الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 09th May,2005 العدد : 105

الأثنين 1 ,ربيع الآخر 1426

في آفاق الأدب
عبد الله بن حمد الحقيل
للأدب رسالة جليلة وأهداف نبيلة؛ إذ هو كما يُقال خلاصة عناصر متعددة من لغة وأساليب ومعانٍ. ومَن يلقِ نظرة على كتب تاريخ آداب اللغة العربية في العصور المتعددة منذ صدر الإسلام إلى العصر الحديث يدرك الثراء اللغوي والأدبي يتجلى في مجموعة من الكتب. ومن الكتب الحديثة كتاب آدب اللغة العربية للمرصفي، وخلاصة أدب اللغة لإبراهيم عبد الخالق، وتاريخ علم الأدب للخالدي، وتاريخ الأدب العربي للزيات وللرافعي ولزيدان، والأدب العربي وتاريخه وتاريخ آداب اللغة العربية لمحمود دياب، وأدبيات اللغة العربية لمحمد بركات، وتاريخ الأدب لحفني ناصف، ودروس في تاريخ آداب اللغة العربية للرصافي، وغير ذلك من الكتب التي أُلِّفت في هذا الميدان، وهي تكملة لجهود أدباء العرب القدامى في هذا المجال. ولا نُنكر في هذا المجال ما قام به المستشرقون؛ حيث بادروا إلى ولوج باب دراسة الأدب دراسة تقوم على الأسلوب المنهجي، كما أن كتاب تاريخ التراث العربي لمؤلفه محمد فؤاد سر قد صنف التراث وسيكون مرجعاً مفيداً في هذا المجال.
ولقد عالج الأدب والأدباء أغراضاً متعددة مع اختلافهم في الطريقة والأسلوب، وفي تصوير المعاني، وما يتفاضل به البعض ويمتاز به من تجارب وخبرات وقدرات وتفاعل وأخيلة وعواطف وإجادة وإبداع.. ولذا نجد الأدب الموضوعي الرصين يُكتب له البقاء والخلود.
إن الاستعداد الفطري ضروري جداً؛ لأنه الأصل والأساس الذي يدفع صاحبه إلى ممارسة هذه المهنة. ولقد ركز ابن الأثير في كتابه المثل السائر على هذه الناحية، فأوضح أدب الكتابة والشعر لمَن يريد أن يتعلَّمهما مع أهمية الذوق الأدبي والطبع الفطري.
وليس هنالك من شك في دور الناقد الأدبي في بعث النشاط الأدبي، والعمل على النهوض بالأدب ودفع موكبه إلى الإمام.. فالنقد ضرورة أدبية؛ إذ الناقد هو الذي يقيِّم الأعمال ويحاول الكشف عن حقائقها وما يراه نافعاً ومفيداً، فهو مُصلح وقف قلمه في سبيل خدمة الأدب والمجتمع، ويرسم الطريقة الأمثل، ويضع المقاييس الأدبية وفق مناهج البحث النقدية.
إن الأدب فن من الفنون الأصيلة العريقة التي حظيت باهتمام الأمم وحفاوتها في مختلف عصورها، وأحلَّتها المحل الرفيع والمكان اللائق، وما النقد إلا عامل على إبراز نواحي الضعف والقصور في الإنتاج والعمل الأدبي.
إن نقَّاد الأدب تقع عليهم مسؤولية كبيرة في تسليط الأضواء وتمييز العمل الجيد وإصدار الأحكام بتدبُّر وإمعان بعد دراسة متأنية وفحص دقيق وقياس وتمييز ومعرفة واعية وفهم عميق لأصول النقد واتجاهاته وغاياته ومقاصده، ولعل مما يُؤْسَف له أن نقرأ بعض الأحيان نقداً بعيداً كل البعد عن الطريق والمنهج السوي. إن الالتزام بقواعد النقد وأصوله أمر على جانب من الأهمية لمَن يمارس ويزاول فن النقد الأدبي. ومن هنا كانت أهمية الأدب رفيعة، ودور الناقد وقدره كبيراً، وعليه أن يرتفع بنقده إلى آفاق واسعة مع مراعاة الصفات الخلقية واحترام الآخرين؛ حتى يظل الناقد جديراً باحترام وثقة القرَّاء والأدباء.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
تشكيل
كتب
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved