما أنها هزت العالم بأجمعه وما نلحظه من تداعيات شرقا وغرباً دليل على ذلك.
كيف عبر الشعر؟ عندنا نحن العرب لم يعبر الحدث بشكله الدراماتيكي من مخيلتنا الشعرية! ربما لأن المأساة العربية طوال القرون الخالية ضاربة بجروحها في عمق الذات العربية، وأن أمريكا الداعمة للكيان الصهيوني أحد أسباب هذه المأساة.
إن قدراً كبيرا ومذهلاً من القصائد التي كتبت عن احداث 11 سبتمبر من قبل الشعراء الأمريكيين، وبعض الشعراء الغربيين من هولندا، بريطانيا، السويد، كندا، بل ومن جنوب أفريقيا. وفي موقع الشعر الأمريكي على الإنترنت هو:
www.poetry.com
نشر عدد القصائد التي قيلت عن أحداث سبتمبر حيث بلغت 47816 قصيدة لشعراء من كافة انحاء الولايات المتحدة، ومن بعض الدول الأوروبية.
إن قراءة بعض النماذج الشعرية تعبر عن المأساوية لهائلة التي اتسمت بها الأحداث حيث ضربت أهم مدينتين في أمريكا بل وفي العالم المعاصر..
نيويورك وواشنطن، واتخذت القصائد المنحى الإنساني الصرف في التعبير عن الانهيارات، والتفجيرات، والخراب الهائل الذي حل بأشهر برجين في العالم، ولم يقم الشعراء بهجاء الآخر (العربي، أو الإسلامي) الذي اتهم في هذه الاحداث، بل قاموا برصد الجوانب الإنسانية، والعاطفية، والموقف من الموت وتجلت لديهم ظاهرة رثاء المدن، التي تعرفها الشعرية العربية تماما ما بين سقوط بغداد (656هـ) وسقوط الأندلس (1492م).
يعبر الشاعر روجروك في نص بعنوان: (القصيدة لأمريكا) عن حجم المأساة التي أصابت أمريكا متسائلا عن أسبابها الحقيقية:
الجميل لأمريكا
العظيم لأمريكا
إذا كان هذا حقيقياً
لماذا قدرنا هذا؟
هل بسبب ما قلناه أو فعلناه؟
هل يستحق أولئك الناس أن يكونوا من القتلى
نعاني من الرعب
نعاني من الألم
ويشبه الشاعر بيتر... من السويد أحداث سبتمبر بالجحيم في قصيدة له بعنوان: (يوم الثلاثاء من الجحيم)، راثيا من ماتوا وراثيا المدينة التي (تقهقرت كالرماد) على حد تعبيره:
قصة غامضة أخرى في تاريخ الإنسان
ربما لا أستطيع وصفها بشكل أفضل
هذه وسيلتي لتأبين من ماتوا
هؤلاء الذين اصبحوا جرحا للعالم بأكمله
تصادم مدو
فقد برجان عظيمان فجأة
وتقهقرت مدينة في الرماد..
ويشير الشاعر إدوارد رفين إلى مشهد الأحداث بشكل وصفي فيتحدث عن الصباح بعد الموت، والبكاء عبر الشوارع، والأنقاض والحطام، وعن آلاف الصرخات المحتضرة. إنها..الحرية خلال الرعب.
وفي نص بعنوان: (بعد الميلاد 11 سبتمبر) يقول الشاعر ج. ه. كارتر:
رأيت وجه البؤس
خلال تأملي لعيني طفل
كيف حدث لبلد قوي جدا
أن يعاني من مثل هذا الموت العظيم
إننا نعرف الآن هوية الوطن
نتقاسم عرقا مشتركا.. الجنس، واللون، والعقيدة
هذه أمور يمكن أن تقسمنا
لكن الألم يجمعنا بشعور واحد
اليوم
فقدنا الأصدقاء والعائلة
فقدت راحة بالي
ياله من عالم قاس جدا وموحش
لكننا
سلمنا بما منحنا الله
وفيما تحيا الدولة في صمت الدهشة
فإن الحزن يعبر بنا
من البحر إلى البحر
إنها قصائد وفيرة وبعدد مذهل عبرت عن أحداث سبتمبر، وبشكل يبين ضراوة المأساة التي ضربت أمريكا في الصميم، وحملت القصائد الاهتمام بوقائع الحدث نفسه، وبرصد الألم والحزن الإنساني بشكل مكثف، وهذه عناوين بعض النصوص التي عبرت بجلاء عن الأحداث:
كورتني نيكول: الصمت الحزين، ساندرا تملين: الحزن، أبي جون كارلتون: مركز التجارة العالمي، ديانا كولمبوس: أبراج، بريت إليوت: عقل أمريكا، إليشا إنتز: الموت ليس جيسيكا ،ووديد: الهجوم الإرهابي ،إليزابيث رينا: الضحايا يتكلمون، أماندا ساكس: هل هو حلم؟، اليزابيث كروز: الغزو، إلين إدواردز: الأنقاض والحطام، كيري جيبس: خلال عيون الطفل، أونيكا سايموز: المأساة المخيفة في أمريكا، جاكلين دروري: الحادي عشر من سبتمبر، تيريزا كراكورا: مأساة صباح الثلاثاء، مايك ميلر: لماذا خطوط الحرية حمراء، أميي بروتون: بكاء نيويورك، إلينا فيلافانا: اليوم بلدي بكى. وغيرها من العناوين التي تبكي الحدث، وترثي الضحايا. وقد كان تاريخ الأحداث نفسها عنوانا لأغلب القصائد المنشورة بالموقع.
إن أحداث سبتمبر من الأحداث التي حولت مجرى التاريخ، وأعادت الفكرة الكولونيالية تارة أخرى، ويظل الشعر أحد الروافد المهمة في قراءة الأحداث والتعبير عنها بضمير الفن، وضمير الوعي الإنساني.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
المنتدى
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
منابر
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved