Culture Magazine Monday  09/04/2007 G Issue 194
شعر
الأثنين 21 ,ربيع الاول 1428   العدد  194
 

أريدُ.. ولا أريد
شعر - يحيى السماوي

 

 

فتَّشْتُ في قاموس ذاكرتي..

نَخَلْتُ الأبجدية...

غُصْتُ في كتبِ البلاغةِ والبيان...

بحثتُ في دُرَر الكلامِ...

فما رجعتُ بغير يأسي من طريفي والتليدْ!

ماذا أسَمّي هند؟

هندٌ ضحكة عذراءُ ما مرَّت على شفةٍ...

وقافيةً مُخَضَّبَة بدمع الوجدِ...

أغنية تُرتِّلُها الحمامة...

وردةٌ كانت بمفردها الحديقة...

صولجانُ العشق في الزمن الجديدْ

وأنا الشهيدُ الحيُّ...

سادنُها

وحارسُ بابِ حجرتها العنيدْ

وأنا طريدُ الجنةِ المحكومُ بالعطش الموبَّدِ

والمكوثِ وراءَ سور الوصل

أحمل صخرة الحرمان في الوادي السعيدْ

وأنا أريدُ...

ولا أريدْ

موتاً يليقُ بدمعِ هندٍ...

أن أخُرَّ مُضَرَّجاً بالوجدِ

بين هديل مبسمِها

ووردِ فمٍ وجيدْ

هندٌ زفيرُ الياسمينَ...

شهيقُ في جنّاتٍ...

بخورُ صباح عيدْ

ويمامةٌ ضوئيّةٌ

حَطَّتْ على شبّاكِ قافيتي

فزَغْرَدَتِ السطورُ

وفاضَ دمعُ الشعر من مُقل القصيدْ

وأنا أريدُ...

ولا أريدْ

بحراً (خليليّاً)

يليقُ بلَهْو أشرعةِ الحرير الأسودِ الغجَريِّ...

بحراً هادئاً يهفو لزورقِها..

أريدُ.. ولا أريدْ

عشقاً أجَنُّ بهِ.. فتعقِلُني..

ضياعاً في حقول المَنِّ والسلوى

يُريحُ بها حقيبة عمرهِ

الصبُّ الشريدْ

ماذا أسمّيها؟

الخرافة؟

مرة ضحكتْ

فأمطرتِ السماءُ الفلَّ والنعناعَ

صارَ الشوكُ ورداً...

عدتُ طفلاً

تَسْتحثُّ خطايَ أسرابُ العصافير..

الفراشاتُ..

المدينة كلها ركضتْ معي..

حتى الرصيفُ الصخرُ شاركنا النشيدْ

وأنا أريدُ....

ولا أريدْ

جرحاً أموتُ به..

لأولدَ في هواها من جديد!

ماذا أسمِّيها؟

الحقيقة؟

عاتبتني مرةً

فاغْتاظت الأنهارُ من حقلي..

وخاصَمَ ليلتي القنديلُ...

أصْحَرَتِ البساتينُ..

استحالَ العشبُ في عينيَّ دَعْلاً..

نكَّسَتْ أغصانَها الأشجارُ..

واكتهل الندى..

فأنا أريدُ.. ولا أريدْ

عطشاً يجِفُّ دمي بهِ

لِتَزقَّ لي نَسغاً

فيَلْبَسُ حُلَّة النبض الوريدْ

وأنا أريدُ....

ولا أريدْ

كوخاً على سَعَةِ الهوى

لا كنزَ (قارون)

ولا أملاكَ (هرون الرشيدْ)


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة