Culture Magazine Monday  09/07/2007 G Issue 206
نصوص
الأثنين 24 ,جمادى الثانية 1428   العدد  206
 
ثورة الحروف
علي بن حسين الزهراني

 

 

الأحرف تعدُّ شكلا من أطياف الترف الاجتماعي أو تنعكس سلبا على مظاهر الفقر والجوع والعوز أو ربما نزفا من هموم المثقفين الحيارى في دهاليز العتمة ... أو ربما تتعامد مع بعضها البعض لتصبح بين فينة وأخرى جمالا وبهاء!! وربما وربما.. هناك مجموعة من الحروف أرادتْ كل واحدة منه أن تتفاخر بنفسها أو ربما تنعي حظها وأخريات يصرخنْ من الألم والقليل يأمل في المستقبل البعيد وتتمنى قربة! فتصارعوا مع بعضهم البعض واستخدمتْ كل الأسلحة المشروعة والغير مشروعة!!

فكان هناك أحرف (الواو) و(الدال) و(السين) و(الميم) .... وكانتْ المحكمة مكونة من القاضي (كان) ومستشاريها (المبتدأ) و(الخبر) ... فما أن جلستْ القاضي حتى اطلق بكسرته بداية المحاكمة في البداية تحدثتْ قائلة: (الواو): أنا رمز فوق الأنظمة والقوانين.. أدخل الساحات كلها وأربع على الكراسي وألعب بأصابعي على المآسي. وتحدثتْ قائلة: (الدال) غاضبة: أنا الأكاديمي المعروف إذا قلتُ يُسمَع لقولي.. أتحدث كثيرا ولا يستطيع أحد أن يسكتني.. لا أُخطئ أبدا وإنْ أخطأتَ لا يجرؤ أحد على نقدي فلي حدسي ونظارتي وكرامتي ووضعي! وتحدثت قائلة: (السين) : سرابي يملؤ الأشياء بالعظمة والكبرياء وربما تعتصرُ الأماني ولكن ! صاحبها يعيش أحلى واجمل لحظاته فما أعظم الأحلام عندما تقترن بي! وتحدثتْ اخيرا قائلة: (الميم): أنا لي شقان

الأول: اغتصب الألفاظ لتولد المعاني وربما تكون مشوهة.. لا يهم! وربما تكون الألفاظ عقيمة والأهم أن يقال لي (الماستر سين) ويشار لي بالبنان ولا أخفيكم أني والفقر متسويان مهما بلغتُ من مراكز وأنصاب!

الثاني: أنا نديم الثلاثية (الحزن والهم والكآبة) قد تولد من خلالي تجترب وإبداع في شتى المجالات ولكن بعد حرقة وأسى!! - وانفرجتْ بالبكاء -! فأتى الحكم صارما وصادقا وربما عادلا!! فقالتْ كان.

سنتجاوز عن سماحة (الواو) وسعادة (الدال) فهما مظلومان بريئان وفوق كل الشبهات! أما أنتما أيها (السين) و(الميم) فإنكما ظالمان مدانان وسوف تطبق فيكما المادة الثلاثين من نظام الجزم والحذف.. رفعتْ الجلسة.. فثار الحضور بالقاعة مرة من ثلة (اتلضمة) ومرة من ثلة (الفتحة) بل حتى السكون انفجرتْ وطفح بها الكيل فكمتْ كان عليهم بما يلي:

أولا: تحذف الضمة

ثانيا: تشل الفتحة وترجع حروف العلل إليها

ثالثا: تسكن (السكون) وإن تمادتْ تودع في غياهب الظنون!

فصمتَ الجميعُ.. ونفذتْ المحكومية ولم يُسمَه سوى همهمة الأنفاس وطأطأتْ الرؤوس!!

- الباحة


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة