Culture Magazine Monday  09/07/2007 G Issue 206
الثالثة
الأثنين 24 ,جمادى الثانية 1428   العدد  206
 

تواصلاً مع (مواقف الشيخ السعدي)
الخويطر: في (وزارة المعارف)وزعنا (منهج السالكين) مجاناً

 

 
* الثقافية - علي المجرشي:

لم يغب الشيخ عبدالرحمن السعدي 1307-1376هـ عن الواجهة الثقافية والاجتماعية رغم رحيله عن هذا العالم منذ أكثر من نصف قرن، وقد توالت الكتابات والدراسات والأطروحات عن حياة الشيخ الشخصية وبرنامجه اليومي ومواقفه الحياتية، وكانت بداياتها مقالتين للدكتور إبراهيم التركي تحت عنوان (الشيخ) نشرتهما الجزيرة، وأعيد نشرهما في (المجلة العربية) ثم طُورا إلى كتاب نفدت طبعاته الثلاث خلال أشهر. وقام الشيخ محمد بن عبدالرحمن السعدي (ابن الشيخ) وسبطه الأستاذ مساعد بن عبدالله السعدي بطباعة مخطوطة أعداها عن مواقف الشيخ الاجتماعية، وصدرت قريباً، ولاقت قبولاً كبيراً، وقد كتب معالي الدكتور عبدالعزيز الخويطر رؤيته الخاصة في خطاب بعث به إلى المؤلفين وجاء فيه:

«لقد وجدت في هذا الكتاب براً منكم به، فقد لمست مع الأخ العزيز محمد جوانب مهمة في حياة والدنا الشيخ عبدالرحمن -رحمه الله- ساهمت في تعريف القارئ به، وبالجوانب الإنسانية التي كان يتحلى بأجمل الصفات منها، والجوانب الاجتماعية التي كان يعطيها حقها من الرعاية والعناية.

والشيخ عبدالرحمن -رحمه الله- يكاد يكون العالم الوحيد حتى آخر زمنه الذي ألف وأكثر وأبدع، فصار فخراً لأسرته، ولمدينته وللمملكة وللعالم الإسلامي أجمع، وكان الناس يعجبون من قدرته -عليه رضوان الله-. على هذا الإنتاج الثري، والإبداع المتواصل، ويعجبون كيف يجد الوقت، وقد وجدوا السر في كتابكم وهو أنه كان -رحمه الله تعالى- منظما في كل أموره، في أوقات قراءته، وأوقات تدريسه، وأوقات كتابته وتأليفه، وزياراته، والرد على الخطابات التي ترده، وعلى مساعدة الناس في إنارة طريقهم عندما تدلهم عليهم الأمور، وهذه حضارة قائمة وحدها، فالتنظيم، وحكم الإنسان لنفسه أحد أسباب النجاح في الاستفادة من الوقت. وليس كل إنسان يدرك ذلك، وبعض من يدركه لا يعمل به.

وقد أحسنتم في تبيان بعض الجوانب التي يسمع عنها الناس، ولا يعرفون حقيقتها، مثل رفضه أن يكون قاضيا، وبنى ذلك على أسباب وجيهة، وعن استدعاء الملك عبدالعزيز له، وهذا أمر لا يعرف الناس تفاصيله التي ذكرتموها، وفيها ذكرتم ما يدل على رضا الله عنه إن شاء الله، ثم ما يدل على اعتماده على الله، ثم على شجاعته، ثم على ثقته بعلمه وآرائه.

وقد جرى حديث قبل أكثر من خمسة وعشرين عاما في مجلس بيني وبين الشيخ إبراهيم بن محمد بن إبراهيم - رحمهما الله- وتطرقنا إلى الشيخ عبدالرحمن -رحمه الله- وعن علمه، وجرّ الحديث إلى موضوع رسالته عن يأجوج ومأجوج، وأن الملك عبدالعزيز استدعى الشيخ عبدالرحمن، ويقول الشيخ إبراهيم: إن الشيخ محمد بن إبراهيم أكرمه، واستقبله استقبالاً حافلا، وكرمه كبار العلماء، وأن الشيخ محمد ذهب إلى الملك عبدالعزيز، وأبدى رأيه في الشيخ عبدالرحمن وآرائه، وأنه عالم جليل، ثم قابله الملك عبدالعزيز مع الشيخ محمد بن إبراهيم وأكرمه وقربه، وقال أمور الدين الدقيقة اجعلوها بينكم ولا تظهروها للعامة حتى لا يتشوشوا، ويقول: الشيخ محمد بن إبراهيم كان شاهد عيان على ذلك.

لقد جاء كتابكم متقنا من حيث التبويب والإخراج والحجم، ولي ملاحظة فقط على الحرف، أرجو أن يكون في الطبعة القادمة أكبر قليلاً، حتى لا يحرم من قراءته والتمتع به كبار السن.

هناك بعض الأخطاء المطبعية قد ترون ملاحظتها في الطبعة القادمة، وهي أخطاء لا بد منها، وقد عانيت منها في كتبي، لأني وأنا أصحح لا أقرأ بعيني ولكن بعقلي، وعقلي يسبق عيني، وقد أصحح (البروفة) ست مرات، ومع هذا لا بد أن يبقى بعض الخطأ. أعانكم الله.

وقد لاحظت عندما كنت وزيراً للمعارف أهمية كتاب الشيخ: (منهج السالكين وتوضيح الفقه في الدين)، ومدى فائدته، لأنه مختصر في موضوع، واف فيها احتواه، مع سهولة في التعبير، ووضوح في العبارة، فطبعت منه أعداداً ووزعتها مجاناً.

وأرفق لكم منها نسختين، إكمالاً للمعلومات عن مؤلفاته وما مرت به من طباعة.

وقد أجاب الشيخ محمد والأستاذ مساعد على رسالة الدكتور الخويطر برسالة شكراه وأثنيا عليه وقالا فيها: إن كتاب منهج السالكين يترجم الآن إلى الإنجليزية، كما أكدا عنايتهما بالملاحظات الواردة من أبي محمد.

أخوكم عبدالعزيز الخويطر


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة