فقد الأحباب والأصدقاء مصيبة، لكن الأهول منها أن يأتي الموت فجأة دون مقدمات، وفي لحظة مشؤومة غادرنا إلى رحاب الله صديق وزميل عزيز هو الأستاذ الأديب الشاعر علي آل عمر عسيري، كان زميلاً لنا في النادي الأدبي منذ تأسيسه وهو في باكورة شبابه؛ موهوبا، طموحاً ساعدني كثيراً على مدى ستة عشر عاماً مع زملائه في ترسيخ النادي وتطويره وبنائه حتى غادرنا بطوعه واختياره إيثاراً منه لغيره من المبدعين ليحل مكانه في النادي، ورغم ذلك فلم تنقطع صلته بالنادي في كثير من مناشطه التي كنت أعهد إليه بها، ثم سعدت بزمالته مرة أخرى في عضوية مجلس منطقة عسير، وكان نائباً لي في رئاسة اللجنة الثقافية التعليمية بالمجلس، ومنذ عرفته وهو شعلة نشاط متقدمة هدفه خدمة دينه ثم وطنه وقيادته وله حضوره في مناسبات المنطقة وعلاقاته الطيبة مع أهلها إلى جانب ما أثرى به الساحة الثقافية من إبداع شعري وكتابات ومشاركات إعلامية.. كما كان له دوره في دورات مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني فيما يختص بالمنطقة.. شرّفه سمو الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير المنطقة سابقاً بتلاوة قصيدة له كانت مهيأة في حفل رعاه الملك عبد الله بن عبد العزيز في أحد مهرجانات الثقافة والتراث (الجنادرية) الذي أقامه أهالي منطقة عسير في قريتهم التراثية بالرياض وغاب عن الحفل فقيدنا لظرف خاص فما كان من سمو الأمير احتفاء به وبقصيدته إلا أن ألقاها في الحفل، وقد تقلب فقيدنا في عدد من الوظائف الحكومية، حيث كان من رجال التربية والتعليم ثم انتقل بافتتاح المركز الإعلامي بالمنطقة، ثم انتقل منه بإدارة محطة تلفزيون أبها حتى تقاعد مبكراً لمزاولة أعماله الخاصة، ولقد كنت أعلق على وجوده بيننا بمزيد من العطاء، والتألق، والبروز، بما تؤهله له ثقافته وذكاؤه وألمعيته ولكن قدر الله جل وعلا لا يؤجل، وهو حتم على كل إنسان فلا نملك إلا أن ندعو لهذا الفقيد الغالي بالمغفرة والرحمة وحسن الجوار بين يدي خالقه، وأن يلحقنا الله به في جنة الرضوان ونحتسبه عند الله سبحانه وتعالى الذي نسأله أن يعوض أسرته ومحبيه الصبر والسلوان و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.