الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 9th August,2004 العدد : 71

الأثنين 23 ,جمادى الثانية 1425

نادي الباحة الأدبي إلى أين؟!
* محمد سلمان آل سفر
كان لإطلالة النادي الأدبي بمنطقة الباحة الأثر الكبير بين أبناء المنطقة على مستوى دولتنا الغالية لأنه بمثابة الرئة أو المتنفس لذلك الإرث الكبير الذي لا يمكن معه لأي منصف أن يتجاهله ولأنه كذلك فهو دوحة لكافة المتطلعين إليه ليفيض عطاؤه وينتهل من قطافه الثمار اليانعة والمتوخاة من أهداف وجوده انسجاماً مع الحركة الأدبية والثقافية على كافة الصعد. ويحلق بذلك الإرث امتداداً أو إضافة لمسة تعني الزمان والمكان. والمتوخى أن يصبح مكاناً يفد إليه أبناء المنطقة ليلم شتات الجهود المبعثرة ليمسي نسيجاً واحداً، بدلاً من جلسات التهكم والتقليل من جهود الآخرين والبعد عن الفئوية المقيتة.
من هنا كان للحوار أهمية بالغة لتلاقح الأفكار ليسند ويعزز الرأي، فالحوار إذا كان سامياً من أجل الحقيقة فهو حوار بناء، فالاختلاف لا يفسد للود قضية ولا يصل إلى حد الخلاف لأنه به تلعب العواطف ويحود عن الطريق ويتحول إلى شخصي تدفعه الأهواء والذاتية ويخرج عن أدب الحوار ليصل إلى الجدل واللجج، والنادي ليس ملكاً لأحد وإنما منبر حر يشدو على وريفه الجميع. وهذا التناول الذي بدأ من جريدة الوطن واستقر بجريدة الجزيرة، أجدني ملزماً في أن ما يكتب الآن لا يخدم مسيرة النادي ويجعل منه منبراً للمهاترات والإسفاف في القول ويبتعد عن الأهداف الحقيقية من إنشائه.
فلا غرابة أن تسمع وترى بعض الشباب أو من تجاوز مرحلة الشباب بكثير قائلاً بعدم الاهتمام ولا يرسل دعوة لهم ولا احتواء لنتاجهم ويجدون في نفوسهم حرقة.
وإن بعض المنتمين للنادي ليس لديه حتى المؤهل الدراسي الذي يؤهله في حق المشاركة ولا النتاج الأدبي ولا يجيد حتى المقالة الأدبية والأدهى أنه يطالب بنيابة رئيس النادي أو على الأقل بعضوية رئيسية ولم يقم يوماً بإدارة ندوة أو التعليق على أي ملتقى، وينحو بكلامه وعباراته إلى جدلية موسومة بالتقليل من جهود الآخرين بل يصل إلى حد السخرية، وهذه عضوية بيئة طاردة لا جاذبة، فحري بنا أن نترك للبذرة أن تنمو وتترعرع في جو صحي بعيداً عن النباتات الطفيلية. فإذا أردنا للنادي الزهو فمن المستحب أن يكون لأعضائه مساهمات مشهودة لا مجرد مخبر صحفي أو كاتب (معاريض) فقد كفانا ذلك زمنا.
وليست الأندية الأدبية في طابعها تأخذ صفة الديمومة أو صكاً (ممهوراً) على الأبدية وإنما الإنتاج الأدبي والعمل الدؤوب الذي يعطي المكانة الطبيعية.
وأتساءل عن حق التصويت والانتخاب لقد أخذت عملية التعيين في النادي سمة الانطباع، إضافة إلى أنه قد لا نعطي للتخصص أهمية طالما الذائقة الأدبية موجودة فهناك أدباء كثر والأمثلة على ذلك واضحة. وهل ننتظر من أبناء المنطقة الرحيل لينشروا نتاجهم الأدبي في أماكن أخرى فما الجدوى من إقامة نادي أدبي بها. وأملي ألا يكون النادي حكراً للنخب الآتية من خارج المنطقة فقط إنما أعطوا لأبنائنا الفرصة وثقوا بهم وسوف تثبت الأيام صدق ذلك.
والأدب عادة لا يأخذ صفة التكسب، علماً أن النفس مجبولة على حب الأثرة، والنفس الشفافة لا يصدر عنها إلا جميل القول والفعل معاً.
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
كتب
مسرح
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved