الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 9th August,2004 العدد : 71

الأثنين 23 ,جمادى الثانية 1425

(ومض و نبض)
شاعر وقاصّ وروائي وقضية ثقافية
* عبد الله السمطي
إبراهيم شحبي يسرد سيرته الاجتماعية في كتاب (علمانيتي: الحكاية والتجربة)
لعله الأديب الوحيد في المملكة الذي لجأ في السنوات الأخيرة للقضاء لكي يرد تهمة علنية اجتماعية اتهم بها في المسجد وهو يؤم المصلين: حيث اتهمه أحد المصلين بأنه: (علماني) فبادر إبراهيم شحبي إلى القضاء طالباً الإنصاف فحكم القضاء على من اتهمه بالجلد 60 جلدة، لكن الحس الشعري والإنساني لشحبي جعله يتنازل عن هذا الحكم.
كانت تجربة مثيرة، تحولت إلى قضية ثقافية انتقلت من الجنوب الهادئ في أبها إلى جهات المملكة المختلفة، ومن ثم إلى جهات العالم.. حيث تناقلت وسائل الإعلام العالمية القضية والتقطتها كأحد الإشكاليات المثيرة ما بين الأديب ونظرة المجتمع إليه، هكذا نشرت القضية في صحيفة نيويورك تايمز، وفي اللوموند الفرنسية وفي بعض الصحف الإسبانية والروسية، عن هذه التجربة المثيرة يقول شحبي: (كانت تجربة اجتماعية حاولت أن أقف بها أمام هذه الاتهامات التي تلقى جزافاً ولا تجد من يردها) ويضيف: (لقد قمت بجمع كل ما أثير وما نشر حول هذه القضية في الصحف المحلية والدولية، وسوف أنشره في كتاب يصدر قريباً، وقد قامت إحدى الزميلات بترجمة ما نشر في صحف أمريكية وفرنسية وروسية وإسبانية، فضلاً عما كتب عن الموضوع في بعض مواقع الإنترنت) .
يكتب إبراهيم محمد شحبي في أنواع أدبية مختلفة، فهو أصدر في بدء مسيرته الأدبية مجموعتين قصصيتين هما: (نزف في ذاكرة رجل) 1417هـ، و (ما وراء الأنفاق) 1420هـ، وأصدر بالتزامن معهما ديوانين شعريين هما: (وجهك.. البحث.. الديمومة) 1418هـ، و (قوافل الهجس) 1420هـ، ثم أصدر روايتين هما: (أنثى تشطر القبيلة) 1423هـ، و (السقوط) 1424هـ، أي أن شحبي أصدر خلال سبع سنوات ستة أعمال إبداعية بواقع عملين في كل نوع أدبي، وهذا يعني أنه يمارس الكتابة بدأب، ودون توقف، فالحالة الإبداعية متوهجة، والأفق التخييلي غير معطل، وهذا يدفعه للانشغال بالتطوير الدائم لطريقته الكتابية، فضلاً عن ذلك فإنه يعطي الوقت الكافي لمتابعة تجربته، وتحكيكها.. ولعل في تقاعده عن العمل وتفرغه للكتابة والإبداع ما يجعله يقف جل وقته على حد الأبجدية الساخن المتوتر، وينزف كلماته بألم المبدعين وبصيرة الحكماء. إن هذا التوزع بين أنماط أدبية مختلفة ينجم عنه أمران على قدر من الأهمية، هما:
استثمار آليات النوع الأدبي في كتابة النوع الأدبي الآخر، بمعنى أن طاقة الشعر التخييلية والجمالية تؤثر بشكل أو بآخر في آليات السرد القصصي أو الروائي من حيث اختيار وتوزيع الكلمات والجمل، والانحراف عن السياق السردي المباشر، وتعميق البنية العبارية.
التشتت بين كل نوع أدبي، وعدم تعميق التجربة، سواء في الشعر أم القصة القصيرة أم الرواية، وهنا يقف المبدع بين مفترق ثلاثة طرق، فلا هو صار شاعراً مجيداً، ولا قاصاً ولا روائياً له نسيج سردي متميز.
والسؤال هنا.. أين يقف إبراهيم شحبي بين هذين الأمرين، بله بين هذه الطرق جميعا؟
لنسلم في البدء بأن تجربة هذه الإصدارات اتسمت بالتوالي والتعاصر الكتابي، كما انها توزعت بين آليتي الشعر والسرد، وهما آليتان متقاطعتان من الوجهة الجمالية، فالشعر يلوذ بالسرد في المقاطع والفقرات التي تتطلب نوعاً من الحكي أو المباشرة الإخبارية، والسرد يلجأ إلى تشعير عباراته في الفقرات المونولوجية الغنائية، وفي الأجزاء التي يتوقف فيها لالتقاط بعض المشاهد الوصفية. لذا فإن شحبي يمزج بين الآليتين، ويمارسهما معاً في وقت واحد.
ولعل في قراءة أطراف من تجربته الكتابية ما يؤذن بالوقوف على خواص هاتين الآليتين عنده، وتقاطيعهما العامة.
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
كتب
مسرح
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved