|
قراءة في قصيدة بدر عمر المطيري
|
قرأت قصيدة بدر بن عمر المطيري المنشورة في «المجلة الثقافية» في عددها السادس عشر المؤرخ في يوم الاثنين السادس عشر من شهر ربيع الآخر سنة 1424 هجرية، في الصفحة الخامسة عشرة.
ولي نقد على هذه القصيدة.
وقبل الحديث عن القصيدة أنبه إلى خطأ استفحل بين الكتاب والمتأدبين وهو إسقاط لفظة «ابن» بين أسماء الأعلام؛ وهو أسلوب أعجمي مخالف للغة العرب. والأصل أن يكتب الاسم هكذا «بدر بن عمر المطيري».
وقد صدر بهذا من صاحب السمو الملكي نائب رئيس مجلس الوزراء التعميم ذو الرقم «1380/م» المؤرخ في 15/12/1421هـ وهو تعميم إلحاقي للأوامر الكريمة ذوات الأرقام: «7/3530/م» المؤرخ في 15/11/1404هـ، و«1214/8» المؤرخ في 11/7/1405هـ، و«7/1724/م» المؤرخ في 10/9/1408هـ، و«7/385/م» المؤرخ في 21/9/1418هـ، و«455/م» المؤرخ في 28/11/1418هـ المتضمنة التأكيد على وجوب كتابة الأسماء بصورة واضحة، ثم يذكر اسم العائلة، وإضافة كلمة «ابن» أو «ال» للأسماء في جميع المكاتبات.
ولو لم يصدر بذلك توجيه من ديوان الرئاسة لوجب التمسك والافتخار بهذا الأصل اللغوي؛ ولهذا ترى أن أسماء الأمراء والوزراء تكتب صحيحة فلا ترى «خادم الحرمين الشريفين فهد عبدالعزيز» ولا «ولي العهد الأمير عبدالله عبدالعزيز»، ولا «معالي الوزير فلان فلان».
هذا تنبيه لا بد منه، ونرجع إلى القصيدة.
القصيدة من بحر الطويل، وهو بحر الفحول؛ لأنه يحتاج إلى نَفَسٍ طويل ومخزون من المعاني والألفاظ. وقد اختار الشاعر حرف الروي الميم؛ وهو من الحروف السلسلة.
ولم أقف على خطأ نحوي، أو تصريفي، وهناك بعض الأخطاء العروضية، واللغوية.
ويؤخذ على الشاعر اعتماده على بعض الأساليب العلمية.
وفي الجملة القصيدة تجربة شعرية تدل على موهبة.
نظرة تفصيلية:
1 البيت الأول:
أتمضي حياتي في الحياة كئيبة
ويسعد بالدنيا الخلي وينعم
قوله: «حياتي في الحياة» حشو لا فائدة منه.
2 البيت الرابع:
أحب فيلقاني ببغضه جاهل
وأبني فيأتي طالب الشر يهدم
الشطر الأول مكسور عند لفظة «ببغضه». ولو قال: «أحب فيلقاني الجهولُ ببغضه» لسلم البيت.
3 البيت السابع:
وكيف سأجني الحب والأرض غثة
وما فوق هذي الأرض صب ومغرم
الأرض لا توصف بأنها «غثة».
4 البيت الثامن:
وأفهم أن الشعر وجد ولوعة
ولكن متى من يسمع الشعر يفهم
الشطر الأول جملة غير شاعرية عندي، وهي أقرب إلى الكلام العلمي منها إلى الأدبي.
وقوله في الشطر الثاني «متى مَن..» تتابع الأدوات تثير خللا في الفهم، إذ يتبادر إلى ذهن القارئ أن «مَن» شرطية، وهي هنا موصولة. وأصل الكلام: «ولكن متى يفهمُ من يسمع الشعر».
5 البيت العاشر:
فإني وجدت العاشقين حقيقة
لهم عالم غير الحياة مهوم
بيت بعيد عن النظم الأدبي.
6 البيت الحادي عشر:
يرون حياة الناس لهواً إذا خلت
من الحب لا العشاق منهم ولا أنا منهم
الشطر الثاني مكسور؛ وذلك بزيادة تفعيلة في آخره، فالبيت ينتظم سلكه عند لفظة «ولا أنا».
7 البيت الثاني عشر:
فهل كان مجنون الهوى غير شاعر
بشعره غنى العاشقون وسلموا
الشطر الثاني مكسور.
8 البيت السادس عشر:
وإن كنت لم أشهد هواهم حقيقة
فقد سمعت أذناي ما قبل عنهم
«قبل» صوابها «قيل» والأرجح عندي أنها تطبيع من المجلة.
9 البيت التاسع عشر:
ولكن متى أخفى غرامه شاعر
وشيطانه يلقي عليه ويلهم
الشطر الأول مكسور عند لفظة «غرامه» ولو قال: «ولكن متى أخفى الصبابة شاعر» لسلم الشطر.
البيت العشرون:
.......
10 البيت الأخير:
بذكرك شعري سوف يصبح باقياً
وبالله يبدا القول والشعر يختم
ختم القصيدة بذكر الله أو الصلاة على نبيه صلى الله عليه وسلم شاع في القرون المتأخرة، ومن آخر الشعراء المجيدين الذين استخدموا هذا الأسلوب هو محمد بن عثيمين. ولا أراه جيداً.
ومما يستحسن في القصيدة قوله:
كفى الله ذي الأعراب شر نفوسها
فقد فعلت في الحب ما هو أعظم
إلى غير قيس زوجها وأوثقوا
على قلب ليل سجنهم وتحكموا
وقوله مضمنا بيت مجنون ليلى:
لئن كان لي قلب يذوب بذكرها
وقلب بأخرى فالحياة جهنم
وأصل البيت:
لئن كان لي قلب يذوب بذكرها
وقلب بأخرى إنها لقلوب
وهذا بيت بديع.
عبدالرحمن بن ناصر السعيد
assa3eed@hotmail.com
http://www.toarab.ws
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
