الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 8th December,2003 العدد : 38

الأثنين 14 ,شوال 1424

الرائد
أحمد الدويحي

بصدق مثل هذا السؤال لابد ان يفضي الى نتيجة مفادها ان هذا العلم الشامخ في حركتنا الادبية والشعرية يمثل خصوصية لا يجاريه ولا يماثله فيها احد.
اود قبل الخوض في افتراض اسئلة كثيرة، تقود الى تفاصيل وخيوط كثيرة، لتشكل في مجملها معطيات وثقافة وفكر ورؤية الرائد الاستاذ محمد العلي الاشارة الى الضغوط النفسية المتراكمة التي اكتب تحتها هذه السطور، وبقدر ما لي فيها من خصوصية، فلاشك ان الاستاذ محمد العلي يظل مثيرا ومغريا بأسئلة اكثر حدة.
عرفت محمد العلي كاتبا منذ سنوات يكتب زاوية «مائية» صغيرة، ومنها اكتشفت بأن اول قصة كتبتها في حياتي حملت شيئا من تأثير تلك الزاوية، وبين لي ذلك في حينه صديقه اللدود «نصر الله» فاكتشفت اني احب محمد العلي في العمق، وبمعنى آخر فهناك بناء تراكمي بنته الايام بيني وبينه في اللقاءات الخاصة وهي قليلة وفي الامسيات، والاهم لدي هو الحرص على قراءة ما يكتبه هذا المبدع في صحفنا المحلية وهنا المصيبة الكبيرة.
فتأثير محمد العلي ليس ابداعيا فقط، يخص جيلا من الكتاب والشعراء على وجه الخصوص، تأثروا به كما يحدث في كل مرحلة، يأتي جيل ادبي ليجد فيمن سبقه «الرمز» فيقتفي اثره حتى يستقيم عوده فيتبرأ منه، الا في «خصوصية» وابداع محمد العلي وتعدد الاجيال حوله، فهذا الابداع لابد ان يكون عن فكر حر وعن قراءة عميقة تراثية وحديثة، وتلك سمة تخص هذا الرجل الذي تجاوز عدد محبيه وتأثيره عليهم حدود الوطن والاجيال.
العام الفائت كنت «وعميدنا» الاستاذ عبد الكريم الجهيمان ننتظر جملة من الاصدقاء، فاذا القشعمي «محمد» عراب الصدقات الجميلة، يقود في طريقه الينا رجلا اشيب عرفت فيما بعد انه الراحل الشاعر الفلسطيني «محمد القيسي» الذي لم يفعل مثل كل الادباء في لحظات التعارف الاول ليقدم لنا شيئا من نصه، بل قدم لنا نصا فحضر «ابو عادل» والدمام والاصدقاء والروح والناس والشوارع والحياة وايقاعها المنتظم في تلك المرحلة الزمنية قبل اربعين سنة.
سيكتب كثيرون عن ادب محمد العلي، وسيكتب منهم اكثر حول حرية الفكر والتأويل في نصه، وسيكتب من سيكتب عن ضرورة تكريمه وسيكتب البعض عن ضرورة جمع نتاجه وكل هذه المشاريع مهمة وضرورية في سياق حركتنا الثقافية وتدوين وحفظ اثر رموزها المهمة ومحمد العلي من اهمها، واليوم إذ أخرج من شرنقة حزني الذاتي لاطل على عالم هذا المبدع الجميل والمشاركة مع اصدقائه ومحبي حرفه وفنه الذين سوفت عليهم عدة ايام بسبب ظروفي القاهرة في البدء، ثم بسبب الفاجعة الكبيرة بقناعة هذا الرجل بعدم جمع نتاجه الذي يمتد علي مساحة نصف قرن من الزمن وهو ما لم يحدث.. ومع ذلك رأيته وهنا اصر على القول حينما اعيتني الحيل على الاصدقاء. ومن ثم العثور على شيء مما بين يدي حول من نصه بأن اضمر في نفسي بأن ادب محمد العلي سيبقى قضية بعد عمر طويل ان شاء الله وبذات الجدلية التي لن تموت.
حفظ الله اديبنا الكبير..
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
نصوص
تشكيل
كتب
مسرح
مداخلات
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved