Culture Magazine Monday  09/07/2007 G Issue 206
أوراق
الأثنين 24 ,جمادى الثانية 1428   العدد  206
 
بابا علي والأربعين حرامي
سارة الزنيدي

 

 

عندما تتبع الحال الراهن قطعاً ستصاب بجميع حالات خيبات الأمل وذلك بسبب الأحداث التي تسحبنا نحو الخلف لعلّ الكاتب الذي يبحث دائماً نحو التغيير للأفضل أصبح يخشى على نفسه من المتغيرات!!

عندما أرتكب الوجود حدوثه في الساعة الثانية عشرة بعد منتصف الليل انبثقت (الروح) الخائفة فجأة ليتأكد ارتباك الحاضر أمام مفاجآت المستقبل..

أخرجت الجوال بحذر من قعر حقيبتي وقلت (نعم) موجهةً حديثي لهذا الكائن الاعتباطي ولكن اكتشفت أن طرقات الليل هي أشد الطرقات التي لها وقع مرهق على النفس..

حاولت أن أردع ذاك المتصل كنت أريد أن أقول له بصوت مرتفع أبعد مداراتك الجشعة عن حياتي...!

لم أكترث بحقيقة الأمر للجندي الذي يقاتل طواحين الهواء رغم تهديده ليّ كان يطالب بتغيير الواقع لكنه لا يُحسن سوى نفي الوقائع!

شعاره الصدق ولكنه يتعامل معه بصورة جداً مختلة يدعو ممارسة الحق ولكنه يمارسه على غيره بسرقة واختلاس وعندما يُنتقد (بضم الياء).

يعتبر ذلك ضد (المشيخة) والعرف والثوابت حتى إنه يتوصل إلى التخوين وتأليب الرأي العام، يتعامل مع العقلانية والديمقراطية كما لو أنها أحد (أبراجه) الوهمية ولكنني على يقين من أنه لن تتبدد أحلام الحرية والديمقراطية بالصدام مع واقع (شخص) معقد يعتبر نفسه مناضلا تنويريا يبحث عن مصلحة البشر وذلك بزيادة رأس مصائبهم وسرقتهم لكنه أيضاً يتصرف بعقلية الضحية لكيّ يجذب أكثر عدد من القلوب الضعيفة، يدعي عشق الحرية فيما هو يمارس انتهاكها على بلاد شُرّع فيها الأمان واحترام الحقوق الخاصة، يعتبر أنّ مشكلته مع (المساكين) الذين قام بسرقتهم في حين أن المشكلة في أفكاره بالذات النخبوية والنرجسية

وفي مشاريعه الكاذبة ومقولاته المُستهلكة، له عقلية هشّة وبالتالي لديّ تنبؤات بأن هذا (المخادع) على مشارف الهاوية أليست مراقبة الاحتضار فيها كثير من الحزن والألم والاكتئاب لا تقل عن مشاعر المُحتضر ذاته!؟ ولكن ليس هناك خيار فهم من تسيدوا المواقف المالية بكل سذاجة وغباء!!

لعليّ سأكتفي بمنظره وهو يغرق لأن الأموال التي يحملها لا تساعدني على سحبه خارج تيارات الهاوية، إني أحاول فقط مساعدة المواطنين الذين يعيشون ما بين الأمل والدموع وخطر السرقة والتعرض للخداع من جديد في دفن أحزانهم على وجه السرعة. وأنا أعلم أنهم لم يقاتلوا بعد أنهم أن فعلوا سيوقعون خسائر في صفوف سارقيهم المتحصنين خلف الأبراج الشفافة!

كملامح يتيم يطلّ من الشباك ذات مساء مبلل في المطر غارق في الظلمة مشبع بالموت مغموس بالجحيم كنت أشعر بالموقف جيداً.

كم يقتلني احساسي بالعجز نحو سكان مدينتي البريئة جميعهم على قوائم الانتظار!

من المعلوم أن الفكرة الأساسية التي ركزت عليها هنا هي الحرية الفردية وضرورة ان يشكل الانسان بنفسه قدره ومصيره دون أن يسمح للغرباء بأن يمارسوا عليه الخديعة لا بد أن ينور فكره ويبتعد عن سياسة القطيع (ما يفعله الغير أفعله أنا)..! لغة الجماهير ربما تصبح ذات انتهاك..

لماذا نقف على حدود النهاية ونتنهد بألم ونقول (يشبع الله المتخمين)؟!

لا نكتفي بالجسد هنا بل لا بد لنا من تغذية الروح التي تسكن هذا الجسد

فربما توجد بأرواحنا طلاسم عن الحقيقة ستنفجر يوما وتجري أنهار من العزة.....!

عندما كنت صغيرة سألتني المدرسة: لماذا الأرض دائرية؟ فقلت لها لأنها بدينة!

ضربتني حينها بقسوة وبعدها عرفت لماذا هي دائرية! لكني لم أعرف لماذا هي مدرسة؟!

هذه هي قصتنا, فنحن نعلم أننا نتألم ولكن لا نعرف لماذا!؟

البعض أصغر منا لأنهم ولدوا بعدنا ولكننا لن نحزن من أجلهم لأنهم فوتوا شيئاً لا يستحق المشاهدة!!


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة