بين (كونديرا) و(كوندليزا)
الوصايا الغادرة والمغدورة
|
* الثقافية عبدالحفيظ الشمري:
(معن عاقل) يترجم مقولات كونديرا وهذياناته في كل شيء، مع تعمقه في شرح بعض فضاءات الروايات التي عاصرت وجايلت أعماله مثل المزحة والحياة في مكان آخر، وكائن لا تحتمل خفته وأعمال أخرى.
سعى مترجم كتاب (الوصايا المغدورة) إلى أن يقدم للقارئ مقولات كونديرا التي تتسم بالذاتية والنرجسية حتى وان قارن أعماله بأعمال سلمان رشدي، وكرابليه، وتومس مان.. من شأن كونديرا أن يتعاظم ومن شأنه أيضاً أن يعلق على ما يراه دونيا مبتذلا من الأعمال الأخرى.. لكن المصيبة ان كونديرا يتبنى طروحات السياسيين الوقحة.. تلك التي تتماوج كالزبد فوق الماء الهادر.
يحضر هذا حينما تتقاطع هذه الوصايا المغدورة برأيه بما هي من قبيل الوصايا الغادرة التي يقول عنها السياسيون وفق مثال واضح ما تفعله كوندليزا حينما تلقن العالم وصاياهم الغادرة.
لنترك كوندليزا جانبا ان استطعنا إلى ذلك سبيلاً ونتأمل وصايا (كونديرا) التي يصاب قارئها بالصدمة الأولى لكن سرعان ما يشفع له التاريخ حينما ترى أعماله في لغات كثيرة. الأدهى من ذلك ما يمكن لنا كشفه في هذا السياق أن هناك كتّاباً لا نقول عنهم إلا أنهم عاديون، وغير ناضجين تتقاطع مقولاتهم إذا ما أتيحت لها الفرصة عن أنفسهم مع ما يقوله ميلان كونديرا إذ شربوا المقلب فيما يبدو ساخنا حينما يحاولون أمام القارئ تقمص دور العظيم وذائع الصيت والوسيم، والنبيل، وصديق الروائيين العالميين.
غدرت بهؤلاء يا وصايا كونديرا وجعلت منهم أضحوكة الملاحق الثقافية حينما يشيرون إلى أنفسهم بما تشير (كوندليزا) إلى عظمة مجد الداهية فكتاب الوصايا المغدورة أنشوطة حاذقة تصطك على أقدام ورقاب السفه الذي ينطق به صاحب أعظم رواية طبع منها ألف نسخة لم تنفد منذ عامين حتى الآن ويقول عنها ذائعة صيت وعمل شاق ولغة قوية وادعاء زائف ببلوغ مجد الشهرة البعيد.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
