الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 9th August,2004 العدد : 71

الأثنين 23 ,جمادى الثانية 1425

شريفة السديري لـ «الثقافية»:
علاقتي بالفن بدأت بالموهبة.. والصدفة دفعت بي إلى الساحة

* حوار شيخة القحيص:
الفنانة شريفة السديري اسم حفر في صفحات الساحة التشكيلية السعودية تحمل في ثنايا تجاربها الإبداعية الكثير من الإشارات والمؤشرات بأنها تمتلك مقومات الفنانة الصادقة في مقدمتها الوعي بالهدف من إبداعها مع ما تحمله من مختزل ثقافي جعلها تتعرف وتتلمس على أبعاده باستلهامها ملامح التراث الإسلامي ولهذا حققت الكثير من التميز والتواجد وأصبحت رمزاً من رموز التشكيل ورائدة من رائدات جيل تأسيس الفن النسائي المعاصر في وطننا الغالي.
* تحدثت الفنانة شريفة السديري في هذا اللقاء الذي أجرته الصفحة التشكيلية بالمجلة الثقافية عن أولى خطواتها في الفن التشكيلي لتقديمها للجمهور ممن عرف إبداعها ونشاطها المستمر والمؤثر في الساحة المحلية وصولاً للمحافل التشكيلية العربية والعالمية بقولها: إن علاقتها بالرسم بدأت وهي في السادسة من عمرها وذلك بالتشجيع من قبل معلماتها ووالدها خصوصاً كما تقول عندما كانت تحاول تقليد الصور واللوحات ورسم الأشخاص وتضيف الفنانة شريفة أن التشجيع استمر حتى بعد الزواج فلزوجها دور كبير في هذا المجال إلى أن استمرت تلك الموهبة في النمو بالرسم وممارسة التجارب بالخامات المتعددة سعياً لاستكشاف هذا العالم الإبداعي العظيم وليس الهدف المشاركة أو الدخول في معمعة الساحة التشكيلية إذا لم أكن استوعب هذا العالم كما تعرفت عليه لاحقاً وتواصل الفنانة شريفة السديري حديثها عن البدايات وعن من ساهم في دعمها وتقول إن كان من أهم الداعمين لي والدتي ولدعمها موقف لن أنساه وهو البوابة التي انطلقت منها إلى عالم الفنون التشكيلية إذ طلبت مني الوالدة أن أقوم بوضع إطار لإحدى لوحاتي وذلك في دار الفنون التي يمتلكها الفنان الراحل محمد السليم وعندما رأى اللوحة علق عليها مشيداً بها مع بعض الملاحظات الفنية القيمة ثم طلب مني المشاركة بها في مسابقة تقام لفنانات الخليج في البحرين وحصلت فيها على الجائزة الثالثة وكانت بالنسبة لي مصدر اعتزاز وتقييم لمستوى أعمالي التي انطلقت من خلالها إلى معارض ومسابقات كثيرة ومنها مشاركتي في البينالي الدولي بفلورنسا وحققت فيه المركز الخامس وميدالية استحقاق من البينالي وكنت أتمنى أن يراها الفنان السليم إلا أنها جاءت بعد وفاته فهذا الموقف من الفنان الكبير محمد السليم لا يمكن نسيانه.
* وتواصل الفنانة شريفة في سياق حديثها عن البدايات مضيفة بقولها: يمكن أن أقول إن علاقتي بالتواجد التشكيلي جاءت مصادفات ابتداء من اعتباري أن هذا الفن هواية وتسلية نتيجة محبتي له إلا أن مشاركتي في تلك المعارض والمسابقات ومن التشجيع الذي دفعني إلى أن اصقل موهبتي وأنميها واستمر في هذا الطريق إلى أن أصبح شبه احتراف عبر الإكثار من القراءة فيه وزيارة المعارض داخل وخارج المملكة والتعرف من خلالها على الخامات وخلافها.
* وتقول عن جوانب الخوف عند التعامل مع إبداعها كنت أخاف من استخدام الألوان الأساسية ذات القوة في اللون التي تحتاج إلى جرأة أكثر إضافة إلى ترددي من رسم الأشخاص نظراً لصعوبة التعامل مع أسس رسمها بالشكل الصحيح مما يعني عدم قدرتي على إجادتها حتى تجاوزت هذه المرحلة بالخبرات والتجارب والممارسة فرسمت الكثير من اللوحات الواقعية وبالألوان الجريئة فكانت البوابة الكبيرة لتحقيق مبدأ الصراحة مع ما أريد التعبير عنه بأمانة دون غلو أو مبالغة عند تحقيق الهدف السامي من الفن.
* وحول ما يمكن أن يؤثر فيه الوقت وكيفية توزيعه بين إبداعها وبين أعمالها ومتطلبات الحياة الوظيفية أو العائلية قالت الحقيقة إن الفن لم يشغلني عن مهام عملي الأخرى ولا عن علاقتي والتزاماتي الأسرية إذ حاولت إيجاد توازن بين مختلف الواجبات ومنها ممارسة الرسم في مرسمي فقد انقطع عن الفن أشهر كثيرة قد تصل إلى ستة أشهر بسبب أولويات الواجبات الأخرى التي تستدعي كامل تركيزي واهتمامي إلا أن فكري يظل مع الرسم والتخطيط لمشاريع لوحات مستقبلية وعندما يتسنى لي بعض الوقت للعمل مرة أخرى أعود بكل حيوية ونشاط مستغلة الفرصة والوقت قدر الإمكان مع أن الفن لا يحتل الحيز الأكبر من وقتي بل يأخذ جزءاً منه بجانب حاجة الهوايات الأخرى التي تحتاج إلى توفير الوقت الكافي ومنها القراءة في مجالات متعددة في الفن وفي السكيلوجيا التاريخ القديم والحديث السياسة علم الفلك التغذية والطب البديل إضافة إلى متابعة النظريات في الفيزياء والكيمياء والأحياء فاتجاهاتي متعددة ولو تحقق لي إكمال دراستي فسوف احتار عند اختيار أي منهم مع اهتمامي بما يخدم البشرية.
* من جانب آخر وحول ما حققته من جوائز في مجال إنتاجها التشكيلي وما هي أهم الجوائز قالت هناك الكثير من الجوائز حصلت عليها في العديد من المسابقات والمعارض إلا أن أهمها كما ذكرت هي حصولي على المركز الثالث في البحرين على مستوى فنانات الخليج عام 1987م وحصولي على المرتبة الخامسة في بينالي فلورنسا الدولي بإيطاليا عام 1997م.
* أما عن مشاعرها تجاه ما يحدث في العالم من قضايا إنسانية وكيف يتم توظيفها في أعمالها قالت الفنانة شريفة السديري: أسعى وأحاول لأن أكون متفائلة فالمسلمون العظماء في التاريخ كانوا ينظرون إلى هذه الأمور بمنظار هادئ وثابت ليتمكنوا من التصرف بعقلانية وثبات وحكمة بلا جزع ولا خوف أو تشاؤم لأن المؤمن لا يجزع بل يتوكل على الله ويتعامل مع كل حدث يوم بيوم ولا يترك هذه الأمور تزعزع كيانه أو إيمانه بل تدفع لإتقان عمله أو حسن تصرفه في تعامله مع محيطه من أهل وأقارب وأشقاء ومع وطنه وهو الواجب على كل مسلم مؤمن فدوري إذاً أن أبرز هذه الصفات التي تحلى أغلبنا بها ونعبر عنها بالوسيلة التي تناسبنا ونعكس دواخلنا ونشارك ونطمئن من هم في تشكك وحيرة وخاصة بأن وسائل الإعلام تعمل على إثارة الشجون والرعب والتشاؤم في كل خبر تعلنها بمونتاج درامي ناجح فلما لا أقوم بنفس المجهود كرسامة تعرض الجانب المتفائل.
* وحول واقع حياة الفنانة شريفة السديري الأم والزوجة وربة البيت حول تأثير موهبتها ومن ثم احترافها للفن على محيط منزلها وعائلتها الصغيرة قالت بأنها لا تحاول أن تدفع بأولادها إلى الفن التشكيلي بشكل خاص بقدر ما تكون عادلة حتى لا يكون لها كل الأثر في اختيار اتجاهاتهم بل هناك اتجاهات كثيرة تحاول إبرازها لهم وتعريفهم بها حتى يتشكل لديهم حب المعرفة وحب الجمال وحب الطبيعة وحب الإنسانية وأهمها وتشملها جميعاً حب الله سبحانه وتعالى وتضيف الفنانة شريفة مجيبة على تساؤل حول دور الزوج فقالت إنه يتحمل هذا الجانب ولا يشعر بأي ضيق تجاه الفن بقدر ما أشعر أنه يقف معي بكل سعادة مع أنه قد لا أجد أذناً صاغية في بعض الأوقات لانشغالي باللوحة وهذا أمر أقدره فيه خصوصاً انه يعني حرصه على أن يجد الاهتمام من شريكة حياته وإلا فأين سيجدها ولهذا فإنني لا أحب أن يأخذ الفن أو العمل فترة طويلة تشغلني عن زوجي وأسرتي بل أعمل على فترات متقطعة خلال السنة وخلال العمل نفسه بتقسيم الوقت بين الإخلاص للعمل وبين احتياجات زوجي ولهذا فهو يشاركني بالاقتراحات وأكون سعيدة بها فهو أقرب الناس لمشاعري.
* قبل الختام وددنا أن ننقل بعض النصائح والتوجيهات للمبتدئات في هذا المجال فكانت إجابات الفنانة شريفة السديري مغلفة بالتواضع حيث قالت بأنها لا تزعم أنها تستطيع أن تقدم إلا القليل من الإرشادات للمبتدئات منها التشجيع المعنوي ومن أهمها عدم التردد وعدم التراجع بسبب انتقادات الآخرين أو الشعور بالغيرة من نجاح الآخرين من المنافسين لهم في نفس المجال مع الإصرار على الاستمرار ليتواصل النجاح والإكثار من الثقافة البصرية ومنها زيارة المعارض التشكيلية والمتاحف إذا أمكن أو الاستفادة من تجارب الفنانين المحليين والعالميين بتأمل صور لوحاتهم بالكتب والمجلات وعدم الانقطاع عن الرسم في أي وقت تتاح للموهوب أن يمارسه فيه كالسفر والنزهات أو في أوقات الفراغ وأن يكون لدى المبتدئ كراساً صغيراً سهل الحمل ليدون فيه الاسكتشات السريعة لأي فكرة أو منظر يمر به أو لتسجيل ملاحظات عن أعمال رأتها أو راودت مخيلتها أو لتجربة تصميم خطر ببالها وذلك لتمرين اليد على التخطيط.
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
كتب
مسرح
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved