Culture Magazine Monday  09/07/2007 G Issue 206
مراجعات
الأثنين 24 ,جمادى الثانية 1428   العدد  206
 

استراحة داخل صومعة الفكر
سعد البواردي

 

 

الوشم علامة للتعريف بالشيء وتمييزه عن غيره.. يعمد إليه الكثيرون رمزا لمقتنى.. أو دلالة تحفظ لذلك الشيء عدم ضياعه أمام أشياء متشابهة.. إنه أداة تعريف.

شاعرنا الفزيع اختار لوشمه مكاناً قصياً في داخل حلمه.. أو علمه لا ينفذ إليه المبصر مشاهدة.. وإنما تنفذ إليه البصيرة التقاطاً عن بعد.. بدأت بالحنين العاشق..

قلبي يحن إليك ما ترى السبب

يا غادة ينتشى من ذكرها الطرب؟

والذكريات تناديني وتقذف بي

في لجة الشوق شوقي نحوك عجب

شربت حبك في صغري.. وفي كبري

فما ارتويت وإن طالت بي الحقب

استهلال جميل لحنين عاشق.. همسة لصديقي لقد تساءلت في بيتك الأول لغادتك.. نسيت علامة الاستفهام وهي لازمة وضعتها نيابة عنك.. لا غبار على شربك للحب فهو صحيح لا يتناطح بشأنه عنزان.. ولأنه شعر.. والشعر الرومانسي أدواته جمل حالمة وددت لو قلت (نهلت حبك) أليست حبيبتك تلك الحسناء من الوطن الذي نهلت من مائها.. وطعمت من غذائها.. واسترحت في ظلال فنائها.. الجشه؟! أعطها أجمل ما عندك وصفاً وتوظيفاً للمفردات..

يا بلدة تعتلي هام السخاء إذا

ما حلّ ضيف غدا أبناؤك النجب

ما بين محتفل بالضيف يركمه

أو عاتب يرتجي أن يجدي العتب

ويسترجع البعض من ذكرياته:

يا ديرة السعد كم عانيت من كمد

لأنني في الهوى قد مسني النصب

سدت أمامي دروب الشوق قاطبة

لكن شوقك في قلبي له العجب

ألست أنت التي حالفتني زمناً

فكيف عن ناظريك الآن احتجب

أنا قرينك في حل وفي سفر

حتى نوارى، وهذا الحب يصطخب

أعطيتها ما هي جديرة به من حب.. وهذا يكفي.. ومن أسير الحب لبلدته إلى أسير العذاب والتوحش على أرض فلسطين الراسخة تحت أغلال الاحتلال:

يا أمة العرب عذرا فالهوى قدر

إني برغم الهوى ما زلت أعتذر

فما يُرى اليوم لا أحلام تقبله

من هوله والأسى والقلب ينفطر

ناحت مآذن في الأقصى فما سمعت

لها صدى في مدى الآفاق ينتشر

ودمعة القدس سالت من محاجرها

من يستطيب الهوى والدمع ينهمر؟

أنّت فلسطين من أرض تكابده

فمن يجير أسيراً غمه الخطر؟

يا ضيعة الحق إن نامت أشاوسه

إذا سطا اللص والحراس ما سهروا

بيتك الأخير فنّد الداء بغياب الدواء.. في شباك الصائدين أكثر من عصفور.. وأكثر من سمكة.. العراق أسير. والجولان أسير. وكوسوفو أسيرة. والشيشان أسيرة.. وسوريا مهددة.. والسودان سودانين.. ولبنان تعصف بها رياح الشتاء من كل جانب.. وأشقاؤنا يتهافتون إلى جلاديهم يعترفون.. أو يوالون كي يغترفوا من مجراهم الآسن.. المشكلة نحن.. من هان على نفسه هان على غيره.. ومن طعم الهوان وطأته الأقدام القذرة.

(ترنيمة خليجية) عزفها على أوتار شعره..

صوت الصحارى به الأشجان تندفق

والليل يمضي به اليامال والرهق

ذكرني صوت السهارى بأغنية حالمة رائعة لمطرب الخليج عوض الردفي مطلعها أصوات السهارى.. عشية العيد..

تسابق النخل في الشطآن عانقه

موج تمادى بعمق الشوق ينطلق

تأخذه الصور الكثيرة من حوله سفن الصيد الشراعية.. والمراكب الصغيرة وهي تموج عباب البحر تصطاد الرزق.. والصيادون المصابرون.. والغواصون..

هم يُرَجعون ألحانهم..

تلك الحكايا سمعناها وما فتئت

زادا لتاريخنا يسمو بها العبق

واليوم ألقت عصا الترحال واندثرت

تلك المتاعب بالتصميم تنسحق

لم تنسحق يا شاعرنا.. إنها مسحوقة اليوم بما هو أكبر وأكثر.. هموم رأس المال.. وأسواق الأسهم.. واللهث الدائب الذي لا يستكين.. الصورة تغيرت.

كان للماضي رغم بؤسه مذاق الرجال في وصلهم وتواصلهم.. مذاق الأبناء في طاعتهم وفي إطاعتهم.. مذاق راحة البال في سكنهم وسكينتهم.. كل هذا تلاشى مع هبة أعاصير المادة التي أكسبتنا نهماً، وجوعاً وتفككاً.. نعم أعطتنا المقدرة على الرفاهة.. والسعادة.. إلا أن القليل منا هو الذي استشعر تلك السعادة والرفاهة.. خدمه ماله.. ولم يخدم ماله.. لم تنسحق متاعب الأمس بل أعقبتها متاعب اليوم والعيد والحمى.. وكأن لسان الفزيع يقول (عيد بأية حال عدت يا عيد؟!) هذا لأبي الطيب.. أما هو فله قول آخر:

في العيد، والأحباب لمّت شملهم

صور من الفرح البهي تغرد

لكنني وحدي أغالب دمعتي

عين مقرحة.. وجفن مسهد

قد شفني الألم الممض وساقني

نحو التنائي عنك جسم مجهد

إن كان بعدك ظل في قلبي أسى

فلأن حبك في الفؤاد مخلد

نعم.. هو المصاب بالحمُى.. أقعدته حماه عن رؤية من يهوى رؤيتها.. وغياب لقاء العيد عن ألف غياب وغياب لأنه عيد التلاقي والحلم الجميل. نبرح مع شاعرنا عيده الحزين.. وحماه التي رمته بالاثنين ونلج معه بوابة ليلة شكايته..

في ليلة ليلاء والبدر اختفى

والريح تعوي في المدى وتصول

تتراقص الأشياء خلف نوافذي

وبها أسى ليلي الكئيب يطول

أية أشياء كان يرقبها من خلف نافذته؟ عواصف، أمطار، سهد طويل، يأس شديد.. حلم يداعب خياله:

إنه لاح طيفك في خضم هواجسي

متهادياً وسط الفؤاد يحول

فتسرب الدفء اللذيذ لخافقي

والخوف بالحلم الجميل يزول

كل هذا جميل.. فهل أن الحلم عانق علمه؟.. هذا هو السؤال:

لكنني يا طيف أدرك أنه

في الحب يوماً ما أفاد رسول

يا منية النفس التي أشتاقها

شوق المحب إذا البعاد يطول

من ناظريك شربت ألوان الهوى

من لونك القمري لي منديل

كل هذا الغزل لا يشبع من جوع، ولا يطفئ لهيب ظمأ.. أن يعلل النفس إلى درجة العلة..

يا من يعلل بالأماني قلبه

يكفي التعلل، فالفؤاد دليل

وأيضاً عليل.. ولكن ماذا في اليد؟ أتجاوز محطة احتفالية ليوم الفرح.. فأيام الفرح لن نعدمها في محطاتنا المقبلة.. هذه محطة (عهد الهوى):

قالت، وقالت في الهوى أنشودة

جذلى تحاكي نزوة النشوان

فأحببتها والقلب هيجه الأسى

والدهر ينهي باقي الأحزان

وددت لو استبدل بمفردة (ينهي باقي الأحزان) ب(يملي باقي الأحزان) حتى لا يختلط اللبس ويفهم أن الزمن يجُبّ موسم الأحزان بينما هو يذكيه..

لولا عيونك ما رأيت سعادة

أو كان قلبي دائم الخفقان

ويستغرق وصفا.. حنانها بعيد المدى، رفق ساعديها.. انها أكبر من امرأة:

هل شاغلتك هموم أمتكِ التي

خضعت لظلم غادر العدوان

العدوان لا بد وأن يكون غادراً.. والغدر لا بد وأن يكون عدواناً.. إنه أشبه بمن يفسر الماء بالماء.. أرى إحلال مفردة.. جائر، لأنها صفة..

فحملت هماً منكِ يزهق كاهلا

غضا رقيقاً مرهف الأردان

فانساب همك في السطور كأنه

شوك تنامى في حشا النعسان

من أمة عربية كانت لها..

أمجاد عز سامق البنيان

حتى إذا الإيمان ولّى أصبحت

صيداً لذل مفرط.. وهوان

شاعرنا يخاطب نبع أحلامه، وفيض مشاعره منه، وإليه وجد سعادته وتنامت أعضاؤه أهداها قلبه أليس القلب مطية مشاعر؟!

ننصت معاً إلى ترانيم شاعرنا:

للصباحات النديّة تفرد آهات الدهشة

ذكريات السنين الخوالي، تأبى الرحيل، وتأبى البقاء

إنها مترددة تبحث عن دليل يخرجها من دائرة الحيرة.. حروف تأتي وأخرى تذهب إلا المشتعل منها ناراً فإنه لا يبرح مكانه.. تقاطع في الصور نهايته أسئلة:

متى تخمد الجذوة المرعبة؟

وتنمو زهور الهوى الطيبة؟

ويذبل شوك العذاب؟ ألا

يعود الوفاق فما أطيبه؟

سرد مباشر للجمل تتصارع فيه كل الأشياء، الأماني، القلق، الضجر، أنين الثكالى، ندب عهد مضى، فرحة تلازمها لوعة، ضوء عين وعتمة.. ثم عطر يتوضع بين ثنايا الجسد يعقبه شؤم.. وعودة إلى غيابات الماضي حيث الذكريات ترسل سجف غضبها الكثيف كي تشرق فوق سفوح الأماني بعده.. يهتف بحر الهوى للهوى حين التريض في الأمسيات العابقة بالذكريات.. ركام من الجمل أشبه بالشبكة العنكبوتية لا تعرف من أين تلج إليها، أو تخرج منها.. أشعر يا صديقي خليل أنني وقفت أمامها عاجزاً عن الحركة.. وعاجزاً عن الفهم.. ربما أنت أدرى. طيفه هذه المرة لطيف الصورة عنيد السريرة..

ما زلت أبحث عن خل يؤاسيني

فما وجدت سوى الآلام تنتظر

يلوح في أفق الأيام طيف ندى

يبل هادي الحشا، والقلب يعتكر

إذا اقتربت إذا بالطيف يخذلني

يذوب مثل الضيا، إذ يرحل القمر

وذاك أني مع الأيام في عنت

نسيت أن المنى يأتي بها القدر

أبيات معبرة ومقتضبة موحية بفكرتها.. على فكرة أحسب أن صديقي أبدل مفردة (إذا) في الشطر الأول من البيت الثالث بمفردة (متى) أنها أنسب. وفي مقطوعة أخرى يطالبنا شاعرنا أن ندع النوم..

قم دع النوم ما أفاد الرقاد

والثواني إذا انقضت لا تعاد

وامنح العمر فسحة من رجاء

هو بالدين نعمة ورشاد

في رضا الله وحده نتبارى

ليس للنوم دائما ننقاد

حسنا إنه لم يطلق دعوته للسهر.. وإنما أعطى للسبات بعض حقه في مقطعه الأخير.. يا عزيزي نوم الجسد لا يمثل مشكلة.. نوم الاستشعار بالواجب هو المشكل.. فينا من هو نائم وعيناه مفتوحتان.. وفينا من هو قائم وهو يسبح في بحر أحلامه.. الحياة يقظة.

قطار رحلتنا يطوي مسافته مسرعاً.. تجاوز بعض محطاته (العبد) و(العزف على أوردة مبتورة) و(دعاء) و(رثاء) وتوقف بنا أمام (نهى) تلك النحيلة القد.. شاعرنا الفزيع تطلع إليها في إعجاب.. وأطلق سهام وصفه:

حدثي يا نحيلة القد، قولي

أي سر وراء هذا النحول؟

ما لعينيك إذ بدت ناعسات

تأسر القلب؟ ما له من سبيل

مزقي الصمت يا نهى أو تمادي

وازرعي العشب في ثنايا الطلول

لقد سماها باسمها.. يبدو أنه كان يعرفها.. أو أنه سأل عن اسمها قبل أن يخاطبها شعراً: يخلص من أدبيات عشقه بنهاية تقول إنه يعرفها كل المعرفة.. بل إنها أقرب الناس إلى قلبه:

ما انتظاري لصوتك العذب إلا

كانتظاري للماء يروي غليلي

ما اشتياقي إلى الطفولة لولا

إنكِ اليوم طفلة تنتمي لي..

لعلي أختلف مع شاعرنا.. لقد أحب الطفولة لأن صغيرته طفلة وإلا ما كان ليحبها.. الطفولة براءة.. وبداية لمنبت زهرة لا بد وأن نشتاقها لأنها البذرة المتفتحة في حقلنا البشري.. أنا أحب الأطفال الصغار، أرحمهم، وأخاف عليهم من غدر الأيام التي لا ترحم.

يأخذنا الفزيع على جناح وهج شوقه:

غرق القلب في بحار الظنون

فانقذيني إلى ضفاف اليقين

الفاء في مجلة (فانقذيني) لا لزوم لها (أنقذيني) مجردة من الفاء أفضل:

واسكبي الدفء في فؤادي المعنى

واجعلي الوصل جدولا من فتون

يا لقلبي إذا المنى حاصرته

ما يلاقي سوى احتدام الأنين

ما جنى القلب غير سيف المنايا

قاطع الحد، ذاك سيف العيون

وهج الشوق حين يلفح قلبي

ما تراه يبوح قلب الحزين

يا خيالاً عليه أطبقت جفني

يا حبيباً أضمه في عيوني

وجد الخيال يا شاعرنا نلجأ إليه حين يستعصي الواقع.. فيه، وبه، ومنه نبحث لحون أشواقنا وأشواكنا لأنه ملجأ الشعر الأول والأخير. (الغدر) وما أدراك ما الغدر.. إنه الطعنة من خلف الظهر بأيد قريبة وغريبة سكاكينها تصرخ ألماً، ودماً لما تستنزفه:

نكد كلها الحياة، وهم

وسراب إذا يخون الصديق

أي خير إذا الوفاء تلاشى

وإذا خان في الوداد رفيق

كيف يسمو عن الخيانة ذئب

وهو بالغدر خلقة، وخليق؟

ذكرتني بذلك النكد الذي قال عنه شاعرنا القديم، وأحسبه المعري:

نكد كلها الحياة.. وما أعجب

إلا من راغب في ازدياد..

ملاحظات عابرة.. (سراب) أنسب منها (حراب).. ثم ألا ترى أننا ظلمنا الذئب ووصمناه بصفة الغدر.. الذئب لا يقدم على فريسته إلا إذا جاع كغيره من المخلوقات الصامتة.. أما نحن البشر فإن غدرنا لا يأتي عن حاجة.. وإنما عن لجاجة.. ونزعة شيطانية لا مكان لها في قواميس الرحمة.. ونواميس الأخلاقيات.. الفزيع فزع من لون الأرض المسكون بكل ألوان الوجع:

وجع الأرض يزداد جحيما

وعراة الفقر يجنون دماراً، وسموما

وفحيح الناي في الأفراح يطويه النهار

الفحيح يا عزيزي صوت أفعى.. أما الناي فله صوت الأنين.. ألست معي؟..

إنه لا يشهد للفجر بزوغاً.. وللأشواق التي اصطفاها غير لهيب يحرق

عاشق يبني أمانيه بظهر الغيب لا يدري مداها

يشرب الحزن.. وصهد الزمهرير

وتضاريس السهد تنفي كل أسراب الفرح

لا شيء أبقاه للفأل.. حتى دفء الأمومة وتحنانها لصغارها تعرض للبرود..

تلك أجسام نفت عنها الليالي

دفء شوق الأم إذ كانت على أطفالها تحنو

لكن الموت اجتباها..

وهي الأم التي اختارت طريق النار.. ولم تختر سواها

لا أدري لماذا اختارت.. أيأساً منها؟ أم بؤساً سد أمامها بوابة الحياة فآثرت الموت؟ أم أنه شيء آخر لا هذا، ولا ذاك؟

هو لون امرأة أضحت مع الجن تغني

إذا الليل غشاها

رقص الجن على آثارها.

حملته.. رحلت.. وتلاشت في أساها..

ربما بلحن عاطفة تسبق عاطفة الأنس!!

أختتم هذه الرحلة بأمنية غالية على شاعرنا آثرت أن تكون حسبك الختام.. أمنية ابنة شاعرنا التي بلغت الخمسة عشر ربيعاً:

جمع الربيع نضاره، وترجلا

أهدى إليك جماله متمثلا

وسعى إليك جماله.. فكأنه

من فرط ما يرجو رضاك تبتلا

يا غادة الحسن البهي تمهلي

فالحسن من شغف إليك تحولا

إنه يخاطبها بالطفلة.. وما هي بالطفلة لقد شبت عن الطوق.. واستوت على عودها زادها الله نضارة وعافية

يا طفلة خطرت خطاك فأينعت

قفر البوادي، واليباب قد انجلى

وشدا على الأفنان سرب راجل

والدوح أضحى ضاحكاً متمايلا

إنه يصفه:

فكأنه حين استقر بغصنه

تعب من الترحال يبغي المنزلا

بوركت يا أمنية أنتِ التي

جاءت فجاء لها النهار مهللا

ومضت بك الأيام من سعد إلى

سعد تغشاها فطابت منهلا

شاعر استجمع حبه.. وكل ما في قلبه ليصبه تحنانا لابنته التي تعبر جادة عمرها بشيء من الفرح.. وشيء من الخوف.. وعلى شفتيها جملة ترددها قالها شاعر قديم شاخت به الأيام بعدما شاخ به حبه وأفقده ساكنة قلبه

صغيرين نرعى البهم يا ليتنا

إلى الآن لم نكبر ولم تكبر البهم

يخاطبها أخيراً بهذين البيتين بمناسبة يوم مولدها:

في يوم مولدك الجميل تحية

تسري مع النسمات وجدا مذهلا

وأزود عنك من الزمان صروفه

كي تنعمي بالعيش رغداً مقبلا

إنها أمنية..

انتهى.

++++++++++++++++++++++++++++

الرياض ص ب 231185

الرمز 11321 فاكس 2053338

الرياض ص ب 231185 الرمز 11321 فاكس 2053338


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة